إن الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد،
فإن من أعظم ثمار التوكل على الله أنه رد وساوسه ونجواه. قال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ} [النحل: 98 - 100]
فإن من أعظم ثمار التوكل على الله أنه رد وساوسه ونجواه. قال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ} [النحل: 98 - 100]
فالشيطان يخبط العباد ويشغلهم باللذات وبالأعمال الخاسرة فمثلًا يحرض على الزهد المنافي لمنج الإسلام ويخوفهم من طرقات الكسب فيجعلهم ذليلي على الأبواب والطرقات يسألون هذا وذاك.
ففي الآية الكريمة خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم أن يسأل الله الإعاذة من الشيطان في جميع الأعمال ليخلص العمل ولا يؤثر فيه الشيطان بوسوسته، فالمتوكلون محرسون من تسلط الشيطان، فمن لم يتوكل على الله ينتظم في سلك من يتولى الشيطان من حيث لا يحتسب[1].
"فالإستعاذة تمنع تسلط الشيطان على المستعيذ لأن الله منعه من التسلط على الذين آمنوا المتوكلين... فنفى سلطان الشيطان مشروط بالأمرين: الإيمان، والتوكل... فالمعنى أن الإيمان مبدأ أصيل لتوهين سلطان الشيطان في نفس المؤمن فإذا انضم إليه التوكل على الله اندفع سلطان الشيطان عن المؤمن المتوكل"[2].
ومن أهم ثمرات التوكل أيضًا دفع شر الساحر والحاسد والعائن فالتوكل على الله من أقوى الأسباب في ذلك، ومن كان الله حسبه وواقيه فلا يضره أذى من أراد إيذائه وهذا ما شعر به يعقوب عليه السلام لما نهى أبناءه من الدخول من باب واحد، وأمرهم بالدخول من أبواب متفرقة.
قال تعالى: {وَقَالَ يَابَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ} [يوسف: 67]
إن الدخول من أبواب متفرقة ما هو إلا احتراز لا ير ق الله وقضاءه وفي هذا دليل على أن الحسد موجود قديمًا والاحتراز منه مشروع فلابد من أخذ الأسباب العادية التي لا تؤثر في الواقع شيئًا غلا بإذن الله، وعلى المؤمن الإتكال على لله والاعتماد عليه والثقة به؛ لأن حصول كل الخيرات ودفع كل الآفات من الله تعالى[3].
وهذا ما فعله يعقوب عليه السلام اتخذ أهم الأمور وهي التوكل على الله سبحانه في حفظ ورعاية أبنائه.
الهوامش:
[1] انظر: لأبي السعود، إرشاد العقل السليم، (3/292)
[2] ابن عاشور، التحرير والتنوير، (13-14-15/278-279)
[3] انظر ابن كثير تفسير القرآن العظيم (2/749)
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.