قواعد في العبادة

قواعد في العبادة





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم أما بعد؛ فهناك قواعد في العبادة، وهي:
- كمال المخلوق وعلو منزلته في تحقيق عبوديته لله تعالى:
فكلما ازداد العبد تحقيقًا للعبودية ازداد كماله وعلت درجته، فالعبد كلما كان أذل لله تعالى وأعظم افتقارًا إليه وخضوعًا له كان أقرب وأعز له وأعظم لشأنه، فأسعد الخلق أعظمهم عبودية لله تعالى، كما هو حال الرسل عليهم السلام وأتباعهم.
وصف الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بالعبودية في مواطن عدة من القرآن الكريم منها:
أول سورة الإسراء: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1]
أول سورة الكهف: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا} [الكهف: 1]
أول سورة الفرقان: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا } [الفرقان: 1]
-  العبادة تجمع أمرين: (كمال الحب) و(كمال الذل):
فمن أحب شيئًا ولم يخضع له، لم يكن عابدًا له، كما يحب الرجل صديقه، وكذا من خضع لإنسان مع بغضه له، لم يمكن عابدًا له، ولهذا لا يكفي أحدهما في عبادة الله تعالى، بل جيب أن يكون الله تعالى أحب إلى العبد من كل شيء، وأن يكون الله تعالى أعظم عنده من كل شيء.
-  كل من استكبر عن عبادة الله تعالى فلابد أن يعبد غيره:
بل كلما كان الإنسان أعظم استكبارًا عن عبادة الله تعالى، كان أعظم إشراكًا بالله، فمن لم يكن الله معبوده ومقصوده، فلابد أن يكون له معبود آخر، فقد يستعبده المال، أو الأوثان، ونحو ذلك، فالإنسان بطبيعته لا يخرج عن العبودية، فإنه مفتقر محتاج، ولابد أن يقصد شيئًا وأن يعتمد عليه، وهذا أمر ضروري في حق كل إنسان، فإن لم يكن الله تعالى معبوده والمستعان به، فإن معبوده غير الله تعالى، كالأوثان والأصنام، فإن من ترك عبادة الرحمن، اشتغل بعبادة الأوثان، ومن ترك محبة الله تعالى وخوفه ورجاءه، عوقب بمحبة غير الله وخوفه من مال أو صاحب جاه ونحوهما.
- العبادات القلبية – مثل محبة الله تعالى والخوف منه ورجائه والتوكل عليه – أعظم من عبادات الجوارح:
فعبودية القلب لله تعالى هي الأصل والأساس، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب"[1]، وإنما يصير القلب عبدًا لله تعالى إن كان الله هو مقصوده ومراده فيكون مقبلًا على الله تعالى معرضًا عما سواه، بحيث لا يحب إلا الله تعالى، ولا يرجو إلا الله، ولا يخاف إلا الله، كما يكون القلب متوكلًا على الله وحده، متعلقًا بالله تعالى، قد فوض أمره إلى الله تعالى، الذي بيده النفع والضر وحده، وله ألأمر كله.
- يشترط لقبول العبادة شرطان:
الأول: أن تكون خالصة لله تعالى.
الثاني: أن تكون صوابًا على سنة النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى: { فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110]


الهوامش:

[1] رواه البخاري، كتاب الإيمان، باب فضل من استبرأ لدينه، رقم الحديث: (52).

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
قواعد في العبادة.doc doc
قواعد في العبادة.pdf pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى