الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ من الذكر المحرف المبتدع ما يفعله الصوفية من الذكر بحرف واحد، كالحروف الواردة في أوائل السور، قال الشيخ علي محفوظ - رحمه الله - في ردِّه على قول الصوفية بجواز الذكر بحرف واحد كما ورد في أوائل السور؛ كـ"كاف، وهاء، وياء، وعين، وصاد"، قال - رحمه الله -: نقولُ لهم: هذا اختراعٌ وابتداعٌ، إذ لم يردْ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحدٍ من السلفِ الصالحِ أنهم ذكروا اللهَ بحرفٍ واحدٍ، وهم القدوةُ لنا في سائر أنواعِ العبادات، خصوصًا ذكر اللهِ الذي هو أكبر.
وقولهم: "كما ورد في أوائل السور"؛ تمثيلٌ أو تنظيرٌ غيرُ صحيحٍ، إذ لم يردْ في كتابٍ ولا سنةٍ أن هذه الحروف أسماء الله تعالى، غاية ما في البابِ أن بعضَ العلماءِ قال: إنَّ كلَّ حرفٍ من هذه الحروف متقطع من اسمٍ من أسماءِ اللهِ تعالى ... وهو قولٌ مغضوضٌ عنه.
ثم على تسليمِه؛ لا يكون المقتطع من الاسمِ اسمًا، فلا يكونُ التكلم بالمتقطعِ ذكرًا لاسمِ اللهِ تعالى، نعوذُ باللهِ من سوءِ التأويلِ، والجرأةِ على ذكرِ اللهِ الجليلِ، والأعجبُ من هذا جعله دليلًا على ما ادَّعاه أو تمثيلًا لما افتراه.
ويجوزُ الذكرُ بجميعِ أسماءِ اللهِ تعالى المأخوذة من السنةِ ولو من غيرِ شيخٍ عارفٍ ... وليس عندنا للهِ أسماء ثابتة عن غير رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأتباعه الآخذين عنه، إذ لا طريقَ إلى اللهِ تعالى ومعرفةِ أسمائِه إلا هو، وغيرُه طريقُ الشيطانِ.
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.