إن الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ فمن الصلوات المبتدعة التي اخترعها الصوفية، وهي صلاة ذكرها اللكنوي أيضًا في (الآثار المرفوعة) عن بعض المتصوفة، فقال: ومنها: (صلاة لقاء الله)، وهي ركعتان يصليهما قبل الوتر، في الركعة الأولى يقرأ بعد الفاتحة سورة الفتح ثلاث مرات، والثانية سورة الإخلاص[1].
وقد أشار الشيخ بكر أبو زيد إلى بدعيتها[2]، وحقًا قال: فإن المتأمل لصفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في قيام الليل، وما كان يصلي قبل الوتر، يدرك أن الصلاة المذكورة من محدثات أهل الأهواء، إذ لم يرد لها ذكر في قيام النبي صلى الله عليه وسلم.
لقد نقل لنا الصحابة صفة صلاته في قيام الليل بالنقل الدقيق، كما في حديث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: أنه سأل عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعًا فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعًا فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثًا. فقلت: يا رسول الله أتنام قبل أن توتر؟ قال: (يا عائشة إن عيني تنامان ولا ينام قلبي)[3].
وكما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: بت عند خالتي ميمونة، فقلت: لأنظرن إلى صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فطرحت لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسادة، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم في طولها، فجعل يمسح النوم عن وجهه، ثم قرأ الآيات العشر الأواخر من آل عمران، حتى ختم، ثم أتى شنًا معلقًا فأخذه فتوضأ، ثم قام يصلي، فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثم جئت فقمت إلى جنبه، فوضع يده على رأسي ثم أخذ بأذني فجعل يقتلها، ثم صلى ركعتين، ثم صلى ركعتين، ثم صلى ركعتين، ثم صلى ركعتين، ثم صلى ركعتين، صم صلى ركعتين، ثم أوتر)[4].
ولم يوردوا رضي الله عنهم ذكرًا لركعتين على الصفة المذكورة آنفًا تصلى قبل الوتر وتسمى: (صلاة لقاء الله)! فتبين أنها من البدع المحدثة! فالخير كل الخير ف الإتباع، والشر كل الشر في الابتداع، كما قال القائل:
وكل خير في اتباع من سلف وكل شر في ابتداع من خلف
وقوله أيضًا:
وخير الأمور السالفات على الهدى وشر الأمور المحدثات البدائع
الهوامش:
[1] الآثار المرفوعة، ص109.
[2] التحديث، ص74.
[3] أخرجه البخاري (1147، 2013)، ومسلم (738/125).
[4] اخرجه البخاري، (4570).
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.