استحباب زيارة مسجد قباء والصلاة فيه لمن كان بالمدينة

استحباب زيارة مسجد قباء والصلاة فيه لمن كان بالمدينة






الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم أما بعد؛ فإن كان من أهل المدينة استحب له أن يزور مسجد قباء، ويصلي فيه ركعتين لا سيما يوم السبت؛ قال البخاري في صحيحه: "باب من أتى مسجد قباء كل سبت"، ثم روى حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يأتي مسجد قباء كل سبت، ماشيا وراكبا" وكان عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - يفعله[1].
قال في التمهيد: "في هذا الحديث أنه كان يأتي قباء يصلي في مسجدها، وهو أصح ما روي في ذلك وأوضحه، فعلى هذا يكون إعمال المطي إلى الثلاثة مساجد يعني به الرحلة والكلفة والمؤونة والمشقة؛ لئلا تتعارض الأحاديث"[2].
قال ابن بطال: "قال أبو جعفر الداودي: إتيان النبى - صلى الله عليه وسلم - مسجد قباء يدل أن ما قرب من المساجد الفاضلة التي في المصر لا بأس أن يؤتى ماشيا وراكبا، ولا يكون فيه ما نهى أن تعمل المطي"[3].
فائدة: قال في التمهيد: "واختلف في معنى هذا الحديث، فقيل: كان يأتي قباء زائرا للأنصار، وهم بنو عمرو، وقيل: كان يأتي قباء يتفرج في حيطانها ويستريح عندهم، وقيل: كان يأتي قباء للصلاة في مسجدها تبركاً به لما نزل فيه أنه أسس على التقوى، وقال أبو عمر: ليس على شيء من هذه الأقاويل دليل لا مدفع له، وممكن أن تكون كلها أو بعضها. والله أعلم" [4] قال أبو محمد: لا مانع منها كلها.
وقد أخرج أحمد وغيره من طريق مجمع بن يعقوب الأنصاري، قال: حدثني محمد بن الكرماني، قال: سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف، يقول: قال أبي: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من خرج حتى يأتي هذا المسجد - يعني مسجد قباء - فيصلي فيه كان كعدل عمرة"[5].
وله شاهد أخرجه الترمذي وابن ماجه من طريق أبي الأبرد، مولى بني خطمة، أنه سمع أسيد بن ظهير الأنصاري - رضي الله عنه -، وكان من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يحدث، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الصلاة في مسجد قباء كعمرة"[6].

الهوامش:
[1] صحيح البخاري(1193)، وأخرجه مسلم(1399).
[2] التمهيد(13/264).
[3] شرح صحيح البخاري(3/182).
[4] التمهيد(13/262).
[5] مسند أحمد(15981)، ولا بأس به.
[6] أخرجه الترمذي (324) وابن ماجه (1411) قال الترمذي: وفي الباب عن سهل بن حنيف، حديث أسيد حديث حسن صحيح، ولا نعرف لأسيد بن ظهير شيئا يصح غير هذا الحديث، ولا نعرفه إلا من حديث أبي أسامة، عن عبد الحميد بن جعفر، وأبو الأبرد اسمه زياد مديني. ا. هـ. والخبر ثابت.

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
استحباب زيارة مسجد قباء والصلاة فيه لمن كان بالمدينة doc
استحباب زيارة مسجد قباء والصلاة فيه لمن كان بالمدينة pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى