الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ قال الإمام ابن النحاس - رحمه الله -: (ومن البدعِ التي أُحدِثت في العبادةِ أنه لا يُعاد المريضُ يومَ السبت، ومن عادَ تطيروا به وشقَّ ذلك عليهم، وهذه بدعةٌ في الدينِ، ومخالفةٌ لسنةِ سيدِ المرسلين، إذ لم يوقت في العيادةِ يومًا دون يوم، ولا وقتًا دون وقت.
وقد ذكر بعضُهم أن أصلَ هذه البدعةِ أن يهوديًّا كان طبيبًا لملكٍ من الملوكِ، فمرضَ الملكُ مرضًا شديدًا، فكان اليهودي لا يفارقُه، فجاء يوم الجمعة فأراد اليهودي أن يمشي إلى سبته فمنعَه الملكُ، فما قدرَ اليهوديُّ أن يستحل بسبتِه، وخافَ من سفكِ دمِه، فقال اليهودي: إن المريضَ لا يدخل عليه يوم السبت، فتركَه الملكُ ومضى لسبته، ثم شاعتْ هذه البدعةُ بعد ذلك واتخذها كثيرٌ من الجهالَ سنةً)([1]).
وسُئل ابن حجر الهيتمي عن ترك عيادة المريض يوم السبت هل له أصل؟فأجاب - رحمه الله - بقوله: (لا أصلَ له، بل هو بدعةٌ قبيحةٌ اخترعها بعضُ اليهود، لما ألزمَه الملكُ بقطعِ سبتِه والإتيان لمداواتِه، فتخلَّص منه بقوله: لا ينبغي أن يُدخلَ على مريضٍ يوم السبت فتركَه.
وأما زعمُ بعضِهم أن لذلك أصلًا، وهو زيارته صلى الله عليه وسلم القبورَ يوم السبت، قال: ففيه تفاؤلٌ على موت المريضِ، فهو في غايةِ السقوطِ، إذ ليس فيه إشارة لذلك بوجهٍ كما هو واضحٌ، فتركُ ذلك لذلك من باب التشاؤمِ والطيرةِ المنهي عنهما، والمسلمون براءٌ من ذلك، وليس هذا إلا كقول بعضِ العوام: "لا ينبغيأن يُزار المريض يوم الاثنين"، لأنه صلى الله عليه وسلم ماتَ فيه، وهذا أيضًا من بابِ التشاؤمِ والطيرةِ)([2]).
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.