شبهةُ الاستدلالِ على جوازِ الاحتفالِ بمولدِ النبيِّ - صلى اللهُ عليه وسلم - بصلاتِه حيثُ وُلِدَ عيسى - عليه السلام -

شبهةُ الاستدلالِ على جوازِ الاحتفالِ بمولدِ النبيِّ - صلى اللهُ عليه وسلم - بصلاتِه حيثُ وُلِدَ عيسى - عليه السلام -



شبهةُ الاستدلالِ على جوازِ الاحتفالِ بمولدِ النبيِّ - صلى اللهُ عليه وسلم - بصلاتِه حيثُ وُلِدَ عيسى - عليه السلام -

يستدلُّ المبتدعةُ بجوازِ الاحتفالِ بيومِ مولدِه - صلى اللهُ عليه وسلم - بما رُوي في صلاةِ النبيِّ - صلى اللهُ عليه وسلم - في بيتِ لحم حيثُ وُلد عيسى - عليه السلام -([1]).

الرد:

أولًا: وقعَ هذا فِي بعضِ الرواياتِ مِنْ حديثِ شدادِ بن أوس وَأنس بن مالك - رضي الله عنهما - وَلكنْ طرقُها لا تخلو مِنْ قَدْحٍ، وَقَدْ قالَ الإمامُ ابنُ القيم - رحمه الله -: (وَقَدْ قِيلَ إنَّه نَزَلَ ببيتِ لحم، وَصلَّى فيه، وَلَمْ يَصِح ذلك عنه ألبته)([2]).

ثانيًا: أنَّ النزولَ فِي المدينةِ وَصلاتِه فِي موضعِ المسجدِ([3]) يردُّه أنَّ موضعَ المسجدِ في المدينةِ كانَ فيه قبورٌ للمشركين قبلَ أنْ يُبنى، فلما أرادَ النبيُّ - صلى اللهُ عليه وسلم - بناءَه أَمَرَ بنبشِ تلكَ القبورِ، فكيفَ يصلي النبيُّ - صلى اللهُ عليه وسلم - في مقابر المشركين؟! وَكذلكَ بيت لحم كانَ كنيسةً للنصارى.

يقولُ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيمية - رحمه الله -: (وَأعجبُ مِنْ ذلكَ، أنَّه قَدْ رُوي فيه أنَّه قيلَ لَه فِي المدينةِ: انْزِلْ فَصَلِّ ههنا، قبلَ أن يُبنى مسجدُه، وَإنَّما كانَ المكانُ مقبرةَ المشركين، وَالنبيُّ - صلى اللهُ عليه وسلم - بعدَ الهجرةِ إنما نزلَ هناك لمَّا بركَتْ ناقتُه هناك، فهذا وَنحوُه مِنَ الكذبِ المُخْتَلَقِ باتفاقِ أهلِ المعرفةِ، وبيتُ لحم كنيسةٌ مِنْ كنائس النصارى، ليسَ في إتيانِها فضيلةٌ عِندَ المسملين، سواء كانَ مولدَ عيسى أوْ لَمْ يَكُنْ)([4]).

ثالثًا: جاءَ فِي بعضِ الروايات، أنَّ النبيَّ - صلى اللهُ عليه وسلم - لَمْ ينزلْ مِنَ البراق حتَّى أتَى بيتَ المقدسِ فصلَّى فيه، قالَ الشيخُ حمود التويجري - رحمه الله -: (وَفِي قولِه - صلى اللهُ عليه وسلم -: ((فَلَمْ نُزَايلْ ظَهْرَه أنَا وَجبريلُ حتى انتهينا إلى بَيْتِ المَقْدسِ)) أبلغُ ردٍّ على ما جَاءَ فِي حَدِيثِ أنس وَشداد بن أوس رضي اللهُ عنهم)([5]).

رَابعًا: أنَّ الصحابةَ - رضيَ اللهُ عنهم قَدْ أتوا بيتَ المقدسِ وَصلُّوا فيه، وَلَمْ يُنقلْ عنهم الصلاةُ بالطورِ وَلَا بيتِ لحم، وَلَا غيرها مِنَ البقاعِ التي لَمْ يخصها النبيُّ - صلى اللهُ عليه وسلم - بصلاةٍ، قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تيمية - رحمه اللهُ -: (وَقَدْ قَدِمَ المسلمون إلى الشامِ غيرَ مرَّةٍ مَع عمرَ بنِ الخطابِ، وَاستوطنَ الشامَ خلائقٌ مِنَ الصحابةِ، وَليسَ فيهم مَنْ فَعَلَ شيئًا مِنْ هذَا، وَلَمْ يبنِ المسلمون عليه مسجدًا أصلًا)([6]).



([1]) حول الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، محمد بن علوي المالكي، ص(29).

([2]) زاد المعاد، ابن القيم، (3/34).

([3]) قد جاء في بعض الروايات أنه دخل المدينة من بابها اليماني فصلَّى في المسجد، انظر: فتح الباري، ابن حجر، (7/239).

([4]) اقتضاء الصراط المستقيم، ابن تيمية، ص(2/352).

([5]) الرد القوي، ص(87-88).

([6]) اقتضاء الصراط المستقيم، ابن تيمية، ص(2/352).

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
شبهةُ الاستدلالِ على جوازِ الاحتفالِ بمولدِ النبيِّ - صلى اللهُ عليه وسلم - بصلاتِه حيثُ وُلِدَ عيسى - عليه السلام -.doc doc
شبهةُ الاستدلالِ على جوازِ الاحتفالِ بمولدِ النبيِّ - صلى اللهُ عليه وسلم - بصلاتِه حيثُ وُلِدَ عيسى - عليه السلام -.pdf pdf

ذات صلة

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى