التفسير الإشاري عند الصوفية

التفسير الإشاري عند الصوفية






الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله، أما بعد: قال الإمام المفسر أبو الحسن الواحدي رحمه الله: ((صنف أبو عبد الرحمن السلمي، حقائق التفسير، وهو تفسير على الطريقة الصوفية بما يعرف بالتفسير الإشاري ـ فإن كان يعتقد أن ذلك تفسير فقد كفر))[1].

وقد نقل الشيخ محمد الذهبي المصري ـ في كتاب التفسير والمفسرون ـ في الاتجاهات المنحرفة كلاماً من تفسيراتهم الباطلة نقلها من السيوطي راجع 82: "فمن ذلك الهراء ما نقله وأورد السيوطي في كتابه الإتقان (2ـ184) عن أحد الصوفية أنه فسر قوله تعالى في الآية (255) من سورة البقرة {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة: 255] فقال: معناه: (من ذل) من الذل (ذي) إشارة النفس، (يشف) من الشفاء (ع) من الوعي)."

وقال المُناوي رحمه الله، في حديث "تسحروا فإن في السحور بركة" : ((قال الغزالي: شذَّ جمعٌ ممن يدعي التصوف فصرف ألفاظ الشارع عن ظاهر المفهوم منها إلى أمورٍ باطنةٍ لا تسبق الأفهام إليها فقالوا أراد بالسحور الاستغفار، كما قالوا أراد في {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى} [طه: 24] أنه أشار إلى قلبه فهو الطاغي وفي {أَلْقِ عَصَاكَ} [الأعراف: 117] أي كل ما يتوكأ عليها مما سوى الله يلقيه، وهذه خرافات يحرِّفون بها الكتاب والسُّنة وبطلانه قطعي وكيف يحمل التسحُّر على الاستغفار، مع كون المصطفى صلى الله عليه وسلَّم كان يتسحّر بتناول الطعام في السّحر ويقول: تسحّروا))[2].

ويقول ابن عطاء الله السكندري: ((سمعت شيخنا ـ يقصد المرسي أبو العباس ـ يقول في قوله عز وجل: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} [البقرة: 106] أي: ما نذهب من ولي لله إلا ونأتِ بخير منه أو مثله.[3]

والحقيقة أن القول بالتفسير الإشاري عند الصوفية مبتدأ الضلال إلى القول بأن للقرآن ظاهر وباطن، كما ثبت هذا عن غلاة الصوفية والعياذ بالله.

الهوامش


[1] (فتاوى ابن الصلاح: صفحة 29).

[2] (فيض القدير: 3 ـ244).

[3] (لطائف المنن صفحة: 63)

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
التفسير الإشاري عند الصوفية.doc doc
التفسير الإشاري عند الصوفية.pdf pdf
التفسير الإشاري عند الصوفية.pdf pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى