الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ وقبل ذكر بعض أقوال علماء الشافعية في إنكار هذا التوسل البدعي، لابد من بيان التوسل المشروع الذي يقرِّب العبدَ إلى ربِّه وأمر بابتغائه إليه، قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} [المائدة: 35]، فعند تأمل النصوص الشرعية في هذا نجد أنها قد دلَّت على أنواع معينة يشرع للعباد أن يتوسلوا بها إلى الله تعالى([1]):
قال الله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [الأعراف: 180]، والمعنى: ادعوا اللهَ تعالى متوسلين إليه بأسمائه الحسنى، ولاشك أن صفاته العليا عز وجل داخلة في هذا، وقال تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى} [الإسراء: 110].
ومن أمثلة هذا النوع قوله تعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 1-6] إلى آخر السورة، فقدَّم بين يدي الدعاء - وهو قوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} - الثناء على الله تعالى بذكر أسمائه الحسنى، ومن ذلك قول الداعي: يا رحمن ارحمني، ويا غفور اغفر لي، ونحو ذلك من التوسلات إلى الله بأسمائه الحسنى.
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.