من خصائصه صلى الله عليه وسلم شق صدره، وجعل خاتمه بين كتفيه بإزاء قلبه

من خصائصه صلى الله عليه وسلم شق صدره، وجعل خاتمه بين كتفيه بإزاء قلبه





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛
فمن خصائصه صلى الله عليه وسلم شق صدره، وجعل خاتمه بين كتفيه بإزاء قلبه، روى الإمام مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسل في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه[1]، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه -يعني ظئره-[2]، فقالوا: إن محمد قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون"[3].
قال أنس رضي الله عنه: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره[4].
قال الحافظ في الفتح: والحكمة من شق صدره صلى الله عليه وسلم وهو صغير: نزع العلقة السوداء التي من حظ الشيطان من كل بشر، ثم إخرجها بعد خلقها كرامة ربانية، فهو أدل على مزيد من الرفعة والكرامة، وبنزعها منه نشأ صلى الله عليه وسلم على أكمل الأحوال من العصمة من الشيطان[5].
ووقع شق صدره الشريف صلى الله عليه وسلم عند الإسراء والمعراج، فقد روى الشيخان في صحيحيهما عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" فرج سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبريل عليه السلام، ففرج صدري، ثم غسله من ماء زمزم، ثم جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيمان، فأغرقها في صدري، ثم أطبقه، ثم أخذ بيدي، فعرج بي إلى السماء..." وذكر حديث الإسراء والمعراج[6].
قال الحافظ في الفتح: ثم وقع شق الصدر عند إرادة العروج به صلى الله عليه وسلم إلى السماء ليتأهب للمناجاة، وميع ما ورد من شق الصدر، واستخراج القلب، وغير ذلك من الأمور الخارقة للعادة مما يجب التسليم له دون التعرض لصرفه عن حقيقته لصلاحية القدرة، فلا يستحيل شيء من ذلك[7].
قال الحافظ في الفتح: ولعل أحاديث شق الصدر تشي إلى هذه الحصانات التي أضافها الله على الرسول صلى الله عليه وسلم، فجعلته من طفولته بنجوة قصية عن مزالق الطبع الإنساني، ومفاتن الحياة الأرضية[8].
 
الهوامش:

[1] قال الإمام النووي في شرح مسلم (1/187): لأمه: أي جمعه وضم بعضه على بعض.

[2] الظئر: المرضعة غير ولدها، انظر: النهاية (3/140).

[3] قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم(1/187): منتقع اللون: أي متغير اللون.

[4] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السموات، رقم (162)،(261).

[5] انظر: فتح الباري(7/604).

[6] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الصلاة، باب كيف فرضت الصلوات في الإسراء، رقم (349)، ومسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب الإسراء برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السموات، رقم الحديث (163).

[7] انظر: فتح الباري(7/604-605).

[8] انظر: فقه السيرة (63).

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
من خصائصه صلى الله عليه وسلم شق صدره، وجعل خاتمه بين كتفيه بإزاء قلبه.doc doc
من خصائصه صلى الله عليه وسلم شق صدره، وجعل خاتمه بين كتفيه بإزاء قلبه.pdf pdf

ذات صلة

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى