الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم أما بعد؛ يعتبر المؤمنون على مراتب ثلاثة في محبة الله عز وجل:
المرتبة الأولى: "كامل المحبة لله تعالى"؛ وهو من التزم السنن والواجبات واجتنب المكروهات والمحرمات، وهذا حال الأنبياء والأصفياء من هذه الأمة.
المرتبة الثانية: "مقتصد المحبة لله تعالى"؛ وهو من اقتصد في عمله فواظب على الواجبات وترك المحرمات ولم يتزود من الصالحات، وهذا حال عامة الصالحين.
المرتبة الثالثة: "ناقص المحبة لله تعالى"؛ وهو من قصَّر في فعل الواجبات وارتكاب المحرمات، وأسرف على نفسه بالسيئات، وهذا حال أهل الغفلة والهوى من هذه الأمة.
أما المنافق والكافر فقد خلا قلبُه من محبة الله الخالصة، وانصرف حبُّه للآلهة والأنداد من دون الله، وساووهم بمحبة الله، فأشركهم في محبة الله، كما ذمهم الله بذلك بقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ} [البقرة: 166]، ويدخل في هذا الباب محبة الكفار والشرك والبدع وإشاعة الفاحشة وأهل الفساد.
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.