ما أحوج الأمة في هذه الأزمان إلى اليقين في الله الواحد الأحد الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، الذي خلق فسوى، وقدَّر فهدى، وأخرج المرعى، السماء بناها، والجبال أرساها، والأرض دحاها، أخرج منها ماءها ومرعاها، يبسط الرزق، ويغدق العطاء، ويرسل النعم سبحانه وتعالى.
اليقين في الذي كل يوم هو في شأن؛ يغفر ذنبًا، ويفرِّج كربًا، ويرفع قومًا، ويضع آخرين، يحيي ميتًا، ويميت حيًّا، ويجيب داعيًا، ويشفي سقيمًا، ويُعِزُّ من يشاء، ويُذِلُّ من يشاء، يجبر كسيرًا، ويغني فقيرًا، ويعلِّم جاهلًا، ويهدي ضالًّا، ويُرشد حيرانًا، ويغيث لهفانًا، ويفك عانيًا، ويشبع جائعًا، ويكسو عاريًا، ويشفي مريضًا، ويعافي مبتلى، ويقبل تائبًا، ويجزي محسنًا، وينصر مظلومًا، ويقصم جبارًا، ويقيل عثرةً، ويستر عورةً، ويؤمن روعةً.
اليقين في الذي أضحك وأبكى، وأمات وأحيا، وأسعد وأشقى، وأوجد وأبلى، ورفع وخفض، وأعز وأذل، وأعطى ومنع، ورفع ووضع، وحده لا شريك له .. اليقين في التواب الرحيم رب العالمين، الذي مَن أَقْبَلَ إليه تلقاه من بعيد، ومن أعرض عنه ناداه من قريب، ومن ترك من أجله أعطاه فوق المزيد، ومن أراد رضاه أراد ما يريد.
أهل ذكره هم أهل مجالسته، وأهل شكره هم أهل زيادته، وأهل طاعته هم أهل كرامته، وأهل معصيته لا يقنطهم من رحمته؛ إن تابوا إليه فهو حبيبهم، وإن لم يتوبوا فهو رحيم بهم، يبتليهم بالمصائب ليطهِّرهم من المعايب، الحسنة عنده بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة، والسيئة عنده بواحدة، فإن ندم عليها واستغفر غفرها له، يشكر اليسيرَ من العمل، ويغفر الكثيرَ من الزلل ... سبحانه وتعالى.
وعندما يستسلم العبدُ لله جل وعلا، ويوقن به، ويستشعر العزَّ في وحدانيته، والقوة في أن ربه واحد أحد فرد صمد، لا شريك له ولا ولد، عزَّ عن النظير والشبيه، ما اتخذ من ولد وما كان معه من إله؛ يستشعر الفخر والعزة، إذ ليس فيه شركاء متشاكسون، بل هو سَلَمٌ لسيد واحد وربٍّ واحد، فلا آمر له سواه، ولا متصرف فيه غيره، ولا مدبر للأمور إلا الله الواحد الأحد سبحانه وتعالى وعز وجل.
لابد لنا من اليقين بأن في القلب شعثًا لا يلمُّه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حزن لا يُذْهِبُه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه، وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه ومعانقة الصبر على ذلك إلى لقائه، وفيه فاقة لا يسدُّها إلا محبتُه والإنابةُ إليه، ودوام ذكره وصدق الإخلاص له، ولو أُعطي الدنيا وما فيها لم تُسّد تلك الفاقة منه أبدًا سبحانه وتعالى.
وكثيرًا ما توقظ آياتُ القرآن الكريم القلبَ البشري للتأمل والتدبر، واستجلاء العجائب في هذا الكون الهائل، غير أنه لا يدرك هذه العجائب، ولا يستمتع بالرحلة هذا المتاع، إلا القلبُ العامر باليقين؛ قال رب العالمين: {وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ} [الذاريات:20].
- تعريف اليقين في اللُّغة:
اليقين مشتق من الفعل يَقِنَ وأيقن يوقن إيقانًا، وييقن يقنًا ويقينًا، فهو موقن.
واليقين نقيض الشك، فهو العلم وتحقيق الأمر وإزاحة الشك، فكما أن العلم نقيض الجهل، فكذلك اليقين نقيض الشك، يُقال: علمتُه يقينًا، أي علمًا لاشك فيه([1]).
وليس هو من الفعل وقن وأوقن؛ فإن معنى وقن وأوقن: اصطاد الطير من وقنته، أي وكنته (محضنه)، فالوقنة موضع الطائر في الجبل.
ويُقال: توقن وأوقن في الجبل: صعد فيه([2]).
نخلص مما سبق أن اليقين مشتق من الفعل يقن وأيقن، بمعنى علم علمًا لاشك فيه تطمئن إليه النفس اطمئنانًا يزيل الشك ويدفع للعمل بالموقَن به.
والعرب تسمي اليقينَ ظنًّا والشكَّ ظنًّا؛ ومنه قوله تعالى: {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا} [الكهف: 53]؛ أي فأيقنوا أنهم مواقعوها([3])، بل قال مجاهد - رحمه الله -: (كُلُّ ظَنٍّ في القرآن فهو علمٌ ويقينٌ)([4])، ولكن هذا مُشْكِلٌ في جَمْعٍ من آي القرآن الكريم، فإن قيل: حيث وُجد الظنُّ محمودًا مثابًا عليه فهو يقين، وحيث وُجد مذمومًا متوعدًا عليه بالعذاب فهو شك؛ لكان أولى بالصواب.
قال ابن فارس: (يَقَن، الياء والقاف والنون: اليقين واليقين؛ زوال الشك، يُقال: يقنت، واستيقنت، وأيقنت)([5]).
وقال الفيروزي آبادي: (يقن الأمر، يقنًا، وأيقنه، وبه، وتيقنه، واستيقنه، وبه؛ عَلِمَه وتحقق به، واليقين إزاحة الشك، و(يطلق على) الموت)([6]).
وقال الجوهري: (اليقين: العلم وزوال الشك، يُقال: منه يقنت الأمر يقنًا واستيقنت، وأيقنت، وتيقنت، كله بمعنى واحد، أنا على يقين منه ...، وربما عبَّروا عن الظن باليقين وبالظن عن اليقين)([7]).
وقال الراغب: (اليقين من صفةِ العلم فوق المعرفة والدراية وأخواتها، يُقال: علم يقين، ولا يُقال: معرفة يقين، وهو سكون الفهم مع ثبات الحكم)([8]).
تَطَوَّرَ مصطلحُ اليقين داخل القواميس اللُّغوية ليفيد:
1- العِلم وإزاحة الشكِّ، وتحقيق الأمر.
2- وفي كلام ربِّ العالمين: {وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ} [الحاقة:51]، فأضاف عز وجل الحقَّ إلى اليقين، وليس هو مِن إضافة الشيء إلى نفسه؛ لأنَّ الحق غير اليقين، إنَّما هو خالصُه وأصحُّه، فجَرَى مجْرى إضافةِ الخاص إلى العام.
3- وقوله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 99]؛ أي: حتى يأتيك الموت، وفيه: الأمر بالإقامة على العِبادة إلى الممات.
4- وتُعبِّر العربُ بالظنِّ عن اليقين، وباليقين عن الظنِّ، ومنه قول أبي سدرة الأسدي:
تَحَسَّبَ هَوَّاسٌ وَأَيْقَنَ أَنَّنِي *** بِهَا مُفْتَدٍ مِنْ وَاحِدٍ لاَ أُغَامِرُهْ
يقول: تشمَّم الأسدُ ناقتي يظنُّ أنني أفتدي بها منه، وأستحْمي نفسي فأترُكها له، ولا أقتحم المهالِك بمقاتلته، وإنَّما سُمِّي الأسد هَوَّاسًا؛ لأنَّه يهوس الفريسةَ؛ أي: يدقُّها([9]).
فاليقين لغة: زوال الشك وتحقيق الأمر بالعلم الحاصل بعد نظر واستدلال، فالموقن هو العالم بالشيء بعد حيرة الشك([10]).
- تعريف اليقين الاصطلاحي:
هو اليقين الجازم بعلمٍ وطمأنينة واستقرارٍ نفس، بكل ما جاء في الكتاب والسنة عن الله تعالى، يقينًا يدفع المرءَ إلى العبودية لله تعالى، مع حرص شديد على إخلاص النية له سبحانه، واتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
أو تقول: هو أن تتيقن بكل ما ورد من الحق، فيكون عندك كالشاهد.
فاليقين هو إتقان العلم بانتفاء الشك والشبهة عنه، وهو العلم الجازم الذي لاشك فيه، المؤدي إلى استقرار القلب وطمأنينته، الدافع إلى العمل؛ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: (اليقينُ هو طمأنينةُ القلبِ، واستقرارُ العلمِ فيه، وضدُّ اليقينِ الريبُ، وهو نوعٌ من الحركةِ والاضطرابِ)([11])، ويقول السعدي: (اليقينُ هو العلمُ التامُّ الذي ليس فيه أدنى شكٍّ، الموجبُ للعملِ)([12]).
نقَل ابن قيِّم الجوزية (تـ751هـ) - رحمه الله - عن الخاصَّة مِنْ أهل العِلم في "المدارج" زُمرةً من التعريفات لليقين، وإنْ كانتْ هذه التعريفاتُ متباينةً من حيث المبنَى، إلا أنها متحِدة من حيثُ المعنى؛ ومن ذلك:
1- قول الجُنَيْد: اليقين هو استقرارُ العِلْم الذي لا ينقلِب ولا يُحوَّل ولا يتغيَّر في القلْب.
2- وقول ذي النون: اليقين هو النَّظرُ إلى الله في كلِّ شيء، والرُّجوع إليه في كلِّ أمر، والاستعانة به في كلِّ حالٍ([13]).
وأورد الجرجانيُّ في تعريفاته: أنَّ اليقين هو: (طُمأنينةُ القَلْبِ، على حقيقةِ الشيءِ، وتحقيقُ التصديقِ بالغَيْب، بإزالةِ كلِّ شكٍّ ورَيْبٍ)([14]).
إنَّ عماد تعريف (اليقين) هو: العِلْم المستودَع في القلْب، الذي يُعارِض اللَّبْسَ والتشكيك والرَّيب، وهو مِن الإيمان الجازم بمنزلة الرُّوح من الجسد؛ فقد أخرج الطبراني من طريق عبد الله بن مسعود، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((إِنَّ اللَّهَ تَعالى بِقِسْطِه وَعَدْلِه جَعَلَ الرَّوْحَ والْفَرحَ في الرِّضا وَالْيَقِين))([15]).
وفي اليقين لابن أبي الدُّنيا من طِريق العلاء بن عُتْبة: أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اللهمَّ إني أسألُك إيمانًا تباشِرُ به قلْبِي، ويَقينًا حتى أعلمَ أنه لا يمنعني رِزقًا قسمتَه لي، ورِضًا من المعيشةِ بما قسمتَ لي))([16]).
ومما ينبغي أن يُعلم أن اليقين أعلى درجات الإدراك؛ قال ابن تيمية: (ينبغي أنْ يُعلمَ أن كلَّ واحدٍ من صفات الحي، التي هي العلمُ والقدرةُ والإدراكُ ونحوها، له من المراتب ما بينَ أولِه وآخرِه ما لا يستنبطُه العبَّادُ، كالشكِّ ثم الظنِّ ثم العلمِ ثم اليقينِ ومراتبه، وكذلك الهم والإرادة والعزم ...)([17]).
والعبد يعرف من نفسه بلوغَه درجة اليقين بالشيء كما يعرف أنه رأى الشيء أو سمعه؛ يقول ابن تيمية: (العلمُ واليقينُ يجدُه الإنسانُ من نفسِه كما يجدُ سائرَ إدراكاتِه وحركاتِه، مثلما يجدُ سمعَه وبصرَه وشمَّه وذوقَه، فهو إذا رأى الشيءَ يقينًا يعلمُ أنه رآه، وإذا علمَه يقينًا يعلمُ أنه علمه، وأما إذا لم يكن مستيقنًا؛ فإنه لا يجدُ ما يجدُه العالمُ، كما إذا لم يستيقن رؤيتَه لم يجدْ ما يجدُه الرائي، وإنما يكون عنده ظنٌّ ونوعُ إرادةٍ توجبُ اعتقاده)([18]).
قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ: (الْيَقِينُ أَنْ لَا تُرْضِيَ النَّاسَ بِسَخَطِ اللَّهِ، وَلَا تَحْمَدَ أَحَدًا عَلَى رِزْقِ اللَّهِ، وَلَا تَلُمْ أَحَدًا عَلَى مَا لَمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ عز وجل، فَإِنَّ الرِّزْقَ لَا يَسُوقُهُ حِرْصُ حَرِيصٍ، وَلَا يَرُدُّهُ كَرَاهِيَةُ كَارِهٍ، فَإِنَّ اللَّهَ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - بِقِسْطِهِ وَعِلْمِهِ وَحِلْمِهِ جَعَلَ الرَّوْحَ وَالْفَرَجَ فِي الْيَقِينِ وَالرِّضَا، وَجَعَلَ الْهَمَّ وَالْحَزَنَ فِي الشَّكِّ وَالسُّخْطِ)([19]).
وَقَالَ أيضًا: (اليَقِينُ الإِيمَانُ كُلُّهُ)([20])، وعَنْه أيضًا قَالَ: (الصَّبْرُ نِصْفُ الْإِيمَانِ، وَالْيَقِينُ الْإِيمَانُ كُلُّهُ)([21]).
وعَنْ مُوسَى بْنِ عِيسَى قَالَ: (اجْتَمَعَ حُذَيْفَةُ الْمَرْعَشِي، وَسُلَيْمَانُ الْخَوَّاصُ، وَيُوسُفُ بْنُ أَسْبَاطٍ، فَتَذَاكَرُوا الْفَقْرَ وَالْغِنَى، وَسُلَيْمَانُ سَاكِتٌ فَقَالَ بَعْضُهُمُ: الْغَنِيُّ مَنْ كَانَ لَهُ بَيْتٌ يُكِنُّهُ، وَثَوْبٌ يَسْتُرُهُ، وَسَدَادٌ مِنْ عَيْشٍ يَكِفُّهُ عَنْ فُضُولِ الدُّنْيَا، وَقَالَ بَعْضُهُمُ: الْغَنِيُّ مَنْ لَمْ يَحْتَجْ إِلَى النَّاسِ.
فَقِيلَ لِسُلَيْمَانَ: مَا تَقُولُ أَنْتَ يَا أَبَا أَيُّوبَ؟ فَبَكَى ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ جَوَامِعَ الْغِنَى فِي التَّوَكُّلِ، وَرَأَيْتُ جَوَامِعَ الشَّرِّ مِنَ الْقُنُوطِ، وَالْغَنِيُّ حَقَّ الْغِنَى مَنْ أَسْكَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ مِنْ غِنَاهُ يَقِينًا، وَمِنْ مَعْرِفَتِهِ تَوَكُّلًا، وَمِنْ عَطَايَاهُ وَقَسْمِهِ رِضًى، فَذَاكَ الْغَنِيُّ حَقَّ الْغِنَى وَإِنْ أَمْسَى طَاوِيًا وَأَصْبَحَ مُعْوِزًا؛ فَبَكَى الْقَوْمُ جَمِيعًا مِنْ كَلَامِهِ)([22]).
وَقَالَ السَّرِيُّ: (الْيَقِينُ سُكُونُكَ عِنْدَ جَوَلَانِ الْمَوَارِدِ فِي صَدْرِكَ، لِتَيَقُّنِكَ أَنَّ حَرَكَتَكَ فِيهَا لَا تَنْفَعُكَ، وَلَا تَرُدَّ عَنْكَ مَقْضِيًّا)، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْوَرَّاقُ: (الْيَقِينُ مَلَاكُ الْقَلْبِ، وَبِهِ كَمَالُ الْإِيمَانِ، وَبِالْيَقِينِ عُرِفَ اللَّهُ، بِالْعَقْلِ عُقِلَ عَنِ اللَّهِ)([23]).
وقال أَبُو سَعِيدٍ الْخَرَّازُ: (الْعِلْمُ مَا اسْتَعْمَلَكَ، وَالْيَقِينُ مَا حَمَلَكَ)([24]).
فاليقين يعني العلم الجازم وطمأنينة القلب واستقرار النفس بكل ما جاء في الكتاب والسنة عن الله تعالى، يقينًا يدفع المرءَ إلى العبودية لله تعالى مع حرص شديد على إخلاص النية له سبحانه، واتباع ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقد نَحَى العلامةُ السعدي - رحمه الله - مَنْحَى آخر، فعدَّ اليقين أخص من العلم؛ فقال: (اليقينُ أخصُّ من العلمِ بأمرين؛ أحدهما: أنه العلمُ الراسخُ القويُّ الذي ليس عرضةً للريبِ والشكِّ، والأمر الثاني: أن اليقينَ هو العلمُ الذي يحملُ صاحبَه على الطمأنينةِ بخبرِ اللهِ تعالى، والطمأنينةِ بذكرِ اللهِ تعالى، والصبرِ على المكارِه، والقوةِ في أمرِ اللهِ، والشجاعةِ القوليةِ والفعليةِ، والاستحلاءِ للطاعات، وأن يهونَ على العبدِ في ذاتِ اللهِ المشقاتُ والمكارِهُ)([25]).
ونخلص مما سبق إلى أن المراد باليقين في الدين هو:
العلم التام والتصديق الجازم بحقائق الدين، سواء ما تعلق بأصوله أو فروعه، أو بتعبير آخر هو: التصور الصحيح لمبادئ الإسلام.
والمقياس الحقيقي لذلك اليقين هو الموافقة للكتاب والسنة النبوية المطهرة، وما كان عليه سلف الأمة من الهدي، وما شهد بصحته أصلٌ معتبرٌ في الشريعة.
([1]) انظر: لسان العرب، ابن منظور، (3/1015)، ومعجم مقاييس اللغة، ابن فارس، (6/157)، والصحاح، الجوهري، (6/2219).
([4]) انظر: تفسير الطبري، (1/206/207)، وتفسير ابن كثير، (1/88)، وصحح إسنادَه ابنُ كثير - رحمه الله -.
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.