الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ التوسل إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة التي قام بها العبد كأن يتوسل إلى الله بالإيمان به وطاعته واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم ومحبته ومن أمثلة هذا النوع قولُه تعالى: {الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} [آل عمران: 16]، وقوله: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ} [آل عمران: 193].
ومن ذلك؛ توسل أصحاب الغار الثلاثة بأعمالهم عندما انطبقت عليهم الصخرة([1])، وقد ترجم الإمام النووي لهذا الحديث بقوله: (باب: قصة أصحابِ الغارِ، والتوسل بصالحِ الأعمالِ)، وقال في كتابه "الأذكار": (باب دعاءِ الإنسان بصالحِ عملِه إلى اللهِ تعالى) فذكر هذا الحديث، ثم قال: (وقد قال القاضي حسين من أصحابنا وغيرُه في صلاةِ الاستسقاءِ كلامًا معناه: أنه يُستحبُّ لمن وقعَ في شدةٍ أن يدعو بصالحِ عملِه، واستدلوا بهذا الحديث، وقال: وذكرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم هذا الحديث ثناءً عليهم، فهو دليلٌ على تصويبِه صلى الله عليه وسلم فعلَهم، وباللهِ التوفيق)([2]).
وقال الحافظُ ابن حجر في شرحه: (وفي هذا الحديث: استحباب الدعاءِ في الكربِ، والتقرب إلى اللهِ تعالى بذكرِ صالحِ العملِ)([3]).
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.