الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم أما بعد، تتجلى أهمية العقيدة الإسلامية من خلال عدة أمور منها:
1- أن العقيدة الإسلامية هي الأصل والأساس لدين الإسلام، والأحكام الشرعية كلها متفرعة عن هذا الأصل، ولذا مكث النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ثلاث عشرة سنة من أجل تقرير العقيدة، فقد ربى صلى الله عليه وسلم الصحابة رضوان الله عليهم على هذا العقيدة، وغرسها في قلوبهم، فلما رسخت هذه العقيدة عندهم تحقق منهم التسليم للشرائع، فامتثلوا الأوامر واجتنبوا النواهي.
2- أن تصحيح العقيدة هو مفتاح دعوة الرسل عليهم السلام، فما من رسول بعثه الله تعلى إلا وقد ابتدأ بإصلاح عقائد قومه، فدعاهم إلى عقيدة الإسلام.
قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}[الأنبياء: 25]، فإذا صلحت العقيدة صلحت سائر الأمور، فإن صلاح سلوك الفرد وأخلاقه يتناسب مع صلاح عقيدته.
3- أن العلم بالعقيدة الإسلام هو أشرف العلوم وأعظمها وأعلاها، لأن شرف العلم بشرف المعلوم، والعقيدة الإسلامية تتضمن العلم بما يستحقه الله تعالى رب العالمين من صفات الكمال والجلال، وما يجب على العباد من تأليهه وعبادته، كما تتضمن العقيدة الإسلامية العلم بحقوق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأحوال اليوم الآخر، ومآل الناس إلى الجنة أو النار، والعلم بالعقيدة الإسلامية فيه العصمة من الانحراف إلى مسالك الفرق الضالة.
4- أن العقيدة الإسلامية هي العقيدة الوحيدة التي تحقق الطمأنينة والأمن للمتمسكين بها، قال تعالى: {بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}[البقرة: 112].
5- أن العقيدة الإسلامية سبب للنصر والعزة والغلبة، فأهل العقيدة السليمة هم الناجون المنصورون إلى يوم القيامة، كما قال صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس)[3]، فمن تمسك بهذه العقيدة أعزه الله تعالى، ومن تركها خذله الله تعالى.
6- أن العقيدة الإسلامية هي حبل الله المتين وهي السبيل لجمع شمل المسلمين وتوحيد صفوفهم كما قال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا}[آل عمران: 103]، وقال تعالى: {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ }[الأنفال: 46].
الهوامش:
[1] أخرجه مسلم، كتاب الإمارة، باب قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم»، رقم (1037).
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.