من خصائصه صلى الله عليه وسلم أخذ الميثاق على النبيين أن يؤمنوا به وينصروه

من خصائصه صلى الله عليه وسلم أخذ الميثاق على النبيين أن يؤمنوا به وينصروه





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ فمن خصائصه صلى الله عليه وسلم أخذ الميثاق على النبيين أن يؤمنوا به وينصروه،
قال الله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} [آل عمران: 81].
قال الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية: فالرسول صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه، دائما إلى يوم الدين، وهو الإمام الأعظم الذي لو وجد في أي عصر لكان الطاعة المقدم على الأنبياء كلهم، ولهذا كان إمامهم ليلة الإسراء لما اجتمعوا في بيت المقدس[1]، وكذلك هو الشفيع يوم الحشر في إتيان الرب لفصل القضاء، وهو المقام المحمود الذي لا يليق إلا له[2]، والذي يحيد عنه أولو العزم من الأنبياء والمرسلين، حتى تنتهي النوبة إليه، فيكون هو المخصوص به[3].
وروى الإمام أحمد في مسنده والبغوي في شرح السنة بسند جيد بالشواهد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب، فقرأه على النبي صلى الله عليه وسلم فغضب، وقال:" أمتهوكون[4] فيها يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده، لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به، أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده، لو أن موسى كان حيا، ما وسعه إلا أن يتبعني"[5].
 
الهوامش:

[1] أخرج ذلك: الإمام مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب ذكر المسيح ابن مريم، رقم(172).

[2] أخرج ذلك: البخاري في صحيحه كتاب التفسير باب { ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا } [الإسراء: 3]، رقم (4712)، ومسلم في صحيحه كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها، رقم (193)(194).

[3] انظر: تفسير ابن كثير (2/68).

[4] قال البغوي في شرح السنة (1/271)، أمتهوكون: أي متحيرون أنتم في الإسلام، لا تعرفون دينكم حتى تأخذوه من اليهود والنصارى.

[5] أخرجه الإمام أحمد في مسنده، رقم (15156)، والبغوي في شرح السنة، رقم (126).

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
من خصائصه صلى الله عليه وسلم أخذ الميثاق على النبيين أن يؤمنوا به وينصروه.doc doc
من خصائصه صلى الله عليه وسلم أخذ الميثاق على النبيين أن يؤمنوا به وينصروه.pdf pdf

ذات صلة

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى