إن الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ إن التوكل على الله خلق من أعظم أخلاق الإيمان وهو خلق رباني، فقد أمر الله به سبحانه وتعالى وحث عليه. قال تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} [آل عمران: 122]، فالخلق: السجية والطبع، والمروءة والدين، والخلق الطبيعة وجمعها أخلاق وحقيقته أنه وصف لصورة الإنسان الباطنة، وهي نفسه، وأوصافها، ومعانيها، ولهما أوصاف حسنة وقبيحة[1].
وفي ضوء ذلك يمكن تحديد مفهوم الأخلاق بأنه: "عبارة عن هيئة للنفس راسخة تصدر عنها الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكر وروية، فإن كانت الهيئة بحيث يصدر عنها الأفعال الجميلة عقلًا وشرعًا بسهولة، سميت الهيئة: خلقًا حسنًا، وإن كان الصادر منها الأفعال القبيحة، سميت الهيئة: خلقًا سيئًا"[2]
فالقرآن يوضح تكاليف الإيمان ويدعونا للقيام بتكاليفه والتزام الطاعة في كل خطوة من الخطوات، وفي كل أمر، وفي كل اتجاه حتى تكون هناك نتيجة عظيمة تستقر في قلوب الجماعة المسلمة من خلال تلك التوجيهات القرآنية، وقد كانت لنا عبر ودروس مستفادة من قصص الأنبياء، وما كانوا يتحلون به من أخلاق عظيمة بها اختيروا ليكونوا قدوة لجماعتهم، وأقوامهم، وأممهم، فكان رسولنا صلى الله عليه وسلممن أعظم الناس خلقًا، كان قرآنًا يمشي على الأرض.
فالقرآن يوضح تكاليف الإيمان ويدعونا للقيام بتكاليفه والتزام الطاعة في كل خطوة من الخطوات، وفي كل أمر، وفي كل اتجاه حتى تكون هناك نتيجة عظيمة تستقر في قلوب الجماعة المسلمة من خلال تلك التوجيهات القرآنية، وقد كانت لنا عبر ودروس مستفادة من قصص الأنبياء، وما كانوا يتحلون به من أخلاق عظيمة بها اختيروا ليكونوا قدوة لجماعتهم، وأقوامهم، وأممهم، فكان رسولنا صلى الله عليه وسلممن أعظم الناس خلقًا، كان قرآنًا يمشي على الأرض.
قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21]، "عن عائشة أم المؤمنين –رضي الله عنها – أن سعد بن هشام سألها فقال: يا أم المؤمنين: أنبئيني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: أليس تقرأ القرآن؟ قال: بلى، قالت: "فإن خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن"[3]، فمنه صلى الله عليه وسلم نأخذ ونتعلم وندرس.
ومن أخلاق المؤمنين الاتباع والاقتداء بالأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين في سلوكهم، وعاداتهم فعلم أن التوكل عمل قلبي متعلق ومرتبط بالجوارح، فاستقامة هذه الجوارح مرهون بسلامة القلب واستقامته؛ وعلى هذا فإن هناك تلازمًا عميقًا بين أعمال القلوب؛ وأعمال الجوارح؛ فالجوارح ترجمان لما في قلب العبد المؤمن.
"فما من عمل أو خلاق إلا وارتباط بالإيمان لأنه الأصل، ثم يذكر العمل الصالح، فإنه أيضًا من تمام الدين فلابد منه، فلا يظن الظان اكتفاءه بمجرد إيمان ليس معه العمل الصالح"[4].
والجانب الأخلاقي من قضية التوكل أمر بالغ الأهميةن وقد أخذ حقه من العناية: في القرآن لكريم، ومن ها تكمن عظمة الإسلام وشريعته في تكامل كل التعاليم والأخلاق الإنسانية الشاملة التي تسمو بالمؤمن إلى آفاق العلا، وقد تجسدت هذه الأخلاق في شخص رسولنا الكريم الحبيب صلى الله عليه وسلم، ومن سبقه من الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجميعن، وعموم القول أن القرآن الكريم يأمر بكل خلق فاضل، وينهي عن كل خلق ذميم، وخلق التوكل الذي نحن بصدد الكلام عنه هو خلق إسلامي أمر الله به رسله الكرام، وأمر به المؤمنين عامة، وجعله من الأوصاف الأساسية اللمؤمنين الصادقين، فهو الركن والحصن الذي يلوذ به المؤمن في مواجهة الصعاب وتذليلها.
والجانب الأخلاقي من قضية التوكل أمر بالغ الأهميةن وقد أخذ حقه من العناية: في القرآن لكريم، ومن ها تكمن عظمة الإسلام وشريعته في تكامل كل التعاليم والأخلاق الإنسانية الشاملة التي تسمو بالمؤمن إلى آفاق العلا، وقد تجسدت هذه الأخلاق في شخص رسولنا الكريم الحبيب صلى الله عليه وسلم، ومن سبقه من الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجميعن، وعموم القول أن القرآن الكريم يأمر بكل خلق فاضل، وينهي عن كل خلق ذميم، وخلق التوكل الذي نحن بصدد الكلام عنه هو خلق إسلامي أمر الله به رسله الكرام، وأمر به المؤمنين عامة، وجعله من الأوصاف الأساسية اللمؤمنين الصادقين، فهو الركن والحصن الذي يلوذ به المؤمن في مواجهة الصعاب وتذليلها.
فالتوكل هو سجية العبد المؤمن وسلوك ينغرس في قلبه ويتعمق بقدر إيمانه فهو عقيدة عظيمة، والتوكل على الله من الأخلاق العقيدة التعبدية؛ التي تربط العبد المؤمن بربه فهو يتصف بذلك الخلق لأنه تعالى قد أمر بالتوكل: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا} [الفرقان: 58]، وحث عليه رسولنا صلى الله عليه وسلم في ما رواه (عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا")[5]، فلزم علينا الطاعة، والحرص، والاستمرار على العلم وتعظيم هذا الخلق العقدي التعبدي، والتسليم، والرضا بالقدر، ونوطن أنفسنا عليه قدر المستطاع حتى نظفر بما وعدنا به الله عز وجل من ثواب وجزاء.
الهوامش:
[1] انظر: للفيروز آبادي، القاموس المحيط، (بيروت: مؤسسة الرسالة، طبعة 1413هـ)، ص 1137؛ انظر لابن منظور، لسان العرب، كلمة الخلق فيه.
[2] الجرجاني على بن محمد بن علي، التعريفات، حققه إبراهيم الابياري، (بيروت: دار الكتاب العربي، طبعة الرابعة 1418هـ) ص 136، مادة رقم 667.
[3] أبو داوود (4800) واللفظ له، قال النووي (233) حديث صحيح بإسناد صحيح، وقال محقق رياض الصالحين (233)، سنده قوي وله شاهد من حديث معاذ بن جبل عند الطبراني في الصغير (166)
[4]شيخ الإسلام ابن تيميه، الإيمان، تحقيق محمد الزبيدي، (بيروت، دار الكتاب العربي طبعة الأولى، 1414هـ) ص 186.
[5] أخرجه الإمام أحمد في مسنده (1/332)، والترمذي في سننه (ص 529)، في كتاب الزهد، باب في التوكل على الله، وقال الترمذي حديث حسن صحيح لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وابن ماجه في سننه (ص 692)، في كتاب الزهد، باب لتوكل واليقين، والحاكم في المستدرك (5/237)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وسكت عنه الذهبي في التلخيص، وصححه الألباني في االصحيحة (310)..
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.