أسباب تحصيل اليقين

أسباب تحصيل اليقين






الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ فمن أسباب تحصيل اليقين:
- معرفة مقامه من الدين:
وقد جاء في الحديث: ((إِنَّ النَّاسَ لَمْ يُؤْتَوْا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا خَيْرًا مِنَ الْيَقِينِ وَالْعَافِيَةِ فَسَلُوهُمَا اللَّهَ عز وجل))([1])، قَالَ الْحَسَنُ - رحمه الله تعالى -: (بِالْيَقِينِ طُلِبَتِ الْجَنَّةُ، وَبِالْيَقِينِ هُرِبَ مِنَ النَّارِ، وَبِالْيَقِينِ أُتِيَتِ الْفَرَائِضُ، وَبِالْيَقْيِنِ صُبِرَ عَلَى الْحَقِّ، وَفِي مُعَافَاةِ اللَّهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ قَدْ وَاللَّهِ رَأَيْنَاهُمْ يَتَقَارَبُونَ فِي الْعَافِيَةِ فَلَمَّا نَزَلَ الْبَلَاءُ تَفَارَقُوا)([2]).
الدعاء به:
وورد أنَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يسألُ اللهَ تعالى أن يُقْسِمَ له من اليقين ما يهون به عليه مصائب الدنيا، ومِنْ دُعَاءِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه: (اللَّهُمَّ هَبْ لِي إِيمَانًا وَيَقِينًا وَمُعَافَاةً وَنِيَّةً)([3])، وكَانَ عَطَاءُ الْخُرَاسَانِيُّ - رحمه الله تعالى - لَا يَقُومُ مِنْ مَجْلِسِهِ حَتَّى يَقُولَ: (اللَّهُمَّ هَبْ لَنَا يَقِينًا بِكَ حَتَّى تَهُونَ عَلَيْنَا مُصِيبَاتُ الدُّنْيَا، وَحَتَّى نَعْلَمَ أَنَّهُ لَا يُصِيبُنَا إِلَّا مَا كُتِبَ لَنَا عَلَيْنَا، وَلَا يَأْتِينَا مِنْ هَذَا الرِّزْقِ إِلَّا مَا قَسَمْتَ بِهِ)([4]).
 التفكر في أحوال السابقين:
وقراءة أخبارهم في القرآن الكريم، وتعلم اليقين من آياته العظيمة؛ كما قال الله تعالى: {هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [الجاثية: 20].
 قال خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ - رحمه الله تعالى -: (تَعَلَّمُوا الْيَقِينَ كَمَا تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ حَتَّى تَعْرِفُوهُ فَإِنِّي أَتَعَلَّمُهُ)([5])، ومرض الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ - رحمه الله تعالى - فقيل له: (أَلَا نَدْعُو لَكَ طَبِيبًا؟ قَالَ: أَنْظِرُونِي، فَتَفَكَّرَ، ثُمَّ قَالَ: {وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا} [الفرقان: 38]، فَذَكَرَ مِنْ حِرْصِهِمْ عَلَى الدُّنْيَا وَرَغْبَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا فِيهَا، قَالَ: فَقَدْ كَانَتْ فِيهِمْ أَطِبَّاءُ وَكَانَتْ فِيهِمْ مَرْضَى، فَلَا أَرَى الْمُدَاوِي بَقِيَ وَلَا الْمُدَاوَى هَلَكَ ...)([6]).
 وقبل ذلك وبعده تعلق القلب بالله تعالى، فلا يركن إلى مخلوقٍ مهما بلغت قوتُه، أو علت منزلتُه، ولا يتعلق بسببٍ مهما كان متينًا: {إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتِينُ} [الذاريات: 58]، بل يركن إلى الله وحده، ولا يكون في قلبه سواه، قال سَهْل بْن عَبْدِ اللَّهِ - رحمه الله تعالى -: (حَرَامٌ عَلَى قَلْبٍ أَنْ يَشْتَمَّ رَائِحَةَ الْيَقِينِ وَفِيهِ سُكُونٌ إِلَى غَيْرِ اللَّهِ تعالى)([7]).

 الهوامش:
([1]) رواه الترمذي بنحوه، (3558)، وقال الألباني في صحيح سنن الترمذي، (3558): حسن صحيح.
([2]) اليقين، ابن أبي الدنيا، رقم: (13).
([3]) المصدر السابق، رقم: (6).
([4]) المصدر السابق، رقم: (22).
([5]) المصدر السابق، رقم: (7).
([6]) الزهد، هناد بن السري، رقم: (379).
([7]) ذم الهوى، ابن الجوزي، رقم: (179).

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
أسباب تحصيل اليقين doc
أسباب تحصيل اليقين pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى