الحب في الله من الخصال الموصلة لظلال عرش الله يوم القيامة

الحب في الله من الخصال الموصلة لظلال عرش الله يوم القيامة





 الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((سبعةٌ يظلُّهم اللهُ - تعالى - في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه: إمامٌ عدلٌ، وشابٌّ نَشَأَ في عبادةِ اللهِ، ورجلٌ قلبُه مُعَلَّقٌ في المساجد، ورجلان تحابَّا في اللهِ اجتمعا عليه وتفرَّقا عليه، ورجلٌ دَعَته امرأةٌ ذات منصبٍ وجمالٍ، فقال: إني أخافُ اللهَ، ورجلٌ تصدَّقَ بصدقةٍ فأخفاها حتى لا تعلم شمالُه ما تنفقُ يمينُه، ورجلٌ ذكرَ اللهَ خاليًا ففاضت عيناه))[1].

 وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ اللهَ يقولُ يوم القيامةِ: أين المتحابون بجلالي؟ اليومَ أظلُّهم في ظلِّي، يومَ لا ظلَّ إلا ظلي))[2].

 وعن معاذ بن جبل قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: ((قالَ اللهُ عز وجل: المتحابون في جلالي لَهُمْ منابرُ من نورٍ، يغبطُهم النبيون والشهداء))،[3]، فالحب في الله طريق إلى تحصيل ولاية الله.

وعن أبي إدريس الخولاني قال: (دخلتُ مسجدَ دمشق الشام، فإذا أنا بفتى برَّاقِ الثنايا، وإذا الناسُ حولَه، إذا اختلفوا في شيءٍ أسندوه إليه وصدروا عن رأيه، فسألتُ عنه، فقيل: هذا معاذُ بن جبل، فلما كان الغد هجَّرتُ فوجدتُه قد سبقني بالهجيرِ - وقال إسحاق: بالتهجير - ووجدتُه يصلي.

فانتظرتُه حتى إذا قضى صلاتَه، جئتُه من قِبَل وجهه، فسلَّمتُ عليه، فقلتُ له: واللهِ إني لأحبُّك للهِ عز وجل، فقال: ألله؟! فقلتُ: ألله، فقال: ألله؟! فقلت: ألله، فأخذَ بحبوةِ ردائي فجبذني إليه، وقال: أَبْشِرْ؛ فإني سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: ((قالَ اللهُ عز وجل: وَجَبَتْ محبتِي للمتحابين فيَّ، والمتجالسين فيَّ، والمتزاورين فيَّ، والمتباذلين فيَّ)))[4].

وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنَّ رجلًا زارَ أخًا له في قريةٍ أخرى، فأرصدَ اللهُ له على مدرجتِه مَلَكًا، فلما أتى عليه، قال: أين تريد؟ قال: أريدُ أخًا لي في هذه القريةِ، قال: هلْ لكَ عليه من نعمةٍ تَرُبُّها؟ قال: لا، غيرَ أني أحببتُه في اللهِ عز وجل، قال: فإنِّي رسولُ اللهِ إليك، بأن اللهَ قد أحبَّك كما أَحْبَبْتَه فيه))[5].

 وعن أنس بن مالك قال: ((جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول اللهِ، متى الساعة؟ قال: وما أَعْدَدتَ للساعةِ؟، قال: حبَّ اللهِ ورسولِه، قال: فإنَّك مع من أحببتَ، قال أنس: فما فرِحْنا بعد الإسلامِ فرحًا أشد من قولِ النبي صلى الله عليه وسلم: فإنك مع من أحببتَ، قال أنس: فأنا أحبُّ اللهَ ورسولَه، وأبا بكر وعمر، فأرجو أن أكونَ معهم، وإن لم أعملْ بأعمالِهم))[6].

وعن عمر بن الخطاب قال: ((قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن منْ عبادِ اللهِ لأناسًا ما هم بأنبياء ولا شهداء، يغبطُهم الأنبياءُ والشهداءُ يومَ القيامةِ بمكانِهم من اللهِ تعالى، قالوا: يا رسول الله، تُخْبِرُنَا مَن هم؟ قال: هُمْ قومٌ تحابُّوا بروحِ اللهِ على غيرِ أرحامٍ بينهم، ولا أموال يتعاطونها، فواللهِ إنَّ وجوهَهم لنور، وإنهم على نورٍ، لا يخافون إذا خافَ الناسُ، ولا يحزنون إذا حزنَ الناسُ، وقرأ هذه الآية: {أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62]))[7].

 

الهوامش:

([1]) رواه البخاري، (660،1423)، ومسلم، (1031).

([2]) رواه مسلم، (2566).

([3]) رواه الترمذي، (2390)، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، وصحَّحه الألباني.

([4]) رواه أحمد في مسنده، (22083)، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: حديث صحيح، رجاله ثقات.

([5]) رواه مسلم، (2567).

([6]) رواه البخاري، (6171)، ومسلم، (2639)، واللفظ له.

([7]) رواه أبو داود، (3527)، وابن حبان، (573)، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
الحب في الله من الخصال الموصلة لظلال عرش الله يوم القيامة.doc doc
الحب في الله من الخصال الموصلة لظلال عرش الله يوم القيامة.pdf pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى