شبهة الاستدلال بوضع أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه وجهه على قبر النبي صلى الله عليه وسلم على جواز التبرك بقبره
يستدلُّ المبتدعة بجوازِ التبرك بقبر النبي صلى الله عليه وسلم بوضع أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه وجهه على قبر النبي صلى الله عليه وسلم([1]).
الرد:
أولًا: الحديث رواه الإمام أحمد في المسند، ثنا عبد الملك بن عمرو، ثنا كثير بن زيد عن داود بن أبي صالح، قال: أقبلَ مروانُ يومًا فوجدَ رجلًا واضعًا وجهَه على القبرِ، فقال: أتدري ما تصنعُ؟ فأقبلَ عليه فإذا هو أبو أيوب، فقال: نعم، جئتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ولم آتِ الحجر، سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: »لا تبكوا على الدينِ إذا وليَه أهلُه، ولكن ابكوا عليه إذا وليَه غيرُ أهلِه«([2]).
قال الذهبي في الميزان: »قال أبو زرعة: صدوقٌ فيه لين، وقال النسائي: ضعيفٌ، وروى ابن الدورقي عن يحيى: ليس به بأسٌ، وروى ابنُ أبي مريم عن يحيى: ثقةٌ، وقال ابن المديني: صالحٌ وليس بقويٍّ«([3])، فهذه عِلَلٌ في الإسناد تضعف الرواية.
ثانيًا: في القصة غرابة في متنها، حيث إن ظاهرها يدلُّ على أن القبر ظاهر للعيان، يراه كلُّ من يمرُّ به، شأنه شأن سائر القبور، بينما الواقع أن القبرَ كان في حُجرةِ عائشة - رضي الله عنها -، وكان من يدخل ليرى القبر يستأذن منها([4]).
ثالثًا: القصة رواها ابن عساكر في "تاريخ دمشق" من غير وضع الوجهِ على القبر، وإنما بمجيء أبي أيوب للسلام على النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا هو الموافق للأدلة الشرعية، وما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم.
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.