معنى توحيد الربوبية

معنى توحيد الربوبية



بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم أما بعد؛ فالربوبية مأخوذة من الرب، والرب يطلق في اللغة على المالك والسيد المدبر والمربى والقيم والمنعم ولا يطلق غير مضاف إلا على الله تعالى وإذا أطلق على غيره أضيف فيقال: رب كذا.

وتوحيد الربوبية: هو التصديق الجازم بوجود الله تعالى، وأنه سبحانه هو المتفرد بالملك والخلق والرزق والتدبير، وأنه المحيي المميت، النافع الضار، المتفرد بإجابة الدعاء وإغاثة الملهوفين.

فلا خالق ولا رازق إلا الله وحده، ولا معطي ولا مانع إلا هو سبحانه، ولا مدبر لأمر العالم غيره.

فما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، لا تتحرك ذرة إلا بتقديره، ولا يجري حادث إلا بمشيئته.

قال تعالى: {اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ }[الرعد: 16]، وقال سبحانه: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا }[هود: 6]، وقال تبارك وتعالى: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}[لقمان: 13].

بطلان الشرك في الربوبية:

الإقرار بتوحيد الربوبية مستقر في قلوب الناس، فقد جبلوا على هذا الإقرار، وهو أمر ضروري قطعي لازم لكل إنسان، لذا كان كفار قريش مقرين بتوحيد الربوبية كما قال تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ}[يونس: 31].

لكن قد تنحرف بعض النفوس فتشرك في توحيد الربوبية كما ادعى فرعون الربوبية كما في قوله تعالى في سورة النازعات وغيرها، قال تعالى: {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى}[النازعات: 24].

وقد بين القرآن الكريم بطلان هذا الشرك في مثل قوله تعالى: { مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ }[المؤمنون: 91].

ومعنى الآية: أن الإله الحق لابد أن يكون خالقًا فاعلًا، يوصل إلى عباده النفع ويدفع عنهم الضر، فلو كان معه سبحانه إله آخر يشركه في ملكه فلابد من أحد ثلاثة أمور:

-    إما أن يذهب كل إله بخلقه وسلطانه، وهذا ممتنع.

-    وإما أن يعلو بعضهم على بعض، وهذا ممتنع أيضًا.

-   وإما أن يكونوا تحت قهر ملك واحد يتصرف فيهم كيف شاء، وهم العبيد المربوبون، وهذا هو الحق المتعين.

وانتظام أمر العالم كله، وإحكام أمره، أدل دليل على أن مدبره واحد، ومالكه واحد، وربه واحد، لا إله للخلق غيره، ولا رب لهم سواه.

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
معنى توحيد الربوبية.doc doc
معنى توحيد الربوبية.pdf pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى