الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد، فمن أدلة وجود الله تعالى:
- إن الإقرار بوجود الله تعالى أمر فطري، وأغلب الناس يقرون بذلك، فكل مخلوق ولد على الفطرة فإنه يقر بوجود الله تعالى من غير سبق تفكير أو تعليم.
قال صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه، أو يمجسانه"[1].
- ما نسمع ونشاهد من إجابة المضطرين، وكشف السوء عن المكروبين ما يدل دلالة قاطعة على وجوده تبارك وتعالى، فإن بني آدم يشعرون بحاجتهم وفقرهم، فإذا ألم بالإنسان الضر فزع إلى خالقه واستغاث به، فرجوع الإنسان إلى ربه عند الشدائد دليل على أنه يقر بالفطرة بربه سبحانه.
- آيات الأنبياء التي تسمى المعجزات، يشاهدها الناس أو يسمعون بها، برهان قاطع على وجود مرسلهم وهو الله تعالى، لأنها أمور خارجة عن مقدور البشر، فيجريها الله تعالى تأييدًا لرسله ونصرًا لهم.
مثال ذلك أن قريشًا طلبت من نبينا محمد صلى الله عليه وسلم آية، فأشار إلى القمر فانفلق فرقتين، فرآه الناس وفي ذلك يقول الله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} [القمر: 1]
- دليل عقلي: إن دلالة العقل على وجود الله تعالى ظاهرة، فإن هذه المخلوقات لابد لها من خالق أوجدها، فلا يمكن أن تخلق نفسها؛ لأن المخلوق لا يكون خالقًا، فالشيء لا يخلق نفسه، كما أنه قبل وجوده معدوم، فكيف يكون خالقًا؟
كما لا يمكن أن يوجدها العدم، فإن فاقد الشيء لا يعطيه.
وقد ذكر الله تعالى هذا الدليل العقلي الباهر بقوله سبحانه: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} [الطور: 35]
ومعنى الآية أخلقوا من غير خالق خلقهم، فهذا ممتنع قطعًا، أم هم خلقوا أنفسهم، فهذا أشد امتناعًا، فعلم أن لها خالقًا وهو الله تعالى وحده.
الهوامش:
[1] رواه البخاري، كتاب الجنائز، باب إذا أسلم الصبي فمات، هل يصلى عليه، وهل يعرض على الصبي الإسلام رقم الحديث: (1358)، ورواه مسلم، كتاب القدر، باب معنى كل مولود يولد على الفطرة وحكم موت أطفال الكفار وأطفال المسلمين، رقم الحديث: (2658).
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.