تعريف العبادة ومنزلتها

تعريف العبادة ومنزلتها





الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، ثم أما بعد؛ فتعريف العبادة لغة:
من التذلل والخضوع، يقال: طريق معبد إذا كان مذللًا وطأته الأقدام.
العبادة في الشرع: كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
فالعبادات الظاهرة مثل: التلفظ بالشهادتين، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج والجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونصر المظلوم، وبر الوالدين، والإحسان للجار واليتيم والفقير، وتعليم الناس الخير، والدعوة إلى الله عز وجل، وأمثال ذلك من العبادة.
والعبادات الباطنة مثل: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، وحب الله تعالى والخوف منه، ورجائه والتوكل عليه، وإخلاص العبادة له، والصبر وغير ذلك.
إن مفهوم العبادة: التوجه إلى الإله المعبود سبحانه وتعالى بالخضوع والانقياد، والتعظيم بالقلب، والامتثال لما أمر، والانتهاء عما نهى، وأصل العبادة محبة الله تعالى، وهذه المحبة إنما تتحقق باتباع أمره واجتناب نهيه، كما قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31] فجعل اتباع رسوله صلى الله عليه وسلم شرطًا لمحبة الله تعالى لهم، فلا تثبت محبة الله لهم بدون المتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم.
وإذا كان القلب محبًا لله تعالى خاضعًا له، فهذا يستلزم انقياد الجوارح وعبوديتها لله تعالى، فإن القلب إذا ذاق حلاوة محبة الله تعالى، اللذة بالخضوع والاستكانة إليه، فإن ذلك يورث فيه مسارعته إلى الخيرات والطاعات، ومجانبة المعاصي والسيئات.
منزلة العبادة:
-       خلق الله تعالى الخلائق من أجل عبادته عز وجل، فقال سبحانه: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]
-       أن جميع الرسل عليهم السلام من أولهم إلى آخرهم دعوا إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} [الأعراف: 59]
-       أمر الله تعالى بعبادته في جميع الأحوال، وجعل ذلك لازمًا لرسوله صلى الله عليه وسلم ولجميع أمته، كما قال سبحانه: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99].
-       ذم الله المتكبرين عن عبادته، وتوعدهم بالجحيم بقوله: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60]
-       إضافة إلى ذلك فإن حاجة الإنسان وضرورته إلى عبادة الله تعالى فوق كل حاجة وضرورة، فحاجة العبد إلى أن يعبد الله وحده لا شريك له أعظم من حاجة الجسد إلى روحه، فلا صلاح ولا فلاح للعبد إلا بعبادة الله تعالى والاعتماد عليه، ولا طمأنينة إلا بذكره، ولا سعادة إلا بالإقبال عليه سبحانه والتوجه إليه.
والقلب إذا ذاق طعم عبادة الله وحده، لم يكن عنده شيء قط أحلى من ذلك، ولا ألذ ولا أطيب، ولا يخلص أحد من آلام الدنيا ونكد عيشها إلا بعبادة الله وحده لا شريك له.

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
تعريف العبادة ومنزلتها.DOC doc
تعريف العبادة ومنزلتها.pdf pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى