هل ذكر النبي عن خدر الرجل من باب الاستغاثة؟

هل ذكر النبي عن خدر الرجل من باب الاستغاثة؟






الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛يستدل المبتدعةُ على جوازِ الاستغاثةِ بالنبي صلى الله عليه وسلم بالآثارِ التي فيها ذكرُ النبي صلى الله عليه وسلم عند خدر الرجل([1])، ومن ذلك ما جاء عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أنه خدرت رجلُه، فقيل له اذكر أحبَّ الناسِ إليك، فقال: يا محمد.

وكذلك ما جاء عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال لرجلٍ لما خدرت رجلُه: اذكر أحبَّ الناس إليك، فقال الرجلُ: محمد صلى الله عليه وسلم؛ فذهب خدرُه.

الرد:

أولًا: قال تعالى: {هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [غافر: 65].

ثانيًا: قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني: »أنه من روايةِ أبي إسحاق عنه، يعني عن الهيثم، وهو السبيعي، وهو مدلِّس وقد عنعنه«([2])، وهذا بالنسبة لأثرِ ابنِ عمرَ - رضي الله عنهما -، أما أثر ابنِ عباسٍ - رضي الله عنهما - فهو قد رواه ابن السني عن طريق غياث بن إبراهيم وهو متهمٌ بالوضعِ فلا يُتج بحديثه.

ثالثًا: أن الروايةَ ليس فيها أنه دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أو طَلَبَ منه شيئًا، بل هو ذِكْرٌ لاسمِ المحبوبِ فقط، ولو كانت بحرفِ النداءِ لم تكن دعاءً ولا استغاثةً، حيث إنها للندبة، أو لاستذكارِ الحبيب.

رابعًا: من المعروفِ أن العربَ تذكرُ الحبيبَ عند خدر الرِّجْلِ، وقد ذُكِر ذلك في أشعارِهم، ومن ذلك قول الشاعر:

وما خَدَرَتْ رجلاي إلا ذكرتُكُم           فيذهب عن رجلاي ما تجدانِ([3]).


([1]) الدرر السنية في الرد على الوهابية، أحمد زيني دحلان، ص(35)، مفاهيم يجب أن تصحح، محمد قطب، ص(147)، وانظر: فتح المنان، الألوسي، ص(375)، الرد على شبهات المستغيثين بغير الله، ابن عيسى، ص(95)، الصراع بين الإسلام والوثنية، عبد الله القصيمي، (2/329).

([2]) تخريج أحاديث الكلم الطيب، الألباني، ص(120).

([3]) الحماسة البصرية، علي بن الحسن البصري، (2/105)، ونسب البيت إلى الأقيشر.

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
هل ذكر النبي عن خدر الرجل من باب الاستغاثة؟.doc doc
هل ذكر النبي عن خدر الرجل من باب الاستغاثة؟.pdf pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى