ومنْ خصائصِه صلى اللهُ عليه وسلم أنَّ جميعَ أسمائِه تدلُّ على صفاتِه

ومنْ خصائصِه صلى اللهُ عليه وسلم أنَّ جميعَ أسمائِه تدلُّ على صفاتِه



ومنْ خصائصِه صلى اللهُ عليه وسلم أنَّ جميعَ أسمائِه تدلُّ على صفاتِه

مِنْ خصائصِه - صلى اللهُ عليه وسلم - التي أكرمَهُ اللهُ بها، واختصَّه بها عمنْ سواه، تلكَ الأسماءُ العديدةُ، والصفاتُ الحميدةُ، ذات المعاني الفريدةِ، فكانتْ أسماؤه - صلى اللهُ عليه وسلم - دالةً على معانيها، ومتجسدةً حقيقةً في سلوكِه، وشئونِه.

روى الشيخان فِي صحيحيهما عنْ جبير بن مطعم - رضيَ اللهُ عنه - قالَ: قالَ رسولُ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلم -: ((لي خمسةُ أسماء: أنا محمد([1])، وأنا أحمد([2])، وأنا الماحي الذي يمحو اللهُ بي الكفرَ، وأنا الحاشرُ الذي يحشر الناس على قدمي([3])، وأنا العاقبُ))([4]).

قالَ الإمامُ السندي: (وكثرةُ الأسماءِ تدلُّ على عظمِ المُسَمَّى، فلذا يُقالُ عندَ التحقيرِ: هذا شيءٌ لا يُعرفُ له اسمٌ ونحوه، وقدْ جاءَ أنَّه - صلى اللهُ عليه وسلم - له أسماء أُخَر، فلعلَّه خَصَّ هذه لشهرتِها)([5]).

قالَ الحافظُ في الفتح: (والذي يظهرُ أنه - صلى اللهُ عليه وسلم - أرادَ أنَّ: لي خمسة أسماء، أُخْتَصُّ بها، لم يُسَمَّ بها أحدٌ قبلي أوْ مُعَظَّمة أو مشهورة في الأممِ الماضيةِ، لا أنَّه أرادَ الحصرَ فيها)([6]).

وروى الإمامُ مسلم في صحيحِه عنْ أبي موسى الأشعري - رضيَ اللهُ عنه - قالَ: كانَ رسولُ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلم - يسمي لنا نفسه أسماء، فقالَ: ((أنا محمد، وأحمد، والمقفى([7])، والحاشر، ونبي التوبة([8])، ونبي الرحمة))([9]).

أسماؤه - صلى اللهُ عليه وسلم - نوعان:

أحدُهما: خاص لا يشاركُه فيه غيرُه مِن الرسُلِ؛ كمحمد، وأحمد، والعاقب، والحاشر، والمقفى.

والثاني: ما يشاركُه فيه غيرُه مِنَ الرسلِ، ولكنَّه له منه كمالُه، فهو مختصٌّ بكمالِه دونَ أصلِه؛ كرسولِ اللهِ، ونبيه، وعبده، والشاهد، والمبشر، والنذير([10]).



([1]) قال ابن القيم في زاد المعاد: (أما "محمد" فهو اسم مفعول من حمد، فهو محمد، إذا كان كثير الخصال التي يُحمد عليها، ولذلك كان أبلغ من محمود، فإن محمودًا من الثلاثي المجرد، ومحمد من المضاعف للمبالغة، فهو يُحمد أكثر مما يُحمد غيره من البشر، ولهذا -واللهُ أعلم - سُمي به في التوراة؛ لكثرة الخصال المحمودة التي وُصف بها هو ودينه وأمته في التوراة).

([2]) قال ابن القيم في زاد المعاد: (أما "أحمد" فهو أحمد الناس لربِّه، وعلى قول هؤلاء: أحق الناس وأولاهم بأن يُحمد، فيكون كمحمد في المعنى، إلا أن الفرق بينهما أن محمدًا هو كثير الخصال التي يُحمد عليها، وأحمد هو الذي يُحمد أفضل مما يُحمد غيره، فمحمد في الكثرة، وأحمد في الصفة والكيفية، فيستحق من الحمد أكثر مما يستحق غيرُه، وأفضل مما يستحق غيره، فيُحمد أكثر حمد وأفضل حمد حمده البشر).

([3]) قال الإمام البغوي في شرح السنة، (13/212): أي يُحشر أول الناس.

([4]) العاقب: فسره الإمامُ الزهري في رواية الإمام مسلم في صحيحه، (15/86)، بقولِه: الذي ليس بعده نبي.

والحديث رواه البخاري، كتاب المناقب، باب ما جاء في أسماء رسولِ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلم -، (3532)، ومسلم، كتاب الفضائل، باب في أسمائه - صلى اللهُ عليه وسلم -، (2354) (125).

([5]) انظر: شرح السندي للمسند، (9/490).

([6]) انظر: فتح الباري، ابن حجر، (7/247).

([7]) المقفي: هو المولي الذاهب، يعني أنه آخر الأنبياء المتبع لهم، فإذا قفى فلا نبي بعده - صلى اللهُ عليه وسلم -، انظر: النهاية، ابن الأثير، (4/82).

([8]) قال ابن القيم في زاد المعاد، (1/92): (فهو الذي فتح اللهُ به بابَ التوبة على أهل الأرض).

([9]) قال ابن القيم في زاد المعاد، (1/93): (فهو الذي أرسلهُ اللهُ رحمةً للعالمين، فرحم به أهل الأرض كلهم ... وأما الكفار، فأهل الكتاب منهم عاشوا في ظله وتحت حبله وعهده).

والحديث رواه مسلم، كتاب الفضائل، باب في أسمائه - صلى اللهُ عليه وسلم -، (2355).

([10]) انظر: زاد المعاد، ابن القيم، (1/86).

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
ومنْ خصائصِه صلى اللهُ عليه وسلم أنَّ جميعَ أسمائِه تدلُّ على صفاتِه.doc doc
ومنْ خصائصِه صلى اللهُ عليه وسلم أنَّ جميعَ أسمائِه تدلُّ على صفاتِه.pdf pdf

ذات صلة

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى