قَالَ حسانُ بن ثابت:
أغَرُّ عَلَيْهِ لِلنُّبُـوَّة ِ خَاتَمٌ مِنَ اللَّهِ مَشْهُودٌ يَلُوحُ ويُشْهَدُ
وضمَّ الإلهُ اسمَ النبيّ إلى اسمهِ إذا قَالَ في الخَمْسِ المُؤذِّنُ أشْهَدُ
وشقّ لهُ منِ اسـمهِ ليجلهُ فذو العرشِ محمودٌ وهذا محمدُ([5])
وَقَالَ ابنُ عباس - رضيَ اللهُ عنهما - في قولِه تعالى: ({وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ}: يقولُ له: لا ذُكِرْتَ إلَّا ذُكِرْتَ معي في الأذانِ وَالإقامةِ وَالتشهدِ، وَيوم الجمعةِ على المنابر، وَيوم الفطرِ، وَيوم الأضحى، وَأيام التشريق، وَيوم عرفة، وَعِندَ الجِمارِ، وعلى الصفا وَالمروةِ، وَفِي خطبةِ النكاحِ، وَفِي مشارقِ الأرضِ وَمغاربِها، ولوْ أَنَّ رجلًا عَبَدَ اللهَ جَلَّ ثناؤه، وَصَدَّقَ بالجنةِ وَالنارِ وَكُلِّ شيءٍ، وَلمْ يشهدْ أنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، لمْ ينتفعْ بشيءٍ وَكَانَ كافرًا)([6]).
وَقَالَ الحافظُ ابنُ كثير: (أبقَى اللهُ ذِكْرَ نبيِّه - صلى اللهُ عليه وسلم - على رؤوسِ الأشهادِ، وَأوجبَ شرعَه على رقابِ العبادِ، مستمرًّا على دوامِ الآبادِ، إلى يومِ الحشرِ وَالمعادِ، صلواتُ اللهِ وَسلامُه عليه دائمًا إلى يومِ التنادِ)([7]).
الهوامش:
([2]) قال الحافظ ابن كثير في تفسيره، (8/429): (يعني نوَّرْنَاه، وجعلناه فسيحًا رحيبًا واسعًا؛ كقولِه تعالى في سورة الأنعام: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ} [الأنعام: 125]، وَكَمَا شرحَ اللهُ صدرَه كذلكَ جعل شرعَه فسيحًا واسعًا سَمْحًا سَهْلًا لا حرجَ فيه ولا إصرَ وَلا ضيق).
([3]) قال الإمام القرطبي في تفسيره، (22/356): (أي حططنا عنكَ ذنبَك، وهذه الآيةُ مثل قولِه تعالى: {يَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ} [الفتح: 2]).
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.