من أنواع العبادة (1)

من أنواع العبادة (1)





الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، ثم أما بعد؛ فمن أنواع العبادة:
أولًا: الدعاء
الدعاء لغة: الطلب.
واصطلاحًا: أن يسأل العبد ربه كل ما يحتاجه وينتفع به من أمور الدنيا والآخرة، فيطلب من الله تعالى المغفرة والرحمة، والفوز بالجنة والنجاة من النار، كما يسأله العفاف والغنى وغير ذلك.
والدعاء من أهم العبادات وأعظمها، فهو يجمع الكثير من أنواع العبادة، كالاعتماد على الله تعالى، والخضوع له، والافتقار إليه ونحو ذلك، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186]
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على المنبر: إن الدعاء هو العبادة، ثم قرأ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60]"[1].
ثانيًا: المحبة
وهي روح العبادة وأصلها، فإن الله تعالى هو المألوه أي المعبود المحبوب، فيجب أن يكون القلب عامرًا بمحبة الله تعالى محبة إجلال وتعظيم، لما يستحقه الله تعالى من صفات الكمال، ولما أنعم الله على عباده من النعم التي لا تعد ولا تحصى.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار"[2].
الفروق بين أنواع المحبة:
1-  المحبة التعبدية:
-       محبة الله التي هي أصل الإيمان والتوحيد.
-       محبة في الله: وهي محبة أنبياء الله ورسوله وأتباعهم.
-       محبة مع الله: وهي محبة المشركين لآلهتهم.
2- المحبة الطبيعية:
-       محبة إشفاق ورحمة كمحبة الولد والصغار والضعفاء.
-       محبة إجلال وتعظيم لا عبادة كمحبة الإنسان لأبيه وأمه ومعلمي الخير.
-       محبة طبيعية كمحبة الطعام والشراب والملبس.
ثالثًا: الصلاة:
وهي أظهر شعائر العبادة، وهي عمود الإسلام، قد فرضها الله تعالى على كل مكلف، الذكر والأنثى، والحاضر والمسافر، والصحيح والمريض، يقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162] وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة"[3]. 

الهوامش:

[1] أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه النووي وقال ابن حجر: إسناده جيد.

[2]  رواه البخاري، كتاب الإيمان، باب حلاوة الإيمان، رقم الحديث: (16).

[3] رواه مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان إطلاق اسم الكفر على من ترك الصلاة، رقم الحديث: (82).

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
من أنواع العبادة (1).doc doc
من أنواع العبادة (1).pdf pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى