مَعَ اللهِ في سُبُحَات الفِكَر |
|
مَعَ اللهِ في لمحَاتِ البَصَرْ |
مَعَ اللهِ في زَفَراتِ الحَشَا |
|
مَعَ اللهِ في نَبَضاتِ البَهَرْ([2]) |
مَعَ اللهِ في رَعَشاتِ الهَوَى |
|
مَعَ اللهِ في الخَلجاتِ الأُخَرْ |
مَعَ اللهِ في مُطْمَئنِّ الكَرَى([3]) |
|
مَعَ اللهِ عندَ امتدَادِ السَّهَر |
مَعَ اللهِ آنَ اجتلاءِ السَّنا([4]) |
|
ونَيلِ المُنى والهَناءِ الأغَرّ |
مَعَ اللهِ حالَ اتِّقادِ الأسَى |
|
ووَقعِ الأذَى واحتِدَامِ الخَطَر |
مَعَ اللهِ في حَملِ عِبءِ الضَّنَى |
|
مَعَ اللهِ بالصَّبر فيمَن صَبَر |
مَعَ اللهِ والقَلبُ في نَشْوةٍ |
|
مَعَ اللهِ والنّفسُ تَشكَو الضَّجَر |
مَعَ اللهِ في كُلِّ بُؤسَى ونُعمَى |
|
مَعَ اللهِ في كُلِّ خيرٍ وشَر |
مَعَ اللهِ فِي أَمسِيَ المُنْقَضِي |
|
مَعَ اللهِ فِي غَدِيَ المُنْتَظَرْ |
مَعَ اللهِ فِي عُنْفُوَانِ الصِّبَا |
|
مَعَ اللهِ فِي الضّعْفِ عِنْدَ الكِبَرْ |
مَعَ اللهِ قَبْلَ حَيَاتِي وَفِيهَا |
|
وَمَا بَعْدَهَا، عِنْدَ سُكْنَى الحُفَرْ |
مَعَ اللهِ في فْيءِ([5]) فِرْدَوْسِهِ |
|
مَعَ اللهِ فِي عَوذِنَا مِنْ سَقَرْ |
مَعَ اللهِ فِي نَبْذِ مَا قَدْ نَهَى |
|
مَعَ اللهِ بِالسّمْعِ فِيمَا أَمَرْ |
مَعِ اللهِ فِي الجِدّ مِنْ أَمْرِنَا |
|
مَعَ اللهِ فِي جَلَسَاتِ السَّمَرْ |
مَعَ اللهِ فِي خَلَوَاتِ اللَّيَالِي |
|
مَعَ اللهِ فِي الرّهْطِ وَالمُؤتَمَر |
مَعَ اللهِ فِي حُبِّ أَهْلِ التُّقَى |
|
مَعَ اللهِ فِي كُرْهِ مَنْ قَدْ فَجَرْ |
مَعَ اللهِ فِي مُدْلَهِمِ([6]) الدّجَى |
|
مَعَ اللهِ عِنْدَ انبِلَاجِ السَّحَر |
مَعَ اللِه فِي لَألآتِ النُّجُومِ |
|
وَحَبْكِ([7]) الغُيَومِ وَضَوْءِ القَمَرْ |
مَعَ اللهِ وَالشَّمْسُ تَكْسُو الدُّنَى |
|
مَعَ اللهِ وَالشّهْبِ كَرٌّ وَفَرْ |
مَعَ اللهِ عِنْدَ هَزِيمِ الرُّعُودِ |
|
وَلمعِ البُرُوقِ وَدَفْقِ المَطَرْ |
مَعَ اللهِ فِي الفَلَكِ المُستَطِيرِ |
|
وَفِي الشَّمسِ تَجرِي إِلَى مُسْتَقَر |
مَعَ اللهِ فِي الأرْضِ فِي سَهْلِهَا |
|
وَأَودَائِهَا وَالرَّواسِي الكُبَرْ |
مَعَ اللهِ فِي البَحْرِ مِلْحٌ أُجَاجٌ |
|
مَعَ اللهِ فِي سَلسَبِيلِ النَّهَرْ |
مَعَ اللهِ فِي نَأَمَاتِ([8]) الوُجُودِ |
|
مَعَ اللهِ فِي كُلِّ مَا قَدْ فَطَرْ |
مَعَ اللهِ فِي سَكَنَاتِ الحَيَاةِ |
|
مَعَ اللهِ فِي حَرَكَاتِ الحَجَرْ |
مَعَ اللهِ فِي نَسَماَتِ الرّيَاحِ |
|
اللَّوَاقِحِ تَخطُرُ بَيْنَ الشَّجَرْ |
مَعَ اللهِ فِي نَفَحَاتِ الشّذَا |
|
مَعَ اللهِ مِلءَ ثُغُورِ الزَّهَرْ |
مَعَ اللهِ فِي الحَقْلِ حُلْوِ الجَنَى |
|
مَعَ اللهِ فِي الرَّوضِ دَانِي الثَّمَرْ |
مَعَ اللهِ سَامِعِ صَوْتِ الدَّبِيبِ |
|
مِنَ النَّمْلِ أَنَى وَأَيّانَ مَرْ |
مَعَ اللهِ وَالنَّحْلُ يَحسُو الرَّحِيقَ |
|
وَيَحمِي جَنَاهُ بَوخْزِ الإِبَرْ |
مَعَ اللهِ فِي رَفرَفَاتِ الفَرَاشِ |
|
تَلَامَعُ فِي الشّمْسِ مِثلَ الدُّرَرْ |
مَعِ اللهِ وَالطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا |
|
وَتَنْعَمُ بِالرّزْقِ مُنذُ البُكَرْ |
مَعَ اللهِ فِي سَيْرِ وَحشِ الفَلَاةِ |
|
بِهَديِ الغَرائِزِ تَقضِي الوَطَرْ |
مَعَ اللهِ يَنْفُخُ مِنْ رُوحِهِ |
|
عَلَى حَمَأٍ فَيَكُونُ البَشَرْ |
مَعَ اللهِ مَا اخْتَلجَتْ نُطْفَةٌ |
|
بِرُوحِ خَفِيٍّ وَمَا دَرّ دَرْ |
مَعَ اللهِ فِيمَا سَيَذْرَأُ مِنْ |
|
نُفُوسٍ و فيما مَضَى وَاندَثَرْ |
مَعَ اللهِ مَا اخْتَلفَتْ فِي الأنَامِ |
|
طَبَائِعُ أُنثَاهُمُ و الذَّكَرْ |
مَعَ اللهِ مَا افتَرَقَتْ فِي الوَرَى |
|
لُغَاهُمْ وَألوَانُهُمْ وَالصُّوَرْ |
مَعَ اللهِ نَوَّعَ أَشكَالَهُم |
|
وَخَصّ أنَامِلَهُم بِالأَثَرْ |
مَعَ اللهِ مَيّزَ أَذوَاقَهُمْ |
|
فَكُلٌّ لَهُ فِي هَواهُ نَظَرْ |
مَعَ اللهِ فِي سَبْرِ كُنْهِ الوُجُودِ |
|
وَرُوحِ الحَيَاةِ وَسِرِّ القَدَرْ |
مَعَ اللهِ فِي عَالَمِ المُدْرَكَاتِ |
|
وَفِي الغَيْبِ مِنْ كَائِنَاتٍ أُخَرْ |
مَعَ اللهِ فِيمَا بَدَا وَانْتَشر |
|
مَعِ اللهِ فِيمَا انْطَوَى وَاسْتَتَرْ |
مَعَ اللهِ وَفْقَ نَوَامِيسِهِ |
|
مَعِ اللهِ رَهْنَ القَضَا وَالقَدَر |
مَعَ اللهِ فِي بَعْثِهِ المُرْسَلِينَ |
|
هُدَاةً دُعَاةً إِلَى مَا أَمَرْ |
مَعَ اللهِ فِي وَحْيِ قُرآنِهِ |
|
مَعَ اللهِ فِي آيِهِ وَالسّوَرْ |
مَعَ اللهِ فِي قَصَصِ الأوَلِين |
|
وَفِي قَصَص الأوَلِينَ العِبَرْ |
مَعَ اللهِ طَوعًا مَعَ اللهِ سَوقًا |
|
فَمَا مِنْ مَلَاذٍ وَلَا مِنْ وَزَرْ |
مَعَ اللهِ وَالفَيْضُ مِنْ قُدْسِهِ |
|
يُنِيرُ بَصِيرَتَنَا وَالبَصَر |
وَيَدفَعُ أَعْمَاقَ إِيمَانِنَا |
|
فِرَارًا إِليه ونعمَ المفرّ |
يا من له وَجَبَ الكمالُ بذاتِه |
|
فالكُلُّ غايةُ فوزِهم لُقياهُ |
أنت الذي لما تَعَالى جَدُّهُ |
|
قصُرَتْ خُطا الألبابِ دونَ حِماهُ |
أنت الذي امتلأَ الوجودُ بحمدِهِ |
|
لمَّا غدا مَلْآنَ من نُعماهُ |
أنت الذي خلقَ الوجودَ بأسرِهِ |
|
من بينِ أَعْلَاهُ إلى أَدْنَاهُ |
أنت الذي خَصَّصْتَنا بوجودِنا |
|
أنَتَ الذِي عَرَّفْتَنَا معنَاهُ |
سُبْحَانَ مَن ملأَ الوجودَ أدلَّةً |
|
ليلُوحَ ما أخفَى بما أَبْدَاهُ |
سُبحانَ مَنْ أحْيَا قلوبَ عبادِهِ |
|
بلوائحٍ من فَيْضِ نورِ هُداهُ |
هَلْ بعدَ معرفةِ الإِلَهِ زيادةٌ |
|
إلَّا استدامةُ ما يُديمُ رِضَاهُ |
واللهِ لا آوي لغَيْرِك إنَّه |
|
حُرِمَ الُهدَى مَنْ لم تكنْ مأْوَاه |
مَوْلاي أُنسُكَ لم يَدَعْ لي وَحْشَةً |
|
إلَّا مَحَا ظَلْماءَها بِسَنَاهُ |
مولاي جُودُك لم يَدَعْ لي مطلبًا |
|
إلَّا وتَمَّمَه إلى أَقْصَاهُ |
لم يَنْقَطِعْ أحدٌ إليكَ محجَّةً |
|
إلَّا وأصبحَ حامدًا عُقباهُ |
عَجَزَ الأنامُ مِن اِمتداحِك إِنَّهُ |
|
تَتَضَاءلُ الأفكارُ دونَ مَدَاهُ |
مَنْ كَانْ يعرِفُ أنَّك الحقُّ الذي |
|
بَهَرَ العقولَ فَحْسبُهُ وكَفَاهُ |
يا من يرَى ما في الضميرِ ويسمعُ |
|
أنتَ المعَدُّ لكلِّ ما يُتوقَعُ |
يا مَن يُرجَّى للشدائدِ كلِّها |
|
يا مَنْ إليه المُشتَكَى والمَفْزَعُ |
يا مَن خزائنُ مُلكِهِ في قولِ كُنْ |
|
امنُنْ فإنَّ الخيرَ عندَكَ أجمعُ |
ما لي سِوَى فَقْرِي إليكَ وسيلةٌ |
|
فبالافتِقَارِ إليكَ فَقْرِيَ أَدْفَعُ |
ما لي سِوَى قَرْعِي لبابِك حيلةٌ |
|
فلئِن رُددتُ فأيَّ بابٍ أقرعُ |
ومن الذي أدُعو وأهتفُ باسمِهِ |
|
إن كانَ فضلُكَ عن فقيرٍ يُمنعُ؟! |
حاشَا لمجدِك أن تُقنِّط عاصيًا |
|
فالفَضْلُ أجزلُ والمواهبُ أوسعُ([10]) |
يَغذوكَ لكن أنتَ تشكرُ غيرَهُ |
|
ويذودُ عنك فتمْدَحُ الأوثانا؟! |
أَوَ هَكَذا ردُّ الجميلِ لأهْلهِ |
أَوَ هكذا تَسْتَقْبِلُ الإحْسَانا؟! |
|
يا من جحدتَ لذي الصَّنيعِ صنيعَهُ |
أَوَ مَا تهابُ السّخْطَ والنيرانا؟! |
|
أتخاصمُ الجبّارَ في عَلْيَائِه؟! |
يا من بَراكَ من الثرى إنسانا |
|
من نُطفةٍ سوَّاك ربي مبصرًا |
تتبيَّنُ الأشكالَ والأَلْوَانا |
|
بل سخَّر السَّبْعَ الطباقَ لخدمةٍ |
|
والأرضَ والأنهارَ والخلْجَانا |
والفُلكَ تجري والرياحَ لواقحًا |
|
والماءَ يُحْيِي الزرعَ والأَفْنَانا |
والرعدُ في كبدِ السَّماءِ مُسَبّحًا |
|
والثلجَ يهطِلُ يرفِدُ الغُدْرَانا |
والطيرُ يبسُطُ جنحَه كسفينةٍ |
|
فوقَ الرياحِ يسبِّحُ الرحْمَانا |
في كلِّ شيءٍ للمُهيمنِ آيةٌ |
|
تدعُ الجَحُودَ بأمرِه حَيْرَانا |
يا من جَحَدْتَ ألم تفكِّرْ لحظةً |
|
في ذا الوجودِ وتنظرِ الأكوانا |
في قلبِكَ الخفَّاقِ أكبرُ آيةٍ |
|
إن لم تجدْ مِنْ حَوْلِك البُرهانا |
السمعُ والأبصارُ خلقٌ مُعْجِزٌ |
|
يتحديانِ الجَحْدَ والنُّكْرَانا |
والسيرُ منتصبًا دليلٌ واضحٌ |
|
أن المسيّرَ ميَّز الإِنْسانا |
والنطقُ آيةُ قدرةٍ جبارةٍ |
|
والمخُّ يحفظُ كلَّ ما قد كانا |
واللمسُ للأشياءِ والشمُّ الذي |
|
لا يُخطئ الأرياحَ والرَّيحانا |
والشَّعرُ يكسُو الجلدَ ثوبًا ناعِمً |
|
مــــتموِّجًا متجدِّدًا أَلْوَانا |
كالجلدِ للحِرْباءِ يشبهُ لونُه |
|
مـــــا حولَه فتظنُّه أغصَانا |
والرأسُ يحْمِي المخَّ في تَجويفِه |
|
والصدرُ يَحْمِي القلبَ والشَّريانا |
فِلِمَ الجُحُودُ وفَضْلُ ربِّك سابقٌ |
|
من قبلِ أن تَسْتَرضِعَ الأَلْبانا؟!([12]) |
يكفيكَ من وَسِع الخلائِقَ رَحمةً |
|
وكفايَةً ذُو الفضلِ والإحسانِ |
يكفيكَ من لم تَخْلُ من إحسانِهِ |
|
في طَرْفَةٍ كتقلُّبِ الأجفانِ |
يكفيكَ ربٌّ لم تَزلْ ألطَافُهُ |
|
تَأتِي إليكَ برحمَةٍ وحَنانِ |
يكفيكَ رَبٌّ لم تَزلْ في سِترِهِ |
|
ويَراكَ حينَ تَجِيءُ بالعَصيانِ |
يكفيكَ ربٌّ لم تَزلْ في حِفظِهِ |
|
وَوقَايةٍ منهُ مَدَى الأزمَانِ |
يكفيكَ ربٌّ لم تَزلْ في فَضلِهِ |
|
مُتقَلِّبًا في السِّرِ والإعْلانِ |
يدعُوهُ أهلُ الأرضِ مَعْ أهلِ السّما |
|
ءِ فكلُّ يومٍ ربّنا في شَانِ |
وهُو الكفيلُ بكُلِّ ما يَدعُونَهُ |
|
لا يَعتَري جدوَاهُ من نُقصانِ([13]) |
هبِ الرسلُ لم تأتِ من عندِه |
|
ولا أخْبرتْ عن جـمالِ الحبيب |
أليس من الواجـبِ المسْتَحَقِّ |
|
محبتُه في اللِّقَا والمــــغيبِ؟ |
فمــــن لم يكنْ عقلُه آمرًا |
|
بذا ما له في الحِجَى من نَصِيبِ |
وإن العــــقولَ لتدعُو إلى |
|
محَبةِ فاطـــرِها من قريبِ |
أليســتْ على ذاك مجبولةً |
|
ومفطورةً لا بكـسْبٍ غريبِ؟ |
أليس الجمالُ حبيبَ القلوبِ |
|
لذاتِ الجمالِ، وذاتِ القلوبِ؟ |
أليس جميلًا يحبُّ الجمالَ؟ |
|
تعالى إلهُ الورَى عن نَسِيبِ |
أما بــــعدَ ذلك إحْسَانُه |
|
بداعٍ إليه الفُــؤاد المنيبِ؟ |
فمــن ذا يُشَابِهُ أوصَافَه؟ |
|
تعالى إلهُ الورَى عن ضَــرِيبِ([14]) |
ومـن ذا يكافئُ إحسانَه |
|
فيألَهُه قلبُ عبـــدٍ منيبِ؟ |
وهــــــذا دليلٌ على أنَّه |
|
إلى كلِّ ذي الخَلْقِ أولى حبيبِ |
فيا مـنكرًا ذاك واللهِ أنت |
|
عينُ الخصيمِ وعـــينُ الحريبِ([15]) |
ويا مـن يُحِبُّ سواه كمثـ |
|
ـلِ محبتِه أنت عبدُ الصَّلِيبِ |
ويا مــن يوحِّدُ محبوبَه |
|
ويُرضيه في مَشْهدٍ، أو مغيبِ |
حَظَيْتَ وخَابوا فلا تَبْتئسْ |
|
بكيدِ العدوِّ وهجرِ القريبِ([16]) |
أنا إن تُبتُ منَّاني |
|
وإن أذنبتُ رجَّاني |
وإن أدبَرْتُ نادَاني |
|
وإن أقبلْتُ أدنَاني |
وإن أحْبَبْتُ والاني |
|
وإن أخْلَصْتُ نَاجَاني |
وإنْ قَصّرتُ عافَاني |
|
وإن أَحْسَنْتُ جازَاني |
حبيبي أنتَ رَحْمَاني |
|
أَلَا اصرِفْ عني أحْزَاني |
إليك الشَّوقُ من قَلْبي |
|
عَلَى سرِّي وإعْلَاني |
فيا أكرَمَ من يُرجَى |
|
وأنتَ قديمُ إحسانِ |
وما كُنتَ على هذا |
|
- إلهَ النّاسِ - تنسَاني |
لَدَى الدُّنيا وفي العُقبَى |
|
على ما كانَ من شَاني([17]) |
إليكَ جميعُ الأمرِ يُرْجَعُ كلُّهُ |
|
ومنكَ الأمَاني تُرتَجَى والبشائرُ |
وبعضُ أياديكَ العوالمُ والذِي |
|
بهَا والبحارُ والثقالُ الموَاطِرُ |
ومنكَ العطَا والمنعُ والأمرُ كلُّهُ |
|
إليكَ ومَا في الكونِ غيرُكَ قادرُ |
فمنْ شاءَ فليمنعْ سواكَ فلا أذًى |
|
إذَا يَبِسَ الضَّحْضَاحُ فالبحرُ زاخرُ |
وعفْوُكَ يا ربَّ الخلائقِ واسعٌ |
|
تضيعُ الخطَايا عندهُ والكبائرُ |
فلو يعلمُ الخلقُ الذي أنتَ أهلُهُ |
|
من العفوِ لم يقنُطْ منَ العفوِ فاجرُ |
ورحمتُكَ العظمَى كتبتَ بسَبقِهَا |
|
كتابًا كريمًا فهوَ عندَكَ حاضرُ |
وأنت تحبُّ الحمدَ والمدْحَ والثَّنا |
|
ووصفُ محبِّ الحمدِ والمدحِ ظاهِرُ |
فوعدُكَ أولَى من وعيدِكَ بالوَفا |
|
لذاكَ وحظُّ الفضْلِ للعدلِ قاهرُ |
وقد جاءتِ البُّشرى وصَحّتْ بأننَا |
|
لَنَا ظنُّنا فالظنُّ أنَّك غافرُ |
ولي حينَ يشتدَّ الوعِيدُ ذخيرَةٌ |
|
سريرةُ حبٍّ يومَ تُبلَى السَّرائرُ |
تجَلى هُمومي في فُؤادِي قرَارَها |
|
وأرجُو بقاهَا يومَ تَفْنَى الذَّخائرُ |
وديعتُكم أن تحفظُوهَا فإنهَا |
|
صَنيعتُكُم والجودُ بالحفظِ آمِرُ |
يا سُروري ومُنْيَتِي وعِمادي |
وأَنِيسي وعُدَّتي ومُرَادي |
أنتَ روحُ الفُؤادِ أنتَ رجائي |
أنتَ لي مُؤنسي وشوقُكَ زادي |
كم بدَتْ منَّةٌ وكمْ لكَ عندِي |
من عَطَاءٍ ونعْمةٍ وأيَادِي |
حُبُّكَ الآنَ بُغيتي ونَعيمي |
وجَلَاءٌ لعينْ قلبي الصَّادي |
ليسَ لي عنكَ ما حييتُ براحٌ |
أنتَ منِّي مُمكَّنٌ في الفؤادِ |
إن تكن راضيًا عليَّ فإني |
يا مُنى القلبِ قد بدا إسْعَادي |
سبحانَ من يُعطي المُنَى بخواطرٍ |
|
في النفسِ لمْ ينطقْ بِهنَّ لسانُ |
سبحانَ من لا شيءَ يحجُبُ علمَهُ |
|
فالسرُّ أجمعُ عندهُ إعلانُ |
سبحانَ من هوَ لا يزالُ مسبَّحًا |
|
أبدًا وليسَ لغيرهِ السُّبحانُ |
سبحانَ من تجرِي قضاياهُ علَى |
|
ما شاءَ منهَا غائبٌ وعيَانُ |
سبحانَ من هو لا يزالُ ورزقُهُ |
|
للعالمينَ بهِ عليهِ ضَمانُ |
سبحان من في ذِكرهِ طُرُقُ الرضَى |
|
منهُ وفيهِ الرَّوحُ والرَّيحانُ |
مَلِكٌ عزيزٌ لا يُفارِقُ عزَّهُ |
|
يُعصَى ويُرجَى عندهُ الغفرانُ |
مَلِكٌ لهُ ظهرُ القضاءِ وبطنُهُ |
|
لم تُبلِ جِدَّةَ مُلكِهِ الأزمَانُ |
مَلِكٌ هو الملكُ الذي من حِلْمِهِ |
|
يُعصَى بحُسنِ بلائِهِ ويخانُ |
يَبْلَي لكُلِّ مسلَّطٍ سُلطانُهُ |
|
واللهُ لا يبلَى لهُ سُلطانُ |
كم يَسْتَصِمُّ الغافلونَ وقد دُعُوا |
|
وغدَا وراحَ عليهمِ الحدِثانُ([21]) |
إليكَ وجَّهتُ يا مولاي آمالي |
فاسمَعْ دُعائي وارحَمْ ضَعْفَ أحوالي |
أرجُوك مولاي لا نفسي ولا وَلَدي |
ولا صَديقي ولا أهْلي ولا مَالي |
لَما عرفتُكَ لم أنظُرْ إلى أحدٍ |
فلا الرعيةَ أرجُوها ولا والوالي |
فلا تَكِلْني إلى من ليس يكْلَؤُني |
وكن كَفيلي فأنت الكافلُ الكالي([23]) |
ولتَسْقِني كأسَ حُبٍّ من وِدَادِكَ يا |
مولايَ فهو شرابٌ سَلْسَلٌ حالي |
فلا وحقِّكَ ما للقلبِ من شَغَفٍ |
إلا بحبِّكَ فاشْرَحْ لي به بَالي |
أنا الفقيرُ إلى مولايَ يَرْحمُني |
إذا تقضَّى بهولِ الموتِ إمهالِي |
أنا الفقيرُ إلى مولايَ يَرْحمُني |
في بطنِ لحدٍ وَحِيشٍ مُظلمٍ خالِي |
هُناكَ لحمِي لِدُودِ القبرِ فاكِهةٌ |
والعظمُ منِّي رمِيمٌ في الثَّرى بالي |
أنا الفقيرُ إلى مولايَ يرْحَمُني |
يومَ القيامةِ من عُنفٍ وأهوالِ |
وأن أكونَ بعيدًا من تعطُّفِهِ |
مقطِّعًا عنهُ في الآبادِ آمالِي |
أنا الفقيرُ إلى مولايَ يحشُرني |
في زُمرةِ المصطفىَ المختارِ والآلِ |
صلَّى الإلهُ على أرواحهِم أبدًا |
ضَعْفًا على قدرِ زخّارٍ وهطَّالِ |
الهوامش:
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.