الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمدٍ رحمةِ الله للعالمين، وعلى آله وصحبه وتابعيه بإحسانٍ، إلى يوم الدِّين ثم أما بعد؛ فقدْ جرتْ عادةُ النصارى أنْ يحتفلوا بكلِّ سنةٍ تمرُّ منْ حياتِهم، وهوَ أمرٌ مُحدثٌ في شريعتِهم، فيحتفلُ الوالدان بمرورِ سنةٍ على ميلادِ ابنهما، وفي السنةِ الثانية يحتفلون بمرورِ سنتين على ميلادِه .... وهكذا.
الرد:
- يولي الناسُ الاحتفالَ بأعيادِ الميلادِ اهتمامًا يفوقُ الوصفَ، لحرصِهم على تقليدِ الأعاجم، معْ أنَّ هذا مِنَ المشابهةِ المنهي عنها، وفعلُهم هذا مصداقُ قولِه - صلى اللهُ عليه وسلم -: ((لتتبعُنَّ سننَ مَنْ كانَ قبلَكم ...)) الحديث([1]).
- أمَّا الأمورُ التي سنَّها الرسولُ - صلى اللهُ عليه وسلم -؛ والتي منها: العقيقةُ، وهيَ ما يُذبحُ عنْ المولودِ ذكرًا أو أنثى، فلا يولونَها أيَّ اهتمامٍ، وَإنَّما هي سنَّةٌ مِنَ السننِ التي كادتْ أنْ تندرسَ بسببِ كثرةِ البدعِ، وَالإعراضِ عَنْ السننِ.
وهيَ التي قالَ فيها - صلى اللهُ عليه وسلم -: ((فِي الْغُلامِ عَقِيقَةٌ، فَأَهْرِيقُوا عَنْهُ دَمًا، وَأَمِيطُوا عَنْهُ الأَذَى))([2]).
وَقالَ - صلى اللهُ عليه وسلم -: ((كُلّ غُلَامٍ رَهِينَةٌ بِعَقِيقَتِهِ، تُذْبَحُ عَنْهُ يَوْمَ السّابِعِ، وَيُحْلَقُ رَأْسُهُ وَيُسَمّى))([3]).
وَقالَ أيضًا: ((عَنْ الْغُلامِ شَاتَانِ مُكَافِئَتَانِ، وَعَنْ الْجَارِيَةِ شَاةٌ))([4]).
وَقالَ أيضًا: ((عَنْ الْغُلَامِ شَاتَانِ، وَعَنِ الْأُنْثَى وَاحِدَةٌ، وَلَا يَضُرُّكُمْ ذُكْرَانًا كُنَّ أَمْ إِنَاثًا))([5]) ..... إلى غيرِ ذلكَ مِنَ الأدلةِ التي تدلُّ على استحبابِ العقِّ عَن المولودِ([6]).
- فهذه سنةُ المصطفى - عليه الصلاةُ والسلام -، قدْ تركَها الكثيرُ مِنَ الناسِ ولهمْ في فعلِها الأجرُ العظيمُ، وَتشبَّهوا بالكفارِ في الاحتفالِ بأعيادِ الميلادِ، فقدَّموا ما يحصلُ بِه العقابُ، على مَا ينالوا بِه الثوابَ.
الهوامش:
([1]) رواه البخاري، انظر: فتح الباري، ابن حجر، (13/300)، ورواه مسلم، انظر: شرح النووي، (16/219)، كتاب العلم، واللفظ له.
([2]) رواه البخاري كتاب العقيقة، (5472)، قال ابن حجر في فتح الباري، (9/591): (وصله الطحاوي)، ورواه أبو داود، كتاب الأضاحي، (2839)، ورواه الترمذي، أبواب الأضاحي، (1551، 1552)، وقال: حديث صحيح، ورواه النسائي، كتاب العقيقة، (7/164)، ورواه ابن ماجه، كتاب الذبائح، (3164).
([3]) رواه أحمد في مسنده، (5/17)، ورواه أبو داود، كتاب الأضاحي، (2838)، ورواه الترمذي، أبواب الأضاحي، (1559)، وقال: حديث حسن صحيح، ورواه النسائي، كتاب العقيقة، (7/166)، ورواه ابنُ ماجه، كتاب الذبائح، (3165).
([4]) رواه أحمد في مسنده، (6/422)، ورواه أبو داود، كتاب الأضاحي، (2834)، ورواه الترمذي، أبواب الأضاحي، (1549)، وقال: حديث حسن صحيح، ورواه ابن ماجه، كتاب الذبائح، (3162)، ورواه النسائي، كتاب العقيقة، (7/165).
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.