أبو يزيد البسطامي ودعواه الربوبية والألوهية
يقولُ أبو يزيد:" أوفى صفةُ للعارفِ أن تجري فيه صفاتَ الحقِ، ويجري فيه من جنسِ الربوبيةِ"[1].
ويقولُ:" عجبتَ ممن عرفَ اللهُ كيف يعبدهُ؟"[2].
لأن العارف في نظرِ البسطامي هو الذي تجري فيه صفاتَ الحقِ تبارك وتعالى بما في ذلكِ صفاتُ الألوهيةِ، والربوبيةِ عن طريقِ الفناءِ، أو الاتحادِ فيصبحُ هذا العارفُ جزءاً من الذاتِ الإلهيةِ، لذا ظهرَ تعجبُ البسطامي كيف يعبدُ اللهُ، اللهُ!!!
تعالى اللهُ عن قولهِ علواً كبيراً، بل زعمَ البسطامي أنه هو اللهُ وذلك "لما دقَ عليه رجلَ البابِ قالَ له أبو يزيد: من طلبَ؟
قالَ أبا يزيد: مرَ وحيك فليس في الدارِ غير اللهَ"[3].
فلما تحققَ عند البسطامي أنه هو اللهُ كان من البديهي أن يسبحَ باسم نفسه حيث يقول:" سبحاني، سبحاني، ما أعظم شأني، حسبي من نفسي حسبي"[4].
ويقول أيضا:" سبحاني، سبحاني أنا ربي الأعلى"[5].
وسئلَ عن التصوفِ فقالَ:" صفةُ الحقِ يلبسها العبدُ"[6].
الهوامش:
[1]النور من كلمات أبو طيفور (106)، ضمن شطحات الصوفية للدكتور عبد الرحمن بدوي، يقول الدكتور: ينسب الكتاب للسهلجي، ونبهنا أستاذنا ماسينيون إلى مخطوط بفرنسا ورد فيه "كتاب النور" للسهلكي" في كلمات البسطامي" انظر: الشطحات (48، 52).
ونسب الكتاب المذكور إليه حيث يقول:" وقد جمع أبو الفضل الفلكي كتابا من كلام أبي يزيد سماه النور من كلام طيفور" مجموع الفتاوى (13/257)، وابو الفضل هذا هو: علي بن الحسين بن أحمد، عرف بالفلكي، لأن جده كان بارعا في الفلك، وكان صوفيا مشمرا، توفى سنة 427ه، انظر الذهبي: السير (17/502).
[2]المرجع السابق (109).
[3]المرجع السابق (84).
[4]المرجع السابق (101).
[5]المرجع السابق (79).
[6]المرجع السابق (110).
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.