فضل آل البيت ومكانتهم رضي الله عنهم

فضل آل البيت ومكانتهم رضي الله عنهم





الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، ثم أما بعد؛ فآل البيت، هم آل النبي صلى الله عليه وسلم الذين حرمت عليهم الصدقة.

وهم: آل على بن أبي طالب، وآل جعفر بن أبي طالب، وآل عقيل بن أبي طالب، وآل العباس بن عبد المطلب،ـ وبنو الحارث بن عبد المطلب، وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وبناته، وقد دل على فضلهم قوله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33]

وقوله عليه الصلاة والسلام في الوصية بهم: "وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي"[1].

قال ابن تيمية: (ولا ريب أن لآل محمد صلى الله عليه وسلم حقًا على الأمة لا يشركهم فيها غيرهم، ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة ما لا يستحقه سائر بطون قريش، كما أن قريشًا يستحقون من المحبة والموالاة ما لا يستحقه غير قريش من القبائل)[2].

فنحن نحبهم لأمرين:

-  للإيمان.

-  وللقرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

الواجب نحو أهل بيته صلى الله عليه وسلم:

انقسم الناس في آل البيت إلى ثلاثة أقسام:

- قسم مفرطون في حبهم، وهم الجفاة في حقهم، البغاة عليهم، وهؤلاء ضيعوا وصية النبي صلى الله عليه وسلم في أهل بيته.

- قسم أفرطوا في حبهم، وغلوا فيهم وتعدوا الحد الشرعي في حقهم، وهؤلاء وقعوا في الغلو المنهي عنه.

- قسم وسط بين المفرطين والمفرطين، فأقاموا لهم حقهم من المحبة وجعلوها من محبة النبي صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء هم أهل الحق والصواب، قال على بن ابي طالب: "يهلك في رجلان: مفرط في حبي، ومفرط في بغضي"[3].

ومن حقوق آل البيت صلى الله عليه وسلم:

- محبتهم، وهو من أعظم حقوقهم.

- أن الله تعالى جعل لهم حقًا في الخمس والفيء.

- الصلاة عليهم تبعًا للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، كما في الصلاة الإبراهيمية.

وقد تواتر النقل عن أئمة السلف وأهل العلم جيلًا بعد جيل بوجوب محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإكرامهم والعناية بهم، وحفظ وصية النبي صلى الله عليه وسلم فيهم.

المحبة بين الصحابة وآل البيت:

قال الصديق رضي الله عنه: (والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي)[4].

وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب للعباس رضي الله عنهما: (والله؛ لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب – يعين والده – لو أسلم، لأن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب)[5].

وأورد الحافظ ابن كثير في كتابه البداية والنهاية: أن الحسن بن علي دخل على معاوية ابن أبي سفيان في مجلسه، فقال له معاوية: مرحبًا وأهلا بابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر له بثلاثمائة ألف.

وكان أهل البيت يحبو الصحابة ويمدحونهم حتى إن عليًا رضي الله عنه زوج ابنته أم كلثوم من أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، وقال علي رضي عنه يمدح الصحابة رضي الله عنهم: لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، لقد كانوا يصبحون شعثًا غبرًا، وقد باتوا سجدًا وقيامًا، يراوحون بين جباههم وخدودهم، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم! كأن بين أعينهم ركب المعزي من طول سجودهم! إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف، خوفًا من العقاب، ورجاء للثواب.

وكان علي رضي الله عنه من المخلصين الأوفياء لعثمان، مناصحًا مستشارًا، وقاضيًا كما كان في خلافة الصديق والقاروق.

ولم يكن جعفر بن محمد يتولى أبا بكر وعمر فحسب، بل كان يأمر أتباعه بولايتهما أيضًا.

دخلت عليه امرأة فسألته عن أبي بكر وعمر فقال لها: توليهما؛ قالت فأقول لربي إذا لقيته إنك أمرتني بولايتهما؟ قال: نعم.

وكان من حب أهل البيت للصديق والتودد فيما بينهم أنهم سموا أبناءهم باسم أبي بكر رضي الله عنه، فأولهم علي بن أبي طالب حيث سمى أحد أبنائه باسم بأبي بكر، وسمى الحسن بن علي أحد أبنائه بهذا الاسم، والحسين بن علي أيضًا سمى أحد أبنائه باسم الصديق، وكان زين العابدين بن الحسن يكنى بأبي بكر.

وموسى الكاظم سمى أحد بناته باسم بنت الصديق، الصديقة عائشة، كما أن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب سمى إحدى بناته عائشة.

وسمى علي رضي الله عنه، ابنه من أم حبيب بنت ربيعة البكرية باسم الفاروق عمر.

والحسن رضي الله عنه سمى أحد أبنائه عمر أيضًا، والحسين رضي الله عنه أيضًا سمى أحد أبنائه باسم عمر، كما أن علي بن الحسين (زين العابدين) سمى أحد أبنائه: عمر، وكذلك موسى بن جعفر الملقب (الكاظم) سمى أحد أبنائه: عمر.

وكان من حب أهل البيت لعثمان أنهم زوجوا بناتهم من أبنائه، وسموا أبنائهم باسمه كما ذكر عدد من المؤرخين أن واحدًا من أبناء علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان اسمه عثمان.

الهوامش:


[1] رواه مسلم، كتاب فضائل الصحابة رضي الله عنهم، باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، رقم الحديث: (2408).

[2] منهاج السنة النبوية، ص4/599.

[3] أخرجه ابن أبي عاصم في السنة.

[4] رواه البخاري، كتاب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، رقم الحديث: (3712).

[5] رواه ابن سعد في الطبقات.

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
فضل آل البيت ومكانتهم رضي الله عنهم.doc doc
فضل آل البيت ومكانتهم رضي الله عنهم.pdf pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى