ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم رحلة الإسراء والمعراج

ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم رحلة الإسراء والمعراج





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ فمن خصائصه صلى الله عليه وسلم رحلة الإسراء والمعراج،
وخص صلى الله عليه وسلم برحلة الإسراء والمعراج، وأسري به إلى بيت المقدس، ثم عرج به إلى السماوات، ووطئ مكانا لم يطأه نبي مرسل، وأحيا الله له الأنبياء، وصلى بهم إماما بالمسجد الأقصى، وأطلعه الله على الجنة والنار، ورأى من آيات ربه الكبرى، وحفظه حتى ما زاغ الصبر وما طغى[1].
قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1].
وقال تعالى: { فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (10) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى (11) أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (13) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى (14) عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى (16) مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى (17) لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى } [النجم: 10 - 18].
قال أحمد شوقي رحمه الله:
أسرى بك الله ليلا إذ ملائكة                  والرسل في المسجد الأقصى على قدم
لما خطرت به التفوا بسيدهم           كالشهب بالبدر أو كالجند بالعلم
صلى وراءك منهم كل ذي خطر               ومن يفز بحبيب الله يأتمم
جبت السماوات أو ما فوقهن بهم             على منورة درية اللجم
ركوبة الك من عز ومن شرف                  لا في الجياد ولا في الأنيق الرسم
مشيئة الخالق الباري وصنعته                   وقدرة الله فوق الشك والتهم
حتى بلغت سماء لا يطار لها          على جناح ولا يسعى على قدم
وقيل كل نبي عند رتبته                         ويا محمد هذا العرش فاستلم
ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم صلاته إماما بالأنبياء في بيت المقدس في رحلة الإسراء:
روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء، فإذا موسى قائم يصلي فإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى ابن مريم عليه السلام قائم يصلي، أقرب الناس به شبها عروة بن مسعود الثقفي، وإذا إبراهيم عليه السلام قائم يصلي، أشبه الناس به صاحبكم-يعني نفسه صلى الله عليه وسلم- فحانت الصلاة فأممتهم"[2].
وفي رواية الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: فلما دخل النبي صلى الله عليه وسلم المسجد الأقصى قام يصلي، ثم التفت فإذا النبيون أجمعون يصلون معه[3].
 
الهوامش:

[1] انظر: تفاصيل رحلة الإسراء والمعراج في كتابنا: الؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأون (1/457-519).

[2] أخرجه مسلم في صحيحه كتاب الإيمان-باب ذكر المسيح ابن مريم والمسيح الدجال، (172).

[3] أخرجه الإمام أحمد في مسنده، رقم(2324)، وأورده الحافظ ابن كثير في تفسيره(5/28)، وصحح إسناده.

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم رحلة الإسراء والمعراج.doc doc
ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم رحلة الإسراء والمعراج.pdf pdf

ذات صلة

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى