من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه أعطي خمسًا لم يعطهن أحد من قبله

من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه أعطي خمسًا لم يعطهن أحد من قبله





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم أما بعد؛ فمن خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه أعطي خمسًا لم يعطهن أحد من قبله
1-  ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم عموم دعوته للناس كافة:
قال سبحانه وتعالى في حق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: { قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف: 158].
          وقال سبحانه وتعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].
          وقال الله تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سبأ: 28].
وروى الشيخان في صحيحيهما عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فيأما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة"[1].
          وفي رواية أخرى في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم:" كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى يكل أحمر وأسود"[2].
2-             نصر بالرعب مسيرة شهر:
          روى الشيخان في صحيحيهما عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر..."[3].
          وروى الإمام أحمد في مسنده بسند حسن عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" فضلني ربي على الأنبياء-أو قال: على الأمم- بأربع: أرسلت إلى الناس كافة، وجعلت لي الأرض كلها لي ولأمتي مسجدا وطهورا، فأينما أدركت رجلا من أمتي الصلاة فعنده مسجد وعنده طهوره، ونصرت بالرعب مسيرة شهر، يقذفه في قلوب أعدائي، وأحل لي الغنائم"[4].
3-             ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه جعلت له الأرض مسجدا وطهورا:
          روى الشيخان في صحيحهما عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من قبلي:... وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا[5]، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل..."[6].
          وروى الإمام أحمد في مسنده بسند حسن عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" فضلني ربي على الأنبياء-أو قال: على الأمم- بأربع: أرسلت إلى الناس كافة، وجعلت لي الأرض كلها لي مسجدا وطهورا،  فأينما أدركت رجلا من أمتي الصلاة فعنده مسجده وعنده طهوره، ونصرت بالرعب مسيرة شهر، يقذفه في قلوب أعدائي، وأحل لي الغنائم"[7].
          يفسر ذلك: قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر الذي رواه الإمام أحمد في مسنده بسند  حسن عن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" وكان من قبلي يعظمون ذلك، إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبيعهم"[8].
4-             ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم أحلت له الغنائم
          روى الشيخان في صحيحهما عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي:... وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي..."[9].
          قال الإمام الخطابي فيما نقله عن الحافظ في الفتح: من الأنبياء من لم يؤذن له في الجهاد فلم تكن لهم مغانم"[10].
          وقال الإمام النووي:" قال العلماء: كانت غنائم من قبلنا يجمعونها ثم تأتي نار من السماء فتأكلها كما جاء في الصحيحين"[11].
          وقال الحافظ في الفتح: أي أن من مضى من الأنبياء لم تحل لهم الغنائم أصلا[12].
5-             ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم الشفاعة العظمى
          روى الشيخان في صحيحيهما عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: وأعطيت الشفاعة[13].
          قال الحافظ ابن كثير:"يعني بذلك الشفاعة العظمى، التي يشفع فيها عند الله عز وجل، ليأتي لفصل القضاء، وهي التي يرغب إليه فيها الخلق كلهم، حتى الخليل إبراهيم عليه السلام، وموسى الكليم عليه السلام، وسائر النبيين، والمرسلين، والمؤمنين، ويعترف بها الأولون والآخرون، فهذه هي الشفاعة التي اختص بها دون غيره"[14].
 
الهوامش

[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التيمم، باب (1)، رقم (335)، ومسلم في صحيحه كتاب المساجد ومواضع الصلاة، رقم (521).

[2] قال ابن الأثير في جامع الأصول(8/529، 530)، قوله صلى الله عليه وسلم :" أحمر وأسود": أراد بذلك جميع العالم، فالأسود معروف، وهم الحبوش والزنوج وغيرهم، والأحمر: هو الأبيض، والعرب تسمي الأبيض أحمر.
والحديث أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، رقم (521).

[3] سبق تخريجه.

[4] أخرجه الإمام أحمد في مسنده، رقم (22137).

[5] قال الحافظ ابن كثير في الفصول في سيرة الرسول(2/370): قوله "طهورا": يعني به: التيمم، فإنه لم يكن في أمة قبلنا، وإنما شرع له صلى الله عليه وسلم ولأمته، توسعة، ورحمة وتخفيفا.

[6] سبق تخريجه.

[7] أخرجه  الإمام أحمد في مسنده، رقم(22137).

[8] أخرجه الإمام أحمد في مسنده، رقم(7068).

[9] سبق تخريجه.

[10] انظر: فتح الباري(1/582).

[11] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب فرض الخمس، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم:" أحلت لي الغنائم"، رقم(3124)، ومسلم، كتاب الجهاد والسير، باب تحليل الغنائم لهذه الأمة خاصة، رقم (1747).

[12] انظر: فتح الباري(1/582).

[13] سبق تخريجه.

[14] انظر: النهاية في الفتن والملاحم (2/176).

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه أعطي خمسًا لم يعطهن أحد من قبله.doc doc
من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه أعطي خمسًا لم يعطهن أحد من قبله.pdf pdf

ذات صلة

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى