قصائد في محبة النبي صلى الله عليه وسلم (2)

قصائد في محبة النبي صلى الله عليه وسلم (2)



الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ قال الشاعر الشيخ ناصر بن مسفر الزهراني - حفظه الله - في مدح النبي صلى الله عليه وسلم:

يكفيك عن كلِّ مدحٍ مدحُ خالقِهِ

وأقرأْ بــربِّك مبدأَ سُورة القلم

شهمٌ تُشِيدُ به الدنيا برُمَّتِها 

على المنـائر من عُرْبٍ ومِن عَجَمِ 

أحيا بكَ اللهُ أرواحًا قدِ انْدثرتْ

في تربةِ الوهمِ بينَ الكأسِ والصنمِ 

نَفَضَتْ عنها غبارَ الذُّل فاتَّقدَتْ 

وأبــدعتْ ورَوتْ ما قُلْتَ للأُمَمِ 

مـحابرٌ وسـجلاتٌ وأنديةٌ 

وأحـرفٌ وقـوافٍ كُنَّ في صَمَم

فمَنْ أبو بكرْ قَبْلَ الوحْيِ، مَنْ عُمَرُ؟

ومـَـن عليٌّ ومَنْ عثمان ذو الرَّحِمِ؟ 

مَن خالدٌ مَن صلاحُ الدين قبلك مَنْ

مالكٌ ومَن النُّعْمـانُ في القِمَمِ؟ 

مَنِ البخاريُّ ومَن أهلُ الصِّحاح ومَنْ

سفيانُ والشافعيُّ الشَّهْمُ ذو الحـِكَمِ؟ 

مَنِ ابْنُ حنبلَ فينا وابْنُ تيميةٍ

بلِ؛ المــلايينُ أهل الفضل والشَّمَمِ؟ 

مِنْ نهرك العذب يا خير الورَى اغترفوا

أنت الإمــامُ لأهلِ الفضلِ كُلِّهِمُ 

بيتٌ من الطينِ بالقرآنِ تَعْمرُهُ

تبًّا لقصرٍ منيفٍ بــات في نَغَمِ 

طعامُك التمرُ والخبزُ الشعيرُ وما

عينـاك تعـدو إلى اللـذاتِ والنِّعَمِ 

تبيتُ والجوع يلقى فيك بغيتَه

إن باتَ غيرُك عبدُ الشحمِ والتخم 

لما أتَتْكَ {قُمْ اللَّيْلَ} استجبتَ لها

العينُ تغفو وأمـَّـا القلب لم يَنِم 

تُمسي تُناجي الذي أولاك نعمتَه

حتى تغلغلت الأورامُ في القدمِ 

أزيزُ صدرِك في جوفِ الظلامِ سرَى

ودمعُ عينيْكَ مثل الهاطلِ العَمَمِ 

الليلُ تسهره بالوحي تعمُـــرُه

وشَيبَتْكَ بهـود آيةُ اسْتَـــقِم 

تسـير وفقَ مـرادِ اللهِ في ثقةٍ

ترعاك عينُ إلـهٍ حــافظٍ حكم 

فوضتَ أمـرَك للديان مصطبرًا

بصــدقِ نفسٍ وعزمٍ غير مُنْثَلم

ولَّى أبــوك عن الدنيا ولم ترَهُ

وأنت مرتـهنٌ لا زلـتَ في الرحمِ 

ومــاتت الأمُّ لمَّا أن أَنِسْتَ بها

ولم تكـن حين ولَّـت بالغ الحلمِ 

وماتَ جدُّك من بعدِ الولوعِ به

فكنتَ مـن بعدهم في ذُروةِ اليَتم 

فجاء عمُّـك حصنًا تَستكنُّ به

فاختـارَه الموتُ والأعداء في الأَجَمِ 

تُرمَى وتُؤذَى بأصنافِ العذاب فما

رُئــيتَ في ثوبِ جبارٍ ومنتقم

حتى عـلى كتفيك الطاهرين رمَوْا

سَلا الجَزور بكـفِّ المشرك القَزَمِ 

أما خديــجة من أعطتْك بهجتَها

وألبستْكَ رداءَ الــعطفِ والكرمِ 

غدتْ إلى جَنــةِ الباري ورحمتهِ

فأسلمَـتْكَ لجرحٍ غير مُلتَئم 

والقلب أُفعم من حبٍّ لعائشة

ما أعظم الخطبْ؟ فالعرضُ الشريفُ رُمِيْ 

وشُــجَّ وجهُك ثم الجيشُ في أُحُد

يعــودُ ما بين مقــتولٍ ومُنهزم 

لمـَّــا رُزقت بإبراهيمَ وامتلأتْ

به حياتُك بات الأمـــرُ كالعدم 

ورغــم تلك الرزايا والخطوب وما

رأيتَ من لـوعةٍ كبرى ومن أَلَمٍ 

ما كنتَ تحملُ إلا قلــبَ محتسبِ

في عزمٍ مُتـقِدٍ في وجهِ مبتسم 

بَنَيْتَ بالصبــرِ مجدًا لا يُماثله

مجدٌ وغـيرُك عن نهجِ الرشادِ عُمى 

يا أمةً غفلتْ عن نهجِه ومضـتْ

تهيمُ من غيرِ لا هَدْىٍ ولا عَلَمِ 

تعيشُ في ظُلــماتِ التِّيْهِ دمَّرها

ضَعْــفُ الأخوةِ والإيمانِ والهِمَم 

يومًا مُشَـرِّقةً يومًا مُغَرِّبَةً

تسعَى لنيـلِ دواءِ مِن ذوي سَقم!!

لنْ تهتـدي أُمةٌ في غيرِ منهجِهِ

مهما ارتضتْ من بديعِ الرأي والنُّظُم

وقال الشاعر يوسف الصرصري - رحمه الله -:

مَحَمَّد الْمَبْعُوثُ لِلخَلْقِ رَحْمَةً

يَشَيِّدُ مَا أَوْهَى الضَّلاَلُ وَيُصْلِحُ

لَئِن سَبَّحَتَ صُمُّ الْجِبَالِ مُجِيْبَةً

لِدَاودَ أَوْ لاَنَ الْحَدِيْدُ الْمُصَفْحُ

فَإِنَّ الصَّخُورَ الصُّمُّ لاَنَتْ بِكَفِّهِ

وَإِنَّ الْحَصَى فِي كَفِّهِ لَيُسَبِّحُ

وَإِنَّ كَانَ مُوْسَى أَنْبَع المَاء مِن الْحَصَى

فَمِنْ كَفِّهِ قَدْ أَصْبَحَ الْمَاءُ يَطْفَحُ

وَإِنْ كَانَتْ الرِّيْحُ الرَّخَاءُ مُطِيْعَةً

سُلَيْمَانَ لاَ تَأْلُوْ تَرُوْحُ وَتَسْرَحُ

فَإِنَّ الصِّبَا كَانَت لِنَصْرِ نَبِيِّنَا

بِرُعْبٍ عَلَى شَهْرٍ بِهِ الْخَصْمُ يَكْلَحُ

وَإِنْ أُوْتِيَ الْمُلْكَ العَظِيْمَ وَسُخِّرَتْ

لَهُ الْجِنُّ تَشْفِي مَا رِضيهِ وَتَلْدَحُ

فَإِنَّ مَفَاتِيْحَ الكُنُوزِ بِأَسْرِهَا

أَتَتْهُ فَــــرَدَّ الزَّاهِدُ الْمُتَرَجِّحُ

وَإِنْ كَان إِبْرَاهِيْمُ أُعْطِيَ خُلَّةً

وَمُوْسَى بِتَكْلِيْم عَلَى الطُّورِ يُمْنَحُ

فَهَذَا حَبِيْبٌ بِل خَلِيْلٌ مُكَلَّمٌ

وَخُصّصَ بِالرُؤْيَا وََبِالْحَقِّ أَشْرَحُ

وَخُصّصَ بِالْحَوْضِ العَظِيْمِ وََباللِّوَا

وَيَشْفَعُ لِلْعَاصِيْنَ وََالنَّارُ تَلْفَحُ

وَبالْمَقْعَدِ الأَعْلَى الْمُقَرَّبِ عِنْدَهُ

عَـــطَاءٌ بِبُشْرَاهُ أَقِرُّ وََأَفْرَحُ

وَبِالرُّتْبَةِ العُلْيَا الوَسِيْلةِ دُوْنَهَا

مَرَاتِبُ أَرْبَابِ الْمَوَاهِب تَلْمَحُ

وَفِي جَنَّةِ الفِرِدَوْسِ أَوَّلُ دَاخِل

لَهُ سَائِرُ الأَبْوَابِ بِالْخَيْرِ تُفْتَحُ

وقال ابن الزبعري يعتذر للنبي صلى الله عليه وسلم:

يَا رَسُـولَ الْمَلِيكِ إِنَّ لِسَانِي

ذَائِقٌ مَـا فَتَقْتُ إِذًا أَنَا بُورُ

إِذْ أُجارِي الشَّيْطَانَ فِي سُنَنِ الْغَيِّ

وَمَـــنْ مَالَ مَيْلَهُ مَثْبُورُ

آمَـــنَ اللَّحْمُ وَالْعِظَامُ لِرَبِّي

ثُمَّ نَفْسِي الشَّهِيدُ أَنْتَ النَّذِيرُ

إنَّ مـا جئتَنا به حـق صِدْقٍ

ســاطعٌ نورُه مضيءٌ مُنيرُ

جئتَـنا باليقينِ والبِرِّ والصِّدقِ

وفي الصِّدقِ واليقينِ سرورُ

 

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
قصائد في محبة النبي صلى الله عليه وسلم (2).doc doc
قصائد في محبة النبي صلى الله عليه وسلم (2).pdf pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى