الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه... وبعد، قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [التوبة: 24].
قال الإمام القرطبي:" وفي الآية دليل على وجوب حب الله ورسوله، ولا خلاف في ذلك بين الأمة، وأن ذلك مقدمة على كل محبوب".
وروى الإمام البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" فوالذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده".
وروى الإمام البخاري في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:" لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين".
وروى البخاري والإمام أحمد في مسنده-واللفظ لأحمد- عن زهرة بن معبد عن جده، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو آخذ بيد عمر بن الخطب رضي الله عنه، فقال: والله لأنت يا رسول الله أحب إلي من كل شيء إلا نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه" فقال عمر رضي الله عنه: فلأنت الآن والله أحب إلي من نفسي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الآن يا عمر".
قال الحافظ في الفتح:" اللام فيه للعهد، والمراد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقرينة قوله:"حتى أكون أحب"، وإن كانت محبة جميع الرسل من الإيمان، لكن الأحبية مختصة بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم".
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.