مِنْ خصائصِه صلى اللهُ عليه وسلم أنَّ مَنْ رآه في المنامِ فقدْ رآه حقًّا

مِنْ خصائصِه صلى اللهُ عليه وسلم أنَّ مَنْ رآه في المنامِ فقدْ رآه حقًّا





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول ثم أما بعد؛ فمنْ خصائصِه صلى اللهُ عليه وسلم أنَّ مَنْ رآه في المنامِ فقدْ رآه حقًّا،
روى الإمامُ البخاري في صحيحِه، عَنْ أنس بن مالك - رضيَ اللهُ عنه - قالَ: قالَ رسولُ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلم -: ((مَنْ رآني فِي المنامِ فَقَدْ رآنِي؛ فَإِنَّ الشيطانَ لا يتمثلُ بِي...))([1]).
قُلْتُ: وهذه الرؤيا للرسولِ - صلى اللهُ عليه وسلم - في المنامِ مشروطةٌ بِأَنْ يراه الرائي على صفتِه الخِلْقِيَةِ المعروفةِ التي جاءتْ بها الأحاديثُ الصحيحةُ؛ قالَ الإمامُ البخاري في صحيحِه: (قَالَ ابنُ سيرين: إذا رآه في صورتِه)([2]).
وروى الحاكمُ في المستدركِ بسندٍ جيد عَنْ عاصب بن كليب، قَالَ: حدَّثَنِي أبي قَالَ: (قلتُ لابنِ عباس: رأيتُ النبيَّ - صلى اللهُ عليه وسلم - في المنامِ، قَالَ: صِفْهُ لي، قالَ: ذَكَرْتُ الحسنَ بن علي([3]) فشبهتُه بِهِ، قالَ: قَدْ رَأَيْتَه)([4]).
فائدةٌ هامة:
قُلْتُ: نقلَ الحافظُ في الفتحِ عَنْ جماعةٍ أنهم رأوا النبيَّ - صلى اللهُ عليه وسلم - في المنامِ، ثُمَّ رأوه بعدَ ذلكَ في اليقظةِ بعدَ وفاتِه - صلى اللهُ عليه وسلم -.
وتعقبَ الحافظُ مَنْ زعمَ أنَّه رأى رسولَ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلم - في اليقظةِ بعدَ وفاتِه - صلى اللهُ عليه وسلم -، بقولِه: (وهذا مُشكلٌ جدًّا، ولوْ حُمِلَ على ظاهرِه لكانَ هؤلاء صحابةً، وَلَأَمْكَنَ بقاءُ الصُّحْبَةِ إلى يومِ القيامةِ، ويُعَكِّرُ عليه أنَّ جَمْعًا جَمًّا رأوه في المنامِ ثُمَّ لمْ يذكرْ واحدٌ منهم أنَّه رآه في اليقظةِ، وَخَبَرُ الصادقِ لا يختلف)([5]).
فائدةٌ  أخرى:
يؤخذُ مِنْ أحاديث رؤيا الرسولِ - صلى اللهُ عليه وسلم - في المنامِ، التنبيهُ على أنَّ النائمَ لَوْ رأى الرسولَ - صلى اللهُ عليه وسلم - يأمرُه بشيءٍ هَلْ يجبُ عليه امتثالُه ولابد، أوْ لابد أنْ يعرضَه على الشرعِ الظاهرِ؟ قَالَ الحافظُ فِي الفتحِ: (الثاني هوَ المُعْتَمَدُ)([6]).

الهوامش:

([1]) رواه البخاري، كتاب التعبير، باب من رأى النبيَّ - صلى اللهُ عليه وسلم - في المنام، (6994)، ومسلم، كتاب الرؤيا، باب قول النبيِّ - صلى اللهُ عليه وسلم -: ((مَنْ رآني في المنامِ فَقَدْ رآني))، (2266)، من حديث أبي هريرة رضيَ اللهُ عنه.

([2]) رواه البخاري معلقًا، كتاب التعبير، باب من رأى النبيَّ - صلى اللهُ عليه وسلم - في المنام.

([3]) الحسن بن علي بن أبي طالب، من فاطمة بنت رسولِ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلم -، وكان أشبه الناس بجدِّه رسولِ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلم -.

([4]) رواه الحاكم في المستدرك، كتاب تعبير الرؤيا، باب قالَ النبيُّ - صلى اللهُ عليه وسلم -: ((مَنْ رآني في المنامِ فَقَدْ رآني))، (8247)، وأورده الحافظ في الفتح، (14/411)، وجوَّدَ إسنادَه.

([5]) انظر: فتح الباري، ابن حجر، (14/413).

([6]) انظر: المصدر السابق، (14/418).

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
مِنْ خصائصِه صلى اللهُ عليه وسلم أنَّ مَنْ رآه في المنامِ فقدْ رآه حقًّا.dc attach
مِنْ خصائصِه صلى اللهُ عليه وسلم أنَّ مَنْ رآه في المنامِ فقدْ رآه حقًّا.pdf pdf

ذات صلة

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى