ما يحبه الله عز وجل (2)

ما يحبه الله عز وجل (2)






الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم أما بعد؛

- الله يحب المدح: عن عبد الله عنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من أحدٍ أغيَرُ من اللَّه، مِن أجلِ ذلك حَرَّم الفَواحشَ، وما أحدٌ أحبُّ إليه المدحُ مَنَ اللَّه))([1]).

عن عائشة أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بَعثَ رجلًا على سَرِيةٍ وكان يَقرأ لأصحابه في صلاته فيختم بـ{قل هوَ اللهُ أحد}، فلما رَجعوا ذكروا ذلك للنبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: ((سَلوه لأيِّ شيءٍ يَصنعُ ذلك؟ فسألوه فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحبٌّ أن أقرأَ بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أَخْبِرُوه أنَّ اللهَ يُحبهُ))([2]).

-الله يحب أن يُسْأَل: عَنْ عَبْدِ الله قالَ: قالَ رَسُولُ الله: ((سَلُوا الله مِنْ فَضْلِهِ؛ فَإِنَّ الله عز وجل يُحِبُّ أَنْ يُسْأَلَ، وَأَفْضَلُ العِبَادَةِ انْتِظَارُ الفَرَجِ))([3])، ويشهد لهذا المعنى ما صحَّ عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَنْ لَم يَسألِ الله غَضِبَ الله عَليْه))([4]).

- الله عز وجل جميل يحب الجمال: عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ((مَا مِنْ رَجُلٍ يَمُوتُ حِينَ يَمُوتُ، وَفِى قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ كِبْرٍ، تَحِلُّ لَهُ الْجَنَّةُ أَنْ يَرِيحَ رِيحَهَا وَلا يَرَاهَا، فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قُرَيْشٍ، يُقَالُ لَهُ أَبُو رَيْحَانَةَ: وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي لأُحِبُّ الْجَمَالَ وَأَشْتَهِيهِ، حَتَّى إِنِّي لأُحِبُّهُ فِي عَلاقَةِ سَوْطِي، وَفِى شِرَاكِ نَعْلِي، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لَيْسَ ذَاكَ الْكِبْرُ، إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ، وَلَكِنَّ الْكِبْرَ مَنْ سَفِهَ الْحَقَّ، وَغَمَصَ النَّاسَ بِعَيْنَيْهِ))([5]).

-الله يحب العفو: عن أَبي مَاجِدٍ الْحَنَفِيّ قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا مَعَ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: إِنِّي لَأَذْكُرُ أَوَّلَ رَجُلٍ قَطَعَهُ؛ أُتِيَ بِسَارِقٍ فَأَمَرَ بِقَطْعِهِ، وَكَأَنَّمَا أُسِفَّ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَأَنَّكَ كَرِهْتَ قَطْعَهُ؟ قَالَ: ((وَمَا يَمْنَعُنِي؟! لَا تَكُونُوا عَوْنًا لِلشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ؛ إِنَّهُ يَنْبَغِي لِلْإِمَامِ إِذَا انْتَهَى إِلَيْهِ حَدٌّ أَنْ يُقِيمَهُ، إِنَّ اللَّهَ عز وجل عَفُوٌّ يُحِبُّ الْعَفْوَ، {وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}))([6]).

وعن عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - أنها قالت: قُلْتُ يا رَسُولَ الله! أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أيّ لَيْلَةٍ لَيْلَةٍ القَدْرِ، مَاذا أقُولُ فِيهَا؟ قالَ: ((قُولِي اللّهُمّ إِنّكَ عَفُوّ تُحِبُ العَفْوَ فاعْفُ عَنّي))([7]).

-الله يحب الرفق في كل الأمور: عن عُروةَ بن الزُّبيرِ ((أنَّ عائشةَ رضيَ اللهُ عنها زوجَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالت: دخلَ رَهطٌ من اليهود على رسولٍ الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: السَّامُ عليكم، قالت عائشة: ففهمتُها، فقلت: وعليكمُ السامُ واللعنة، قالت: فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: مهلًا يا عائشة، إنَّ اللهَ يحبُّ الرفقَ في الأمرِ كلِّه، فقلتُ: يا رسولَ الله، أولم تَسمعْ ما قالوا؟ قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: قد قلتُ وعليكم))([8]).

-الله يحب العطاس: عن أبي هريرةَ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنَّ الله يُحبُّ العُطاسَ ويكرهَ التثاؤبَ، فإذا عَطسَ فحمِدَ الله فحقٌّ على كل مسلم سمعَه أن يشمِّتَه، وأما التثاؤب فإنما هو منَ الشيطان، فلْيَرُدَّه ما استطاع، فإذا قال: هاء ضحِكَ منه الشيطان))([9]).

-الله يحب الوتر: عن أبي هريرةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((للّه تسعة وتسعونَ اسمًا - مائة إلا واحدة - لا يَحفظها أحدٌ إلا دَخَلَ الجنة، وهو وِتْرٌ يحبُّ الوِتر))([10]).

- يحب المتحابين فيه والمتزاورين فيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قال الله عز وجل: وجبت محبتي للمتحابين فيَّ، والمتجالسين فيَّ، والمتزاورين فيَّ، والمتباذلين فيَّ))([11]).

وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن رجلًا زار أخًا له في قريةٍ أخرى، فأرصدَ اللهُ له على مدرجتِه ملكًا، فلما أتى عليه، قال: أين تُريد؟ قال: أريدُ أخًا لي في هذه القريةِ، قال: هل لك عليه من نعمةٍ تَرُبُّها؟ قال: لا، غيرَ أني أحببتُه في اللهِ عز وجل، قال: فإنِّي رسولُ اللهِ إليك بأنَّ اللهَ قد أحبَّك كما أحببته فيه))([12]).

وعن عمر بن الخطاب قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن من عبادِ اللهِ لأناسًا ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطُهم الأنبياءُ والشهداءُ يومَ القيامةِ بمكانِهم من الله تعالى، قالوا: يا رسول الله، تخبرنا مَن هم؟ قال: هم قومٌ تحابوا بروحِ اللهِ على غيرِ أرحامٍ بينهم، ولا أموالٍ يتعاطونها، فواللهِ إن وجوههم لنورٌ، وإنهم على نورٍ، لا يخافون إذا خافَ الناسُ، ولا يحزنون إذا حزنَ الناسُ، وقرأ هذه الآية: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62]))([13]).

- أحب البلاد إلى الله: عن أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ قَالَ: ((أَحَبُّ الْبِلاَدِ إِلَى الله مَسَاجِدُهَا، وَأَبْغَضُ الْبِلاَدِ إِلَى الله أَسْوَاقُهَا))([14]).

- أحب أيام يحب أن يُعبَد اللهُ فيها: عن أبي هُرَيْرَةَ، عن النبيِّ قالَ: ((مَا مِنْ أيَّامٍ أحَبُّ إلى الله أنْ يتَعَبَّدَ لَهُ فيها مِنْ عَشْرِ ذِي الحجَّةِ، يَعْدِلُ صِيَامُ كُلِّ يَوْمٍ مِنْهَا صِيَامُ سَنَةٍ، وقِيَامُ كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْهَا بِقِيَامِ لَيْلَةِ القَدْرِ))([15]).

-            أحب الأسماء إلى الله: عن ابنِ عُمَرَ، قالَ: قالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((أَحَبُّ الأسْمَاءِ إِلَى الله عز وجل عَبْدُ الله وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ))([16]).

- أحب الكلام إلى الله: عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ: ((أَحَبُّ الْكَلاَمِ إِلَى اللّهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللّهِ، وَالْحَمْدُ للّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللّهُ، وَاللّهُ أَكْبَرُ، لاَ يَضُرُّكَ بِأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ، وَلاَ تُسَمِّيَنَّ غُلاَمَكَ يَسَارًا، وَلاَ رَبَاحًا، وَلاَ نَجِيحًا، وَلاَ أَفْلَحَ، فَإِنَّكَ تَقُولُ: أَثَمَّ هُوَ؟ فَلاَ يَكُونُ، فَيَقُولُ: لاَ، إنَّمَا هُنَّ أَرْبَعٌ، فَلاَ تَزِيدُنَّ عَلَيَّ))([17]).

وعَن أبي ذَرٍّ قَالَ: بِأَبي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ الله، أَيُّ الكلاَمِ أَحبُّ إلى الله؟ فَقَالَ: ((مَا اصْطَفَاهُ اللهُ لِملاَئِكَتِهِ: سُبْحَانَ رَبِّي وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ رَبِّي وَبِحَمْدِهِ))([18]).

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((كَلِمَتَانِ خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ، حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ اللهِ الْعَظِيمِ))([19]).

-أحب مسألة عند الله: عن ابن عمر، قال: قال رسول الله: ((ما سُئِلَ الله شيئًا أحب إليه من أن يُسأل العافية))([20]).

-الله يحب الحياء والستر: عن يَعْلَى: ((أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجُلًا يَغْتَسِلُ بالْبِرَازِ بِلاَ إزَارٍ، فَصَعِدَ المِنْبَرَ فَحَمِدَ الله وَأثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قال: إنَّ الله حَيِيٌّ سِتِّيرٌ يُحِبُّ الحيَاء وَالسَّتْرَ، فإذَا اغْتَسَلَ أحَدُكُم فَلْيَسْتَتِرْ))([21]).

- أحب عباد الله إلى الله: عن أبي سَلَمَةَ عن أبي هُريرةَ، قال: قال رسولُ الله: ((قال الله عز وجل: أحبُ عِبَادِي إليَّ أَعْجَلُهُمْ فِطْرًا))([22]).

-المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف: ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏‏قال: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: ((‏المُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعيفِ وَفي كُلٍّ خَيرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، واسْتَعِنْ بِاللهِ وَلاَ تَعْجَزْ، وَإنْ أَصَابَكَ شَيءٌ فَلاَ تَقُلْ لَوْ أنّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قَدرُ اللّهِ، وَمَا شَاءَ فَعلَ؛ فإنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيطَانِ))([23]).

- ما يحب الله من الغيرة والخيلاء: عن جَابِرِ بنِ عَتِيكٍ، أَنَّ نَبِيَّ الله صلى الله عليه وسلم كانَ يَقُولُ: ((مِنَ الغَيْرَةِ مَا يُحِبُّ الله ومِنْهَا مَا يُبْغِضُ الله، فَأَمَّا الَّتِي يُحِبُّهَا الله عز وجل فَالغَيْرَةُ في الرِّيبَةِ، وَأَمَّا الَّتِي يَبْغَضُهَا الله فالْغَيْرَةُ في غَيْرِ رِيبَةٍ، وَإنَّ مِنَ الْخُيَلاَءِ مَا يُبْغِضُ الله وَمِنْهَا مَا يُحِبُّ الله، فأَما الْخُيَلاَء الَّتي يُحِبُّ الله فاخْتِيَالُ الرَّجُلِ نَفْسَهُ عِنْدَ القِتَالِ وَاخْتِيَالُهُ عِنْدَ الصَّدَقَةِ، وَأَمَّا التي يَبْغَضُ الله عز وجل فَاخْتِيَالُهُ فِي البَغْيِ، قالَ مُوسَى: وَالفَخْرِ))([24]).

 

الهوامش:

([1]) رواه البخاري، (6980)، ومسلم، (1499).

([2]) رواه مسلم، (813).

([3]) رواه الترمذي، (3571)، والبيهقي في شعب الإيمان، (1124)، وضعفه الألباني وغيره.

([4]) رواه الترمذي، (3373)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، (2654).

([5]) رواه أحمد في مسنده، (17504)، وابن سعد، (7/425)، والبيهقي في شعب الإيمان، (8153)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، (1626).

([6]) رواه أحمد في مسنده، (4169)، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: حسن بشواهده.

([7]) رواه الترمذي، (3513)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجه، (3850)، والحاكم في المستدرك، (1942)، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، (3850).

([8]) رواه البخاري، (5902)، ومسلم، (2164).

([9]) رواه البخاري، (5869).

([10]) رواه البخاري، (6047)، ومسلم، (2677).

([11]) رواه أحمد في مسنده، (22083)، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح، رجاله ثقات.

([12]) رواه مسلم، (2567).

([13]) رواه أبو داود، (3527)، وابن حبان، (573)، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.

([14]) رواه مسلم، (671).

([15]) رواه الترمذي، (758)، وقال: غريب، وابن ماجه، (1728).

([16]) رواه أبو داود، (4949)، والترمذي، (2833)، وصححه الألباني في صحيح الجامع، (161).

([17]) رواه مسلم، (2137).

([18]) رواه الترمذي، (3593)، وقال: حسن صحيح، والحاكم في المستدرك، (1846)، وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبى، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي.

([19]) رواه البخاري، (6043)، وبهذا الحديث ختم البخاري صحيحَه، ومسلم، (2694).

([20]) رواه الترمذي، (3548)، والحاكم في المستدرك، (1833)، وقال: صحيح الإسناد.

([21]) رواه أحمد في مسنده، (17999)، وأبو داود، (4012)، والنسائي، (406)، وصححه الألباني في صحيح سنن النسائي، (406)، (393).

([22]) رواه أحمد في مسنده، (7240)، والترمذي، (700)، وصححه ابن حبان، (3507)، وضعفه الألباني.

([23]) رواه مسلم، (2664).

([24]) رواه أحمد في مسنده، (23803)، وأبو داود، (2659)، والنسائي، (2558)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع، (2221).

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
ما يحبه الله عز وجل (2).doc doc
ما يحبه الله عز وجل (2).pdf pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى