ما أعدَّه اللهُ للموقنين في القرآن وفي السنة

ما أعدَّه اللهُ للموقنين في القرآن وفي السنة





♦ خصَّ عز وجل المتقين بالانتفاع بالآيات والبراهين؛ فقال: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} [الأنعام: 75].
♦ وخصَّ أهل اليقين بالهُدى والفلاح؛ فقال: {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآَخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [البقرة: 4-5].
♦ وإذا تزاوج الصبرُ باليقين وُلِدت بينهما الإمامةُ في الدين؛ قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24]، يَهْدُون أتباعهم وأهل القَبول منهم بإِذْن الله لهم بذلك، وتقويته إيَّاهم عليه.
 

أحاديث نبوية في اليقين:

- قال صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة: ((منْ لقيتَ من وراء هذا الحائط يشهدُ أن لا إله إلا الله مستيقنًا بها قلبُه؛ فبشِّرْهُ بالجنةِ))([1]).
- وقال صلى الله عليه وسلم: ((صلاحُ أولِ هذه الأمةِ بالزهدِ واليقين، ويهلكُ آخرُها بالبخلِ والأملِ))([2]).
- وقال أيضًا صلى الله عليه وسلم: ((... وسَلوا اللهَ اليقينَ والمعافاةَ؛ فإنه لم يُؤْتَ أحدٌ بعدَ اليقينِ خيرًا من المعافاةِ))([3]).
- وقام أبو بكر - أول خليفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم - مذكِّرًا الأمةَ بأهمية اليقين، فقد قام على المنبر بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم بكى، فقال: ((قامَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عامَ الأول على المنبرِ، ثم بكى، فقال: اسألوا اللهَ العفوَ والعافيةَ، فإن أحدًا لم يُعْطَ بعد اليقينِ خيرًا من العافيةِ))([4]).
- وكان صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه باستصحاب اليقين في العمل؛ فكان يقول: ((واعملْ للهِ بالشكرِ في اليقينِ، واعلمْ أنَّ الصبرَ على ما تكرهُ خيرٌ كثيرٌ، وأن النصرَ مع الصبرِ، وأنَّ الفرجَ مع الكربِ وأنَّ مع العسرِ يسرًا))([5]).
- وكان صلى الله عليه وسلم كثيرًا ما يدعو ربه بصحة اليقين وسلامته ودوامه؛ فعن أبي جعفر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: ((اللهمَّ إني أعوذُ بكَ من الشكِّ بعد اليقينِ))([6]).
- وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: ((اللهمَّ اقْسِمْ لنا من خشيتِك ما يحولُ بيننا وبينَ معاصيك، ومن طاعتِك ما تبلغُنا به جنتَك، ومنَ اليقينِ ما تهونُ به علينا مصائب الدنيا ...))([7]).
- وجاء في حديث سيد الاستغفار قوله صلى الله عليه وسلم: ((منْ قالها من النهارِ مُوقِنًا بها فماتَ من يومِه قبلَ أن يمسِي فهو من أهلِ الجنةِ، ومن قالَها من الليلِ وهو موقنٌ بها فماتَ قبلَ أن يصبحَ فهو من أهلِ الجنةِ))([8]).
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((... ما من شيءٍ لم أكنْ أُرِيتُه إلا رَأَيتُه في مقامِي هذا، حتى الجنة والنار، فأُوحي إليَّ أنكم تُفتنون في قبورِكم مثلَ أو قريبًا من فتنةِ المسيحِ الدجالِ، يُقال: ما علمُك بهذا الرجل؟ فأما المؤمنُ - أو الموقنُ - فيقول: هو محمدٌ رسولُ اللهِ جاءنا بالبيناتِ والهدى فأجبْنَا واتبعْنَا، هو محمدٌ ثلاثًا، فيُقال: نَمْ صالحًا، قد عَلِمْنَا إنْ كُنْتَ لموقِنًا به، وأما المنافقُ - أو المرتابُ - فيقول: لا أدري، سمعتُ الناسَ يقولون شيئًا فقُلتُه))([9]).
- وحذَّر صلى الله عليه وسلم من ضعف اليقين الذي يؤدي بالإنسان إلى إرضاء المخلوق بما يُسخط اللهَ؛ فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ مِنْ ضَعْفِ اليَقِينِ أنْ تُرْضِيَ الناسَ بِسَخطِ اللهِ تَعالى، وأنْ تَحْمَدَهمْ على رِزْقِ الله تعالى، وأنْ تَذُمَّهُمْ على ما لمْ يُؤْتِكَ اللهُ تعالى، إنَّ رِزقَ اللهِ لا يَجُرُّهُ إلَيْكَ حِرْصُ حَرِيصٍ ولا يَرُدُّهُ كَرَاهَةُ كارِهٍ، وإنَّ اللهَ بِحكْمَتِهِ وجَلالِهِ جَعَلَ الرَّوْحَ والفَرَجَ في الرِّضا واليَقِينِ، وجَعَلَ الهَمَّ والحُزْنَ في الشَّكِّ والسُّخْطِ))([10]).
 
الهوامش:
([1]) رواه مسلم، كتاب الإيمان، (52).
([2]) أورده أحمد بن حنبل في الزهد، ص(25)، رقم: (51)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع الصغير، (3845)، وفي مشكاة المصابيح، (5281)، وقال: أخرجه الطبراني في الأوسط والبيهقي في شعب الإيمان.
([3]) رواه البخاري في الأدب المفرد، باب من سأل اللهَ العافية، (724)، وابن ماجه، كتاب الدعاء، باب الدعاء بالعفو والعافية، (3849)، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد، (724)، وصحيح سنن ابن ماجه، (3104).
([4]) رواه الترمذي، (3558)، وابن ماجه، (3849)، والنسائي في الكبرى، (10718)، وصححه الألباني.
([5]) رواه أحمد في مسنده، (2804)، والطبراني، (11243).
([6]) رواه ابن أبي شيبة في المصنف، (29144).
([7]) رواه الترمذي، كتاب الدعوات، (3502)، وصححه الألباني في صحيح الجامع، (1279).
([8]) رواه البخاري، كتاب الدعوات، باب لكل نبي دعوة مستجابة، (6306).
([9]) رواه البخاري، كتاب العلم، باب من أجاب الفتيا بإشارة اليد والرأس، (86)، ومسلم، كتاب الكسوف، باب ما عُرض على النبي r في صلاة الكسوف من أمر الجنة والنار، (905)، والشك في قوله (أو) من الراوي.
([10]) رواه أبو نعيم في الحلية، (5/106)، وضعفه الألباني.

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
ما أعدَّه اللهُ للموقنين في القرآن وفي السنة doc
ما أعدَّه اللهُ للموقنين في القرآن وفي السنة pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى