الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ فمِنْ خصائصِه صلى اللهُ عليه وسلم أَنَّ الميتَ يُسْأَلُ عنه فِي قبرِه
الهوامش:
([1]) رواه أحمد في مسنده، (25089)، وأورده المنذري في الترغيب والترهيب، (4/269)، وقال: (رواه أحمد بإسناد صحيح)، وأصل الحديث رواه البخاري، كتاب الجنائز، باب الميت يسمع خفقَ النعال، (1338)، وباب ما جاء في عذاب القبر، (1374)، ورواه مسلم في صحيحه، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه وإثبات عذاب القبر، (2870).
([2]) يُفَسِّرُ تقاربَ الزمانِ قولُه - صلى اللهُ عليه وسلم - فِي الحديثِ الآخر الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده بسندٍ صحيح، (10943)، عن أبي هريرة - رضيَ اللهُ عنه - قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم: ((لَا تقوم الساعةُ حَتَّى يتقاربَ الزمانُ، فتكونَ السنةُ كالشهرِ، وَيكونَ الشهرُ كالجمعةِ، وَتكونَ الجمعةُ كاليومِ، وَتكونَ الساعةُ كاحتراقِ السعفةِ)).
قَالَ الإمام السندي في شرح المسند، (6/313): (المراد بتقارب الزمان نزع البركةِ من كلِّ شيء من الزمان)، وقال الحافظ في الفتح، (14/508): (والحق أن المراد نزع البركة من كلِّ شيء حتى من الزمان، وذلك من علامات قرب الساعة).
([3]) يُفَسِّرُ قبضَ العلمِ قولُه - صلى اللهُ عليه وسلم - فِي الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه، (100)، ومسلم، (2673)، (13)، عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضيَ اللهُ عنهما - قَالَ: قالَ رسولُ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلم -: ((إِنَّ اللهَ لا يَقْبِضُ العِلْمَ انتزاعًا يَنْتزعُهُ مِنَ العبادِ، وَلَكِن يقبضُ العلمَ بقبضِ العلماءِ حتَى إذا لَمْ يبقَ عالمًا اتخذَ النَّاسُ رؤوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا فَأَفْتَوا بغيرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا)).
قال الإمام النووي في شرح مسلم، (16/183): (هذا الحديث يبين أن المراد بيقبض العلم في الأحاديث المطلقة ليس هو محوه من صدور حفاظه، ولكن معناه أن يموت حملته ويتخذ الناسُ جُهَّالًا يحكمون فيضِلُّون وَيُضِلُّون.
وقال الإمام الذهبي في تذكرة الحفاظ، (3/1031)، بعد أن ذكر طائفةً من العلماء قال: (وما أوتوا من العلم إلا قليلًا، وأما اليوم، فما بقي من العلوم القليلة إلا القليل في أناسٍ قليل، ما أقل من يعمل منهم بذلك، فحسبنا اللهُ ونعم الوكيل).
قلتُ: إذا كان هذا في عصر الإمام الذهبي، فما بالكم بزماننا هذا؟! فالله المستعان.
([4]) قال الحافظ في الفتح، (14/509): (المراد بظهور الفتن كثرتها واشتهارها وعدم التكاتم بها، والله المستعان).
([6]) رواه البخاري، كتاب الفتن، باب ظهور الفتن، (7061)، ومسلم، كتاب العلم، باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن في آخر الزمان، (2672)، (11).
([8]) قال ابن الأثير في أسد الغابة، (3/357): (يعني يكثر الذين يكتبون، فإن الكتابة كانت قليلة في العرب).
قلتُ: ويؤيد ذلك قولُه - صلى اللهُ عليه وسلم - في الحديث الذي رواه البخاري، (1913)، ومسلم، (1080)، (15)، عن ابن عمر - رضيَ اللهُ عنهما - قالَ: قالَ رسولُ اللهِ - صلى اللهُ عليه وسلم: -" ((نحن أُمَّةٌ أُميةٌ لا نَكتُبُ وَلَا نَحْسِبُ))،. أي الذي يكتب قليل، وسيكثر الذين يكتبون، وقد ظهرت في زماننا هذا هذه العلامة ظهورًا بينًا، وانتشرت انتشارًا باهرًا.
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.