بدعة الزيادة على لفظ (بسم الله) في أول الطعام، واستحباب التسمية عند كل لقمة منه

بدعة الزيادة على لفظ (بسم الله) في أول الطعام، واستحباب التسمية عند كل لقمة منه





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ أجمع العلماء على استحباب التسمية على الطعام في أوله، فإن تركها عمدًا أو ناسيًا أو مُكْرَهًا أو عاجزًا لعارضٍ آخر ثم تمكَّن منها أثناء أكله؛ استُحب له أن يسمي ويقول: "بسم الله أوله وآخره"([1]).

ومنها: قوله صلى الله عليه وسلم لعمر بن أبي سلمة رضي الله عنه: ((يا غلام، سمِّ اللهَ، وكُلْ بيمينِك، وكُلْ مما يليك ...)) الحديث([2])، وحديث عائشة - رضي الله عنها - قالتْ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا أكلَ أحدُكم طعامًا فليقُلْ: بسم الله، فإن نسي في أولِه فليقُل: بسم اللهِ أوله وآخره))([3]).

فدلَّ هذان الحديثان وغيرهما من الأحاديث([4]) على استحباب التسمية في أول الطعام بلفظ: "بسم الله"، وأما ما ذهب إليه بعضُ العلماء من أفضلية زيادة "الرحمن الرحيم" على لفظ "بسم الله"، واستحباب التسمية عند كل لقمة؛ فلا دليلَ له في السنة المحمدية.    

قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - بعد أن أورد حديث عائشة - رضي الله عنها – السابق، قال: (وهو أصرحُ ما وردَ في صفةِ التسميةِ)، وقال: (وأما قولُ النووي في أدبِ الأكلِ من "الأذكار": (صفةُ التسميةِ من أهم ما ينبغي معرفتُه، والأفضلُ أن يقول: "بسم الله الرحمن الرحيم"، فإن قال: "بسم الله" كفاه وحصلت السنةُ)، فلم أرَ لما ادَّعاه من الأفضليةِ دليلًا خاصًّا.

وأما ما ذكره الغزالي في آداب الأكل من "الإحياء": (أنه لو قالَ في كلِّ لقمةٍ: "بسم الله" كانَ حسنًا، وأنه يُستحب أن يقولَ مع الأولى: "بسم الله"، ومع الثانية: "بسم الله الرحمن"، ومع الثالثة: "بسم الله الرحمن الرحيم")، فلم أرَ لاستحبابِ ذلك دليلًا، والتكرار قد بين هو وجهه بقوله: (حتى لا يشغلُه الأكلُ عن ذكرِ اللهِ))([5]).

قال الشيخ الألباني - بعد أن نقل تعقيب الحافظ على كلام النووي السابق-: (وأقول: لا أفضل من سنته صلى الله عليه وسلم: ((وخير الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم))، فإذا لم يثبتْ في التسميةِ على الطعام إلا "بسم الله"، فلا يجوزُ الزيادةُ عليها، فضلًا عن أن تكونَ الزيادة أفضل منها!! لأن القول بذلك خلاف ما أشرنا إليه من الحديث: ((وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم)))([6]).



([1]) انظر: الأذكار، النووي، ص(374).

([2]) رواه البخاري، كتاب الأطعمة، باب التسمية على الطعام والأكل باليمين، مع الفتح، (9/521) (5376).

([3]) رواه أبو داود، كتاب الأطعمة، باب التسمية على الطعام، (3767)، والترمذي، كتاب الأطعمة، باب ما جاء في التسمية على الطعام، (1858)، من حديث عائشة رضي الله عنها، قال الترمذي: (حديث حسن صحيح).

([4]) بوَّب الإمام النووي في كتاب الأذكار "باب التسمية عند الأكل والشرب"، ثم أورد تحته مجموعة من الأحاديث في ذلك، الأذكار، ص(372-374).

([5]) فتح الباري، ابن حجر، (9/521).

([6]) السلسلة الصحيحة، الألباني، (1/678).

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
بدعة الزيادة على لفظ (بسم الله) في أول الطعام، واستحباب التسمية عند كل لقمة منه.doc doc
بدعة الزيادة على لفظ (بسم الله) في أول الطعام، واستحباب التسمية عند كل لقمة منه.pdf pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى