من خصائصه صلى الله عليه وسلم عموم دعوته للناس كافة

من خصائصه صلى الله عليه وسلم عموم دعوته للناس كافة





الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم أما بعد؛ فمن خصائصه صلى الله عليه وسلم عموم دعوته للناس كافة،
وأنه أكثر الأنبياء تابعا، وأنه مرسل إلى الجن بالإجماع، وأنه أوتي الكتاب وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب:
قال الله تعالى عن نبيه نوح عليه السلام : { لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ} [الأعراف: 59].
وقال الله تعالى عن نبيه هود عليه السلام: { وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ} [الأعراف: 65].
وقال الله تعالى عن نبيه صلاح عليه السلام: {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [الأعراف: 73].
وقال تعالى عن نبيه لوط عليه السلام: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } [الأعراف: 85].
وقال الله تعالى عن نبيه موسى عليه السلام: {ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ } [الأعراف: 103].
وقال الله تعالى عن نبيه عيسى عليه السلام: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} [الصف: 6].
وقال سبحانه وتعالى في حق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: { قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [الأعراف: 158].
وقال سبحانه وتعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107].
وقال الله تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [سبأ: 28].
وقال عز وجل: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان: 1].
وقال تعالى: {إِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ (29) قَالُوا يَاقَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ (30) يَاقَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الأحقاف: 29 - 31].
وروى الشيخان في صحيحيهما عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، فيأما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأعطيت الشفاعة، وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس كافة"[1].
وفي رواية أخرى في صحيح مسلم قال صلى الله عليه وسلم:" كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى يكل أحمر وأسود"[2].
لا تعارض بين الروايات:
في هذا الحديث قال عليه الصلاة السلام:" أعطيت خمسا لم يعطهن أحد من الأنبياء قبلي"، وجاء في صحيح مسلم[3] عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" فضلت على الأنبياء بست"، وذكر أربعا من هذه الخمس وزاد ثنتين، وهما:" جوامع الكلم، وختم به النبيون".
وطريق الجمع كما قال الحافظ في الفتح أن يقال: لعله صلى الله عليه وسلم اطلع أولا على بعض ما اختص به ثم اطلع على الباقي، ومن لا يرى مفهوم العدد حجة يدفع هذا الإشكال من أصله"[4].
وروى الإمام مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أنا أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة، وأنا أول من يقرع باب الجنة"[5].
وأخرج الإمام مسلم كذلك في الصحيح عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لم يصدق نبي من الأنباء ما صدق، إن من الأنبياء من لم يصدقه من أمته إلا الرجل الواحد"[6].
 
الهوامش:

[1] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب التيمم، باب (1)، رقم (335)، ومسلم في صحيحه كتاب المساجد ومواضع الصلاة، رقم (521).

[2] قال ابن الأثير في جامع الأصول(8/529، 530)، قوله صلى الله عليه وسلم :" أحمر وأسود": أراد بذلك جميع العالم، فالأسود معروف، وهم الحبوش والزنوج وغيرهم، والأحمر: هو الأبيض، والعرب تسمي الأبيض أحمر.
والحديث أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، رقم (521).

[3] أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، رقم (523).

[4] انظر: فتح الباري(1/580).

[5] أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب في قول النبي صلى الله عليه وسلم:"أنا أول اناس يشفع في الجنة" رقم (196) (331).

[6] أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب الإيمان، باب في قول النبي صلى الله عليه وسلم :" أنا أول الناس يشفع في الجنة"، رقم(196)(332).

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
من خصائصه صلى الله عليه وسلم عموم دعوته للناس كافة.doc doc
من خصائصه صلى الله عليه وسلم عموم دعوته للناس كافة.pdf pdf

ذات صلة

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى