شبهة جواز التبرك بقبر النبي صلى الله عليه وسلم بطلب عمر رضي الله عنه أن يُدفن بجواره

شبهة جواز التبرك بقبر النبي صلى الله عليه وسلم بطلب عمر رضي الله عنه أن يُدفن بجواره



شبهة جواز التبرك بقبر النبي صلى الله عليه وسلم بطلب عمر رضي الله عنه أن يُدفن بجواره

يستدلُّ المبتدعة بجواز التبرُّك بقبر النبي صلى الله عليه وسلم، بدفن أبي بكر وعمر بجوار النبي صلى الله عليه وسلم، وطلب عمر رضي الله عنه من عائشة أن يُدفن بجوار النبي صلى الله عليه وسلم([1]).

الرد:

أولًا: ذلك ليس من باب التبرُّك، وإنما هو طلبُ المجاورة والمصاحبة لمن كان أهل مجاورته ومصاحبته في حياته:

o          ما كان عليه عمرُ رضي الله عنه من شدة المصاحبة للنبي صلى الله عليه وسلم في حياته، حتى أنه لا يكاد يُذكر مجلس للنبي صلى الله عليه وسلم إلا ويُذكر فيه أبو بكر وعمر - رضي الله عنهما -؛ ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يشير إلى ذلك كثيرًا في أحاديثه، ومن ذلك أمره بالاقتداء بهما؛ فقال صلى الله عليه وسلم: »اقتدوا باللذين من بعدِي أبي بكرٍ وعمرَ«([2]).

o          تلك المصاحبة لم تنفك في حالِ الحياة؛ ولذلك رغب عمرُ أن تبقى له بعد وفاته وذلك بدفنه بجوار قبر صاحبيه، ولذلك فقد نصَّ على ذلك في الاستئذان، وأَمَرَ إن عائشة أَبَت أن يُرَدَّ إلى قبورِ المسلمين، ففي حديث عروة بن الزبير أن عمرَ رضي الله عنه أرسل إلى عائشة: »ائذَنِي لي أن أُدْفَنَ مع صاحِبَيَّ، فقالت: إي واللهِ، قال: وكان الرجلُ إذا أُرْسِلَ إليها من الصحابةِ قالت: لا والله لا أوثرهم بأحدٍ أبدًا« ([3]).

ثانيًا: لم يكن من شأن عمر رضي الله عنه التبرك بقبر النبي صلى الله عليه وسلم، وهو - أي عمر - في حال الحياة، لا سيما وقد مرَّت على الأمة أمورٌ صِعَاب كعام الرمادة، فلو كان التبرك من عمله لما غفل عنه، وهو أشد ما يكون حاجةً إليه لو كان مشروعًا.

ثالثًا: أن عمر أمر إن أبت عائشةُ - رضي الله عنها - الدفنَ في حجرتها أن يُرَدَّ إلى قبور المسلمين، ولم يأمر بأن يُجْعَل معه شيءٌ من تربة قبر النبي صلى الله عليه وسلم، إذ أن ذلك من معاني التبرك بقبره عند المتبركين بالقبور، فلو كان مرادُه التبركَ لأخذ ببعض ما يؤدي إليه إن فاته كمالُه.

 



([1]) مفاهيم يجب أن تصحح، المالكي، ص(139، 232)، التبرك، الأحمدي، ص(162)، واستئذان عمر لعائشة رضي الله عنها، رواه البخاري، كتاب الجنائز، باب ما جاء في قبر النبي r، (1392)، وفي كتاب المناقب، باب قصة البيعة والاتفاق على عثمان بن عفان t، (3700)، كلاهما عن عمر بن ميمون الأودي، وفي الاعتصام بالكتاب والسنة، (7328)، عن عروة بن الزبير.

([2]) رواه الترمذي، كتاب المناقب، باب في مناقب أبي بكر وعمر رضي الله عنهما كليهما، (3662)، وابن ماجه في المقدمة، باب فضل أبي بكر t، (97)، وأحمد في مسنده، (5/385).

([3]) ص(1065، 2).

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
شبهة جواز التبرك بقبر النبي صلى الله عليه وسلم بطلب عمر رضي الله عنه أن يُدفن بجواره.doc doc
شبهة جواز التبرك بقبر النبي صلى الله عليه وسلم بطلب عمر رضي الله عنه أن يُدفن بجواره.dpdf pdf

ذات صلة

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى