الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ فيما يلي عرض موجز لتفاصيل كل مستوى من مستويات العلاج البراني:
المستوى الأول: العلاج البراني الابتدائي: يتم من خلاله تطبيق الأسلوبين الأساسيين للعلاج بالطاقة في مختلف المدارس وهما:
-تنظيف الهالة أو الجسم الطاقي بدعوى إزالة الطاقة المريضة، ويكون مع نية إزالة المرض، وله عدة أشكال، تنتهي بنفض اليدين، ويطبق عدة مرات قد تصل إلى المائة وذلك يختلف بحسب نوع المرض، وشدته.
-بعد التنظيف، يتم شحن العضو مركز الطاقة المصاب، وهذا يتم بعد إجراء المعالج لعدد من التمارين لأجل رفع-حساسية اليدين- ليتمكن بذلك من تحديد موقع الخلل، وتوجيه طاقة العلاج ويصاحب ذلك نية المعالج بأن تتوجه الطاقة إلى الجزء المراد علاجه في هذه المرحلة هناك عدد من الوضعيات يمكن للمعالج استخدامها، تكون فيها إحدى اليدين في وضع استقبال الطاقة المزعومة، والأخرى في وضع إرسال الطاقة للمريض، ومن مسميات تلك الوضعيات "وضعية بوذا/ وضعية الاتصال بالسماء".
نلاحظ هنا أن المشاهد لا يرى سوى حركة اليدين فقط" فهذه الطاقة التي تنظف ويشحن بها ليس لها أي خواص يمكن تمييزها حسيا.
بعد التنظيف والشحن يعمل المعالج على تثبيت الطاقة ويكون بإحدى طريقتين: إما بالأمر الذهني، وذلك بتوجيه الطاقة بأن تثب وتبقى أو يلون المعالج بخياله المنطقة المعالجة باللون الأزرق الفاتح، وإن لم يكن ذا خيال جيد أن يردد أزرق فاتح.
المستوى الثاني: العلاج البراني المتوسط: يتميز هذا المستوى عن المستوى السابق، في كون المعالج يزعم تلقي البرانا أو الطاقة التي يشحن بها المريض من خلال ما يسمى التنفس البراني-أو التنفس الطاقي لا من خلال اليدين كما في المستوى السابق، وهناك ثلاثة أنماط من التنفس يمارس المعالج أحدها بدقة كي يتمكن من امتصاص الطاقة من الخارج ليصبح المعالج بعد ذلك أكثر قوة وتزيد كثافة هالته-الجسم الأثيري-إلى الضعف-بحسب زعمهم-.
ومن خلال التنفس البراني يعتقد بإمكانية سحب الطاقة والتي تستخدم كعلاج من ثلاثة مصادر:
-برانا الأرض :" نمط التنفس+ امتصاص الطاقة من الأرض عبر القدمين".
-برانا الأشجار:" نمط التنفس+ امتصاص الطاقة من اليدين عبر الأشجار".
-برانا الهواء:" نمط التنفس+ امتصاص الطاقة عبر التنفس من الهواء".
وهذا كله عبر التخيل، وهو شبيه باعتقاد البركة بالأشجار والأحجار مع اخلاف المسميات، والذي كان سائدا عند كثير من الشعوب، بل ويصرح مؤسس العلاج البراني (تشو كوك) بأن طلب المساعدة من الشجر سيحقق نتائج أفضل من مجرد الجلوس عندها[1]، وسواء سمي تبركا أو طاقة، أو خرج اسم آخر فإن هذا لا يغير من المعنى والمفهوم الأساس، والذي يقوم على الاعتقاد بانتقال منفعة خفية إلى الإنسان، وما قد يتبع ذلك من توسل أو تعليق أو تعظيم.
المستوى الثالث: العلاج البراني عن بعد: حيث يكون كل من المعالج والمريض في منطقة أو مدينة مختلفة عن الأخرى، وبإمكان المعالج-بزعمهم- إرسال الطاقة-البرانا- إلى المريض عن طريق- ما يسمى-"الجسم الأثيري أو الطاقي" للمريض والمعالج غذ بإمكانهما أن يتصلا ويتواصلا، وتقوم فكرته على تخيل صورة المريض ثم فحصه، وتوجيه طاقة العلاج وتطبيق كافة الخطوات المعتادة في العلاج المباشر.
المستوى الرابع: العلاج البراني المتقدم[2]: ويمكن تسميته العلاج بالألوان، ويعتمد العلاج بالبرانا الملونة على تعليمات تلقاها المعلم "تشو كوك سوي" مؤسس العلاج البراني من معلمه "مي لينغ" الذي لم يتلق به نظرا للفراق الزمني بينهما، وتقوم فكرته على استخدام "البرانا الملونة" بدلا عن البيضاء، إذ أن الأصل أن البرانا أو الطاقة التي يزعم المعالج تلقيها من المحيط الخارجي "الأرض، الشمس، الهواء" بيضاء اللون، لتتحول عند امتصاص الجسم لها إلى ألوان الطيف الست "الأحمر، البرتقالي، الأصفر، الأخضر، الأزرق، البنفسجي" ويمكن للمعالج بعد اجتياز مرحلة مقدمة من التدريب استخدام البرانا الملونة حيث يزعمون أنها أكثر قوة ونفعا، ويتم ذلك بعدة طرق منها تخيل المعالج نورا ملونا يخرج من يده ليتجه إلى الجزء المراد معالجته من المريض.
ويعتقد بأن للون "البنفسجي" خصاص تميزه عن بقية الألوان، حيث يعتبرونه ذا وعي ذاتي ويعلم ما يجب عليه القيام به، وذلك لكونه مبرمجا من قبل الروح العليا التي يزعمون أنه مشتق منها، لذلك يطلقون على اللون البنفسجي-لون الطاقة الإلهية- التي يدعون أنها تعتبر عن طريق شاكرا التاج، وترتبط قدرة المعالج على استخدام هذا النوع من العلاج على ما يسمى "متانة حبل المعالج الروحي" ومما يسهم في متانته ممارسة "التأمل على القلبين التوأمين" والذي سبق الحديث عنه.
المستوى الخامس: العلاج النفسي البراني[3]: إذ يختص هذا المستوى بمحاولة تفسير وعلاج الأمراض النفسية ويمكن توضيح هذا المستوى من خلال جانبين:
الجانب الأول: محاولة تفسير الأمراض النفسية، إذ يعتقد المنظرون للعلاج النفسي البراني أن منشأ الأمراض النفسية ناتج عن تأثير الأفكار السلبية، والتي تحترق بزعمهم ما يسمى "الشاكرات" مما يؤدي إلى تشقق الغشاء المحيط بها وبالتالي يكون الإنسان عرضة للأمراض النفسية، وإلى الاستماع ورؤية بعض الأمور البشعة، وتأثير الأفكار والأخبار السيئة على نفسية الإنسان واضح ومحسوس، إلا أن ما ربط به من تفسيرات لا يمكن التحقق منها ولا الشعور بها، ولا تعدو كونها تفسيرات مبنية على معتقدات وافتراضات مسبقة، وهذا يجعلها محل نقض شرعي وعقلي.
والفرق في مثل هذه الحالة بين "المريض" ومن يسمى "المستبصر" الذي يدعي إمكانية رؤية الملائكة والجن-حسب زعمهم- دون أن يكون مختلا نفسيا، هو أن "المستبصر" يمكنه التحكم بغشائه الطاقي فيفتحه ويغلقه متى أراد ليمكنه ذلك من النظر لما يشاء من الكائنات غر المرئية، بينما الرميض لا يمكنه التحكم بغشائه الطاقي فهو ممزق فيكون عرضة للأذى والاختراق من العناصر السلبية، وكل هذا من المزاعم الباطلة، المبنية على دعوى القدرة على الاتصال بالأرواح الغائبة، وهو من أحوال السحرة والكهان.
الجانب الثاني: وهو المعالجة البرانية للأمراض النفسية، ويتخلص في تحطيم وإزالة العناصر السلبية، ومن ترميم الشقوق أو الثقوب في الأغشية الأثيرية غير المرئية، وهذا المعالجة تتم في خيال المعالج فقط فهو يزيل الطاقة السلبية، ثم يرمم الثقوب غير المرئية، وهل هذا إلا خيال العاجزين.
المستوى السادس: العلاج البراني بالكريستال: هذا النوع من العلاج البراني قائم على فكرة أن للكريستال نسبة من الوعي تمكنه من امتصاص الطاقة واختزانها وتسليطها، لكن ليس للكريستال إرادة مستقلة، فو يتبع الأوامر فقط، ويستجيب لكل ما يطلب منه-حسب زعمهم- فإذا خاطبت الكريستال قائلا:" امتص الطاقة البرانية، فسيفعل" وإذا قلت" يا كريستال: انقل أو سلط الطاقة البرانية، فسيفعل" وللكريستال المستخدم عدة أشكال، منها :" كروي، رأس مدبب ، رأسين مدببين" كما أن له أنواعا وألوانا متعددة.
وكما أن الكريستال يستخدم في العلا، فهو يستخدم أيضا لفرع قوة المعالج وقدراته العلاجية، ويكون ذلك بحمل المعالج لكريستالة سبق تنظيفها في يده المخصصة لاستقبال طاقة البرانا على أن يكون رأس الكريستال المدبب موجها نحو المعالج لتجه البرانا إليه عبر الرأس المدبب، وفي هذه الأثناء يقوم المعالج برفع لسانه إلى سقف الحلق مع ثنيه، وتحريك اليد الأخرى، من أجل ما يسمى الكنس والشحن، وهذا التدريب يسهم في زيادة قوة المعالج وبالتالي تقليل مدة علاج المرضى.
ويمكن استخدام الكريستال على شكل خاتم ويلبس في البنصر فقط، لبسه في الأصابع الأخرى قد يشكل خطورة إذ قد يسهم في نقل طاقة البرانا بشكل مفرط لأعضاء الجسم، كما أن ارتداء خاتمين بدلا عن واحد يسهم في زيادة القوة البرانية على أن يكون كريستال الخاتم في اليد المستقبلة للطاقة أكبر كي تكون البرانا الممتصة أكبر من المعطاة.
ويفضل للمعالجين ارتداء كريستال "الترمالين الأخضر" يوميا في اليد المستقبلة، فهذا يزيد من الطاقة المستقبلة بزعمهم ويقلل من كمية التلوث بالطاقة المريضة، ويوصي مؤسس العلاج البراني بترديد عدد من الابتهالات قبل وبعد تقديم العلاج الكريستالي من أجل تسريع عملية الشفاء، نذكر منها على سبيل المثال:" إلى ملائكة الشفاء، وسطاء الشفاء، المعملين الروحيين، الزعماء الروحيين، كائنات النور، والعظماء، شكرا على الإرشاد الإلهي، على المحبة والرحمة الإلهيتين، على معالجة هذا المريض..." أربع مرات.
إن مما يصير الشفقة والاستنكار في نفس الوقت أن رواد هذا النوع من العلاج كثيرا ما يعزون عدم تحسن الحالة الصحية للمريض إلى ما يسمونه "الكارما السلبية"[4] للمريض فيعتقد أن ما اصابه هو نتيجة لعمل سيء سابق للمريض استحق الجزاء نتيجة له وبالتالي لا يمكن شفاؤه أو بعبارة أخرى:" هو يستحق ما يحصل له"[5].
ومن المؤسف أن تجد من أبناء المسلمين من يؤيد ويقر مثل هذا الكلام، بل ويزعم بعضهم أن هذا ما دلت عليه الشريعة الإسلامية، وسنناقش هذا المفهوم والموقف الشرعي منه في المحرر القادم بإذن الله.
الهوامش:
[1] معجزات الشفاء البراني، تشو كوك (28).
[2] المعالجة المتقدمة بطاقة الحياة، تشو كوك (26).
[3] العلاج النفسي البراني، تشو كوك (43).
[4] يطلق مصطلح "الكارما" في الثقافات الفلسفات الشرقية، ويعني:" أن الإنسان يجاري على كل الأفكار والأعمال التي قوم بها، وقد يكون الجزاء ثوابا أو عقابا" ومفهوم الكارما يعد أحد مفردات الفلسفتين الهندوسية والبوذية، ومبدأ الكارما مرتبط بمبدأ التناسخ إذ أن الحياة الأخرى التي سيحيها بها الإنسان-بناء على مفهوم التناسخ- وما تحمله من سعادة أو تعاسة هو مبني على عمله في الحياة السابقة، أنظر: الفلسفات الهندية قطاعاتها الهندوكية والإسلامية والإصلاحية (132).
[5] معجزات الشفاء البراني (245).
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.