الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛قال الشيخ أحمد بن حجر آل بوطامي - رحمه الله -: (بدعةُ دعاءِ ليلتي أول السنة وآخرها، تتقاضى العامةُ في بعضِ المساجد أئمتها في قراءة دعاء ليلتي أول العام وآخره، وهو دعاءٌ مخترعٌ لم يُؤْثَرْ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم ولا عن الصحابةِ ولا عن التابعين، ولم يُروَ في مسندٍ من المسانيد ولا في كتبِ الموضوعات.
وهو من مخترعات بعضِ المتمشيخين المتمفقرين، والأغرب أن بعض الخطباء دسَّه في ديوان خطبه، فأضحى من يقرأُ ذلك الديوان من المتطفلين على هذه المنزلةِ الساميةِ يتبعُ ما سُطر فيه من الحضِّ على قراءتِه، كأنه مرويٌّ في الصحيحين أو أحدِهما.
ومن أعظم الفرى فيه على اللهِ ورسولِه قولُ مخترِعه – عليه من الله ما يستحق -: "أن من قرأه يقول له الشيطان: قد تعبنا معه طول السنة فأفسدَ عملنا في ساعة"، فيا لله من أدهى هذا الخطب في الخطب، وما أمر هذا التغرير والتجرئة على المعاصي، وما الأعجب إلا تلقي المتعلمين له بالقبول وإقرارهم عليه، لأنه دعاء وهو خير، وقد غفلوا عما قاله العز بن عبد السلام فيما نقله الإمام أبو شامة: (أنَّ استعمالَ الخيرِ ينبغي أن يكونَ مشروعًا من النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فإذا علمنا أنه كذبٌ خرجَ عن المشروعيةِ)([1]).
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.