الرد على أبيات سواد بن قارب

الرد على أبيات سواد بن قارب



الرد على أبيات سواد بن قارب

ما رُوي عنْ سواد بنِ قارب مِنْ أنَّهُ أنشدَ بينَ يدي رسولِ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلم - أبياتًا منها:

فَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ لا شَيْءَ غَيْرُهُ

وَأَنَّكَ مَأْمُونٌ عَلَى كُلِّ غَائِبِ

وَأَنَّكَ أَدْنَى الْمُرْسَلِينَ وَسِيلَةً

إِلَى اللَّهِ يَا ابْنَ الأَكْرَمِينَ الأَطَايِبِ

وَكُنْ لِي شَفِيعًا يَوْمَ لا ذُو شَفَاعَةٍ

سِوَاكَ بِمُغْنٍ عَنْ سَوَادِ بْنِ قَارِبِ

قالوا: لم ينكرْ عليه رسولُ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلم – قولَه: "أدنى المرسلين وسيلةً"، ولا قولَه: "وَكُنْ لي شفيعًا".

الجوابُ عَنْ هذين البيتين مِنْ ناحيتين:

أولًا: ناحية الإسنادِ:

قدْ رُوي خبرُ سواد بن قارب في صحيحِ البخاري في سؤالِ عمرَ بنِ الخطابِ له عَنْ إسلامِه، وما كانتْ تأتي به الجنُّ، وإخبارهِا له ببعثةِ النبيِّ - صلى اللهُ عليه وسلم -.

ولا يوجدُ في الصحيحِ محلُّ الشاهدِ، وأما الطرقُ التي فيها محلُّ الشاهدِ فكلُّها واهيةٌ جدًّا، وهذه الطرقُ هيَ نحو ستة طرقٍ، وإليكَ بيانُها:

أ- ما رُوي مِنْ طريقِ علي بن منصور الأنباري، عن عثمان بن عبد الرحمن الوقاصي، عن محمد بن كعب القرظي قالَ: ((بينما عمرُ بنُ الخطابِ - رضيَ اللهُ عنه - ذاتَ يومِ جالس ...)) فذكرَ سؤالَ عمرَ له عنْ كهانتِه في الجاهليةِ، وفي آخرِه أنَّه أتى النبيَّ - صلى اللهُ عليه وسلم - فأنشدَه شعرًا وفيه البيتان([1])، وهذا الإسنادُ فيه عدةُ عللٍ:

1- علي بن منصور مجهولٌ كمَا قالَه الذهبي([2]).

2- عثمانُ بن عبد الرحمنِ الوقاصي متفقٌ على تركِه كمَا قالَه الذهبي أيضًا([3]).

3- الانقطاعُ بين محمد بن كعب القرظي وعمرَ بنِ الخطاب؛ إذْ ولادةُ محمد بن كعب في سنةِ (40) على الصحيحِ كمَا قالَهُ الحافظُ([4])، فلمْ يدركْ قصةَ عمرَ مع سواد بن قارب - رضيَ اللهُ عنهما -؛ ولهذا قالَ الحافظان الذهبي وابنُ كثير - رحمهُما اللهُ تعالى - أنَّ هذا الطريقَ منقطعٌ([5])، وذكرَ الهيثمي هذا الطريقَ وطريقًا آخر ثُمَّ قالَ: (وكلا الإسنادين ضعيفٌ)([6]).

فتبينَ مما سبقَ أنَّ هذه الطريقةَ واهيةٌ جدًّا؛ لاجتماعِ هذه العللِ الثلاثةِ فيها، إذْ الواحدةُ منها كافيةٌ لإسقاطِه عَن الاعتبارِ فكيفَ وهيَ مجتمعةٌ؟!

ب- مَا رُوي منْ طريقِ سعيدِ بن عبيد اللهِ الوصافي، عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي وهوَ الباقر، قالَ: (دخلَ سوادُ بن قارب السدوسي على عمرَ بنِ الخطاب بِهِ ...) وفيه قولُه: (وإنَّكَ أدنى المرسلينَ وسيلةً، وليس فيه فَكُنْ لِي شفيعًا ...)([7])، وهذه الطريقةُ فيها عدةُ عللٍ أيضًا.

1- سعيدُ بنُ عبيدِ اللهِ الوصافي ضَعَّفَهُ أبو حاتم، وذكرَهُ ابنُ حبان في الثقات([8])، ومن المعروفِ تساهلُ ابنِ حبان في توثيقِ المجاهيل.

2- أبوه عبيدُ اللهِ الوصافي تركهُ الفلاسُ والنسائي وابنُ حبان، وضعَّفَهُ ابنُ معين وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرُهم([9]).

3- الانقطاعُ بينَ أبي جعفر الباقر وعمرَ بنِ الخطاب؛ فإنَّ أبا جعفر وُلِدَ وَالِدُه الذي هو زين العابدين بعدَ وفاةِ عمرَ فضلًا عنه([10]).

فتبينَ بهذا أنَّ هذا الطريقَ ضعيفٌ جدًّا لا يصلحُ للاعتبارِ والاعتضادِ، وبما تقدَّمَ يُعْلَمُ أنَّ قولَ الحافظِ في الفتحِ: (وهما طريقان مرسلان يُعَضِّدُ أحدُهما الآخرَ)([11]) فيه نظرٌ؛ إِذْ أنَّ كلًا منهما إسنادُه ضعيفٌ جدًّا فكيفَ يصلحُ للاعتضادِ؟! إلا إنْ أرادَ الحافظُ أصلَ القصةِ؛ لورودِها في الصحيحِ، دونَ الزيادةِ التي في الطريقين المرسلين.

جـ- ما رُوي مِنْ طريقِ زياد بن يزيد بن بادويه أبو بكر القصري قالَ: حدثنا محمدُ بن تراس الكوفي قالَ: حدثنا أبو بكر بن عياش عنْ أبي إسحاق عن البراء قالَ: (بينما عمرُ ... إلخ) وفيه البيتان، وفيه: أنك أدنى المرسلين شفاعةً بدل وسيلةً([12])، فهذا الإسنادُ فيه عدةُ مقادح:

1- أبو بكر القصري زياد بن يزيد مجهولٌ.

2- محمدُ بن تراس الكوفي كذلكَ مجهولٌ، قالَ ذلكَ فيهما الذهبيُّ وسيأتي نَصُّ كلامِه.

3- أبو بكر بن عياش ثقةٌ إلَّا أنَّه لما كبرَ ساءَ حفظُه([13]).

4- وأبو إسحاق هو السبيعي، ثقةٌ إلَّا أنه مُدَلِّسٌ وقدْ اختلطَ([14]) ولمْ يصرحْ بالسماعِ، كمَا أنَّ سماعَ أبي بكر بن عياش منه ليسَ بالقوي كمَا قالَه أبو حاتم([15])، وهذه العللُ الثلاثُ الأخيرةُ ربما يُستغنى عنها لأنَّ الحملَ على الضعيفِ أولى مِن الحملِ على الثقةِ.

ولهذا لم يتعرضْ لها الذهبي، بلْ حملَ على العلتين الأوليتين، فقالَ: (هذا حديثٌ منكرٌ بالمرةِ، ومحمدُ بن تراس وزيادُ مجهولان لا تُقبلُ روايتُهما، وأخافُ أنْ يكونَ موضوعًا على أبي بكر بن عياش، ولكنَّ أصلَ الحديثِ مشهورٌ)([16])، يريدُ قصةَ سواد بن قارب مع عمرَ بنِ الخطاب - رضيَ اللهُ عنهما - وليسَ فِي أصلِ الحديثِ البيتان المذكوران، وهذه الطريقةُ لا تصلحُ للاعتبارِ، فقدْ خافَ الذهبي أنْ تكونَ موضوعةً.

د- ما رُوي مِنْ طريقِ الفضلِ بن عيسى القرشي عنْ العلاء بن زيدل عَنْ أنس بن مالك، فذكرَ القصةَ بطولِها، وفي آخرِها قولُه: (فَكُنْ لِي شفيعًا يومَ لا ذو شفاعةٍ سواكَ بِمُغْنٍ عنْ سواد بن قارب)([17])، وهذه الطريقةُ فيها العلاءُ بن زيدل، قالَ فيه ابنُ المديني: يضعُ الحديثَ، وقالَ البخاري والعقيلي وابنُ عدي: منكرُ الحديثِ، وقالَ ابنُ حبان والحاكمُ: روى عنْ أنس نسخةً موضوعةً([18]).

وهذه الطريقةُ في غايةِ الضعفِ لا تصلحُ للاعتضادِ كمَا هوَ واضحٌ.

هـ- ما رُوي منْ طريقِ محمدِ بن السائب الكلبي عنْ أبيه عن عمرَ بن حفص، وفيه قولُه: (وَكُنْ لي شفيعًا)([19])، والكلبي متهمٌ بالكذبِ([20]).

و- ما رُوي منْ طريقِ الحسنِ بن عمارة عنْ عبدِ اللهِ بن عبد الرحمن قالَ: (دخلَ سوادُ بن قارب على عمرَ ...) فذكرَ الحديثَ بطولِه([21])، فهذه الطريقةُ أيضًا في غايةِ الوهنِ، فالحسنُ بن عمارة قالَ فيه الحافظُ: متروكٌ([22]).

فتبينَ مما سبقَ أنَّ هذه الطرقَ كلَّها واهيةٌ جدًّا؛ لأنها لا تخلو مِنْ كذابٍ، أوْ متروكٍ، أوْ مجهولٍ، فمنْ هنا يُعرفُ أنَّه لا يصلحُ الاحتجاجُ بما وردَ فيها من البيتين المذكورين، إذْ تُعَدُّ زيادةُ البيتين روايةً منكرةً لعدمِ وقوعِها في رواياتِ الثقاتِ الذين رَوَوا أصلَ القصةِ ولمْ يذكروا البيتين، هذا ما يتعلقُ بناحيةِ الإسنادِ.

ثانيًا: ناحية المتنِ:

وأمَّا ما يتعلقُ بالمتنِ فنقولُ وباللهِ التوفيق: إنَّه لوْ صحتْ هذه الطرقُ فلا دليلَ على المُدعي لأمور([23]):

فإنَّ قولَه: "وإنَّكَ أدنى المرسلينَ وسيلةً إلى اللهِ" يحتملُ في معناه أوجهًا:

أظهرها: أنَّه - صلى اللهُ عليه وسلم - أقربُ المرسلين إلى اللهِ منزلةً ورتبةً وقدرًا، وقدْ تقدَّمَ ذكرُ معنى الوسيلةِ، وأنها تُطلقُ على المنزلةِ.

وثانيها: أنَّه وسيلةٌ إلى اللهِ في التبليغِ والرسالةِ، وأنَّ شريعتَه أقربُ إلى اللهِ تعالى مِنْ شرائعَ المرسلين.

وثالثها: أنَّه وسيلةٌ في الدعاءِ للناسِ حالَ حياتِه؛ على معنى قولِه تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ} [النساء:64]، ومثلُ ذلكَ كونُه وسيلةً في الشفاعةِ العظمى يومَ القيامةِ.

ولا يُفهمُ منه أنَّه وسيلةٌ بعدَ المماتِ في الحياةِ البرزخيةِ مع تلكَ الاحتمالاتِ الظاهرةِ، فمنْ ادَّعَى فعليه البرهان، والدليلُ إذا دخلَه الاحتمالُ بَطَلَ به الاستدلالُ، لاسيما أنَّ تلكَ الاحتمالاتِ أظهرُ مِن الاحتمالِ المُدعي.

وأما قولُه: "وكُنْ لي شفيعًا يومَ لا ذو شفاعةٍ"، فعلى تقديرِ ثبوتِه فمعناه طلبُ الدعاءِ منه - صلى اللهُ عليه وسلم - بالشفاعةِ يومَ القيامةِ بعدَ الإذنِ.

وهذا طلبٌ مِنَ الرسولِ - صلى اللهُ عليه وسلم - ما يقدرُ عليه وهوَ الدعاءُ، فلا يمكنُ أنْ يدَّعِي أنه يدلُّ على طلبِ الشفاعةِ أو الدعاءِ منه في الحياةِ البرزخيةِ.

ومِنَ الأحاديث الواهيةِ التي احتجوا بها([24]): خبرُ مازن بن الغضوب أو الغضوبة، وهو مَا روي مِنْ طريقِ هشام بن الكلبي عنْ أبيه قالَ: (حَدَّثَنِي عبدُ اللهِ العماني: قالَ مازن بن الغضوبة ...)، فذكرَ حديثًا طويلًا، وفيه أنه أنشدَ رسولَ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلم -:

(إلَيكَ رَسولَ اللَهِ خَبَّت مَطيَتي              تَجوبُ الفيافي مِنْ عمانَ إِلى العَرجِ

لتشفعَ لي يا خَيرَ من وَطئَ الحصا                    فيغفرَ لي ربي فأَرجعَ بالفَلجِ)([25])

الإسنادُ فيه: هشامُ بن محمد بن السائب الكلبي متروكٌ رافضيٌّ([26])، وأبوه الكلبي كذلكَ متروكٌ رافضيُّ، وقدْ تقدمَ آنفًا.

وقالَ الهيثمي: رواه الطبرانيُّ منْ طريقِ هشام بن محمد بن السائب الكلبي عَنْ أبيه وكلاهما متروكٌ([27])، وعلى كُلٍّ فالحديثُ ضعيفٌ جدًّا.

ولوْ صحَّ فالمعنى واضحٌ لا غبارَ عليه، فهو في طلبِ الشفاعةِ مِنَ الرسولِ - صلى اللهُ عليه وسلم - في مغفرةِ الذنبِ، مثل قولِه تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ...} [النساء: 64]، وذلكَ فِي حياةِ النبيِّ - صلى اللهُ عليه وسلم - وهذا ليسَ منْ موردِ النزاعِ.

 



([1]) رواه الحاكم في المستدرك، (3/608-610)، والبيهقي في الدلائل، (2/253)، وأبو يعلى في معجمه، ص(263) رقم: (329)، وعزاه إليه ابنُ كثير في البداية، (2/309)، والطبراني في الكبير، (7/109-111) رقم: (6475)، والأحاديث الطوال، (25/256-259)، وأبو نعيم في الدلائل، (1/31-32)، والأصبهاني في دلائل النبوة، ص(131-132) رقم: (144).

([2]) السيرة النبوية، الذهبى، ص(131).

([3]) التخريج السابق.

([4]) التقريب، ابن حجر، (6257).

([5]) تلخيص المستدرك، الذهبي، (3/609)، والسيرة النبوية، له، ص(131)، والبداية، ابن كثير، (2/310).

([6]) مجمع الزوائد، الهيثمي، (8/250).

([7]) رواه الخرائطي في هواتف الجان، ص(148) رقم: (3)، وأورده الحافظ في الفتح، (7/179)، وعزاه إلى ابن أبي خيثمة وغيره، كما عزاه في الإصابة إلى ابن أبي خيثمة ومحمد بن هارون الروياني، (3/219) رقم: (3585)، كما عزاه ابنُ كثير في البداية إلى الخرائطي، (2/311).

([8]) الجرح والتعديل، ابن أبي حاتم، (4/38)، وثقات ابن حبان، (8/264)، والميزان، الذهبي، (2/150)، والمغني، (1/380).

([9]) الكامل، ابن الأثير، (4/1630)، والمجروحين، ابن حبان، (2/63)، والميزان، الذهبي، (3/17)، والتهذيب، ابن حجر، (7/55).

([10]) قال الذهبي في زين العابدين: وٌلد في سنة ثمان وثلاثين ظنًّا، وكان يوم كربلاء (23 )سنة، اهـ، سير أعلام النبلاء، (4/386).

([11]) الفتح، ابن حجر، (7/179).

([12]) رواه البيهقي في الدلائل، (2/248-251)، وعزاه إليه ابنُ كثير في التفسير، (4/167-168)، ووقع في إسنادِه تصحيفٌ، وعزاه في البداية، (2/312) إلى ابن عساكر أيضًا.

([13]) التقريب، ابن حجر، رقم: (7985).

([14]) الكواكب النيرات، بركات الخطيب، (41)، ص(341).

([15]) علل ابن أبي حاتم، (1/35)، وتهذيب التهذيب، ابن حجر، (12/37)، وهامش الكواكب النيرات، بركات الخطيب، ص(356).

([16]) السيرة النبوية، الذهبي، ص(130).

([17]) عزاه الحافظ في الإصابة، (2/219)، وفي الفتح، (7/179)، إلى ابن شاهين.

([18]) الكامل، ابن الأثير، (5/1862)، والمجروحين، ابن حبا، (2/180)، والميزان، الذهبي، (3/99)، والتهذيب، (8/183).

([19]) ذكره الحافظُ ابن كثير فى البداية بدون عزو، (2/312).

([20]) التقريب، ابن حجر، رقم: (5900).

([21]) عزاه الحافظ في الإصابة، (3/220) إلى الحسن بن سفيان.

([22]) التقريب، ابن حجر، رقم: (1264).

([23]) انظر في هذا: مصباح الظلام، عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل، ص(220)، وصيانة الإنسان، محمد السهسواني، ص(287-289)، والبصائر، أبو حيان، ص(356).

([24]) احتج به دحلان في الدر.

([25]) رواه الطبراني في المعجم الكبير، (20/337-339)، والأحاديث الطوال، (25) رقم: (62)، والخطابي في غريب الحديث، (1/447)، وأبو نعيم في الدلائل، ص(32-33)، والبيهقي في الدلائل، (2/258)، وعزاه الحافظ في الإصابة، (5/704) رقم: (7591) إلى ابن السكن وابن قانع.

([26]) قالَ الدارقطني وغيرُه: متروك، وقالَ ابنُ عساكر: رافضي ليسَ بثقة، الميزان، الذهبي، (4/304).

([27]) مجمع الزوائد، الهيثمي، (8/248).

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
الرد على أبيات سواد بن قارب.doc doc
الرد على أبيات سواد بن قارب.pdf pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى