إن واجب الإسلام يفرضُ على المسلم أن يحب الخير لأخيه، وأن يتمنى له من الخير ما يتمناه لنفسه، لقد كان أهم ما يميز هذا الحب هو صفاء القلوب وخلوها من البغضاء والشحناء.
- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (إذا رَزَقَكُم اللهُ عز وجل مودةَ امرىءٍ مسلمٍ؛ فتشبثوا بها)[1].
- وعن الحسن قال: (كان عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه يذكرُ الرجلَ من إخوانِه في بعضِ الليلِ، فيقول: يا طولها من ليلةٍ، فإذا صلَّى غدا إليه، فإذا التقيا عانقَه)[2].
- وعن مالك بن مغول قال: (قال لي طلحةُ بن مصرف: لَلُقْيَاك أحب إليَّ من العسلِ)[3].
- وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: (الرحمُ تُقطع، والنِّعم تُكفر، ولم يُر كتقاربِ القلوب)[4].
- وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (إن من الإيمانِ أن يحبَّ الرجلُ الرجلَ ليس بينهما نسبٌ قريبٌ، ولا مالٌ أعطاه إياه، ولا محبةٌ إلا للهِ عز وجل)[5].
- وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: (من أحبَّ للهِ وأبغضَ للهِ، وأعطى للهِ ومنعَ للهِ؛ استكملَ الإيمان)[6].
- وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: (من أحبَّ في اللهِ، وأبغضَ في اللهِ، ووالى في اللهِ، وعادى في اللهِ؛ فإنما تُنالُ ولايةُ اللهِ بذلك، ولن يجدَ عبدٌ طعمَ الإيمانِ - وإن كثرتْ صلاتُه وصومُه - حتى يكونَ كذلك)[7].
- عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودِ قال: (مِمَّا يُصَفِّي لَكَ وُدَّ أَخِيكَ أَنْ تُسَلَّمَ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيتَهُ، وَتَدَعُوَهُ بِأَحَبِّ الْأَسْمَاءِ إِلَيْهِ، وَتَوَسِّعَ لَهُ الْمَجْلِسَ إِلَيْكَ)[8].
- قال ابن عمر: (لَقَدْ أَتى عَلَيْنَا زَمَانٌ - أَوْ قَالَ: حِينٌ - وَمَا أَحَدٌ أَحَقُّ بِدِينَارِهِ وَدِرْهَمِهِ مِنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ، ثُمَّ الْآنَ الدِّينَارُ وَالدِّرْهَمُ أَحَبُّ إِلَى أَحَدِنَا مِنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ)[9].
- وعَنْ أَبِي السَّفَرِ قَالَ: (رُئِيَ عَلَى عَلِيٍّ بُرْدٌ كَانَ يُكْثِرُ لُبْسَهُ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: إِنَّكَ لَتُكْثِرُ لُبْسَ هَذَا الْبُرْدِ فَقَالَ: إِنَّهُ كَسَانِيهِ خَلِيلِي وَصَفِيِّي وَصَدِيقِي وَخَاصِّي عُمَرُ، إِنَّ عُمَرَ نَاصَحَ اللَّهَ فَنَصَحَهُ اللَّهُ ثُمَّ بَكَى)[10].
- وقال الإمام الشافعي - رحمه الله -: (مَا نَاظَرْتُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا أَحْبَبْتُ أَنْ يُوَفَّقَ وَيُسَدَّدَ وَيُعَانَ، وَيَكُونَ عَلَيْهِ رِعَايَةٌ مِنَ اللَّهِ وَحِفْظٌ، وَمَا نَاظَرْتُ أَحَدًا إِلَّا وَلَمْ أُبَالِ بَيَّنَ اللَّهُ الْحَقَّ عَلَى لِسَانِي أَوْ لِسَانِهِ)[11].
- وقال محمد بن محمد بن إدريس الشافعي: (قال لي أحمد بن حنبل: أَبوك أحد السِّتَّة الَّذين أَدْعُو لَهُم فِي السَّحَر)[12].
- وعَنْ سُفْيَانَ، أَنْ يُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ، أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَقِيلَ لَهُ: (إِنَّ ابْنَ عَوْنٍ لَمْ يَأْتِكَ فَقَالَ: إِنَّا إِذَا وَثِقْنَا بِمَوَدَّةِ أَخِينَا لَمْ يَضُرَّنَا أَلَا يَأْتِيَنَا)[13].
- وقال إِسْحَاقُ بْنِ إِبْرَاهِيمَ: (كَانَ بَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ وَيَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ مَوَدَّةٌ وَإِخَاءٌ، فَكَانَتِ السَّنَةُ تَمُرُّ عَلَيْهِمَا لَا يَلْتَقِيَانِ، فَقِيلَ لِأَحَدِهِمَا فِي ذَلِكَ فَقَالَ: إِذَا تَقَارَبَتْ الْقُلُوبُ لَمْ يَضُرَّ تَبَاعُدُ الْأَجْسَامِ، أَوْ كَلِمَةً نَحْوَهَا)[14].
- وقال ابن عون: (ثلاثٌ أحبُّهنَّ لنفسي ولإخواني: هذه السُّنَّة أن يتعلَّموها ويسألوا عنها، والقرآن أن يتفهَّموه ويسألوا النَّاس عنه، ويَدَعُوا النَّاسَ إلَّا من خيرٍ)[15].
- وقال الإمام ابن تيمية - رحمه الله -: (فَإنَّك إذا أَحْبَبْت الشَّخْصَ للهِ؛ كَانَ اللهُ هُوَ المحبوب لذاتِه، فَكلما تصورته فِي قَلْبِك تصورت مَحْبُوب الْحقِّ فأحببته فازدادَ حبُّك للهِ، كَمَا إذا ذكرتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم والأنبياءَ قبلَه وَالْمُرْسلِينَ وأصحابهم الصَّالِحين، وتصوَّرتهم فِي قلبِك؛ فَإِن ذَلِك يجذبُ قَلْبَك إلى محبَّةِ اللهِ الْمُنعِمِ عَلَيْهِم وبهم، إذا أحبَّ شخصًا للهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ محبوبُه، فَهُوَ يحبُّ أَن يجذبَه إلى اللهِ – تعالى -، وكلٌّ من الْمُحِبِّ للهِ والمحبوبِ للهِ يجذبُ إلى اللهِ)[16].
- وقال الحسن: (إِنَّ الْمُؤْمِنَ شُعْبَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ بِهِ حَاجَتَهُ، إِنَّ بِهِ عِلَّتَهُ، يَفْرَحُ لِفَرَحِهِ، وَيَحْزَنُ لِحُزْنِهِ، وَهُوَ مِرْآةُ أَخِيهِ، إِنْ رَأَى مِنْهُ مَا لَا يُعْجِبُهُ سدَّدَهُ وَقَوَّمَهُ وَوَجَّهَهُ، وَحَاطَهُ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، إِنَّ لَكَ مِنْ خَلِيلِكَ نَصِيبًا، وَإِنَّ لَكَ نَصِيبًا مِنْ ذِكْرِ مَنْ أَحْبَبْتَ، فَتَنَقُّوا الْإِخْوَانَ وَالْأَصْحَابَ وَالْمَجَالِسَ)[17].
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.