الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم أما بعد؛ فالنفاق لغة: مأخوذ من النافقاء وهو أحد مخارج اليربوع من جحره، فإذا طلب من واحد هرب إلى الآخر وخرج منه، والنفاق شرعًا على نوعين:
- النفاق الأكبر:
وهو أن يظهر الإيمان ويبطن الكفر، ومن أمثلته:
o البغض والكراهية لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، كما وصف الله تعالى المنافين بقوله: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 9]
o السرور والفرح بانخفاض دين الإسلام وكراهية انتصار دين الإسلام كما قال تعالى عنهم: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران: 120]، فإذا أصاب المؤمنين خصب ونصر وتأييد ساء ذلك المنافقين، وإن أصاب المسلمين جدب وهزيمة فرح المنافقون بذلك، وهذه الحال دالة على شدة العداوة منهم للمؤمنين، وهذا القسم له عقوبة عظيمة ذكرها الله تعالى في كتابه العزيز قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا (141) إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: 141، 142]
- النفاق الأصغر:
وهو اختلاف السر والعلانية، بأن يظهر الطاعة ويبطن المعصية، كما جاء في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان"[1].
الهوامش:
[1] رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان خصال المنافق، رقم الحديث: (59).
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.