خطورة التصوف الروحاني الباطني في عقائده وتعامله مع النصوص

خطورة التصوف الروحاني الباطني في عقائده وتعامله مع النصوص





(محمد الدحيم نموذجًا)

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينامحمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين أمّابعد: فإنّ الخلاف بيننا معشر أهل السنّة والجماعة السلفيين وبين الصوفية هو خلاف بين الإسلام الذي جاء به محمد صلّى الله عليه وسلّم القائم على تقرير عقيدة التوحيد ومحاربة الشرك بكلّ صوره، وبين ديانةٍ وثنيةٍ فلسفيّةٍ خالفت في توحيد الله في ربوبيّته وألوهيته أهي لله وحده ، أم له فيها شركاء كما يدّعون من الأقطاب والأولياء؟!

وقائم على خلافٍ في مصدر التلقّي في العقيدة، فأهل السنّة يرونه (الوحي) كتاب الله وما صحّ من سنّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بفهم السلف (وهم الصحابة رضي الله عنهم) فهم أعلم الناس بمراد الله ورسوله؛ لأنهم عايشوا نزول الوحي على النبيّ صلّى الله عليه وسلم، وأفهم الناس باللغة العربية (لغة القرآن)، ولتورّعهم عن الخوض في مسائل العقيدة والشريعة بغير علمٍ، بينما الصوفية يرون مصدر التلقي (الكشف) "وهو الاطلاع على ماوراء الحجاب من المعاني الغيبيّة وجوداً أوشهودًا" للعارف أو الولي أو شيخ الطريقة.

أو كما يعبّر عنه شيخ الصوفية أبي نصر السرّاج الطوسي في كتابه: "اللمع"[1] بأنه:"بيان مايستتر عن العبد من الفهم كأنه رأي عين"، فالذي وصل عندهم لمرحلة مايسمونه تجلّي الحقّ فيه وهو الله، فتفنى ذاته في ذات الله، وهي عقيدة وحدة الوجود (نعوذ بالله من هذا الضلال) ويندرج تحت الكشف الصوفي عندهم) دعوى رؤية النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقظةً، والخضر والالتقاء به، والهواتف والرؤى والمنامات، والإلهام وهو ما يعرف عندهم بالعلم اللدنيّ "حدثني قلبي عن ربّي" فهو عندهم وحي الأولياء كما صرّح بذلك أبو المواهب الشاذلي، وقد نقل ذلك عنه الشعراني الصوفي في الطبقات الكبّرى[2].

ومن مصادر القوم: الذوق والوجد وسيأتي توضيحها لاحقاً بإذن الله، وغير ذلك.

فالتصوف دخيل على دين الإسلام تأثّر بمؤثّراتٍ خارجيّة؛ كالمؤثّر النصراني والهندي "الهندوسي"، "واليوناني"، فهذه أهمّ المنابع التي استقى منها التصوّف عقائده ومصادره في التلقّي.

وممّا ينبغي التأكيد عليه أنّ التصوّف له اتجاهان رئيسان:

التصوف الفلسفي: المبني على عقائد وفلسفات اليونان والهند، وهؤلاء على طريقة "الباطنيّة"، والباطني: هو من يحكم بأنّ لكلّ شئٍ ظاهراً وباطناً، ولكلّ تنزيلٍ من الوحي تأويلاً "المعجم الفلسفي لجميل صليبا[3].

فالباطنيّة: لفظ يطلق على كلّ من يعتقد بأنّ لكلّ ظاهرٍ محسوس في الكون معنىً باطنيّاً خفيّاً، وأنّ عالم المحسوسات ينقسم إلى ظاهرٍ وهو"الجسد"، وباطن وهو "الروح"، وأنّ الإنسان على الحقيقة هو "الروح"، والمعرفة على الحقيقة هي "الباطن"، فيميّزون بين علم"الظاهر"و"الباطن".

ومن الألفاظ المرادفة لمصطلح "الباطنية"، "الغنوصيّة"وهي تعني/المعرفة الحدسيّة الباطنيّة، ويزعمون أنهم يتوصلون من خلال بصيرتهم الداخلية بالحقيقة الكليّة! والغنوص الموجود في الفلسفة اليونانيّة وهي المعرفة الداخليّة مثل "العلم اللدنيّ" عند الصوفيّة، فهذا يسمّى "الغنوص" يعني/التواصل المباشر مع مصدر العلم، فالغنوص/" كشف داخلي لتحصيل العلم بطريقةٍ مباشرة".

ويلحظ المطّلع على كتابات أصحاب هذا الاتجاه كثرة استعمالهم للمصطلحات الفلسفيّة مثل: العقل الكلّي، والنفس الكليّة، والصورة، والهيولي "وغيرها كما في فصوص الحكم لابن عربي الذي أشهر عقيدة "وحدة الوجود"في مؤلفاته، وهي/ أنّ الله والعالم شيء واحد، فلا يوجد اثنينيّة في الكون، لا خالق ولا مخلوق ولا ربّ ولا مربوب، فكل ماتراه فهو الله من إنسان وحيوان وغيرذلك.

كما قال ابن عربي في الفتوحات المكيّة: العبد رب وال رب عبد ياليت شعري من المكلّف، تعالى الله عن ذلك علواً كبيرًا (نعوذبالله من هذا الكفر)، وكذا ابن الفارض في تائيته، وابن سبعين في رسائله، والجيلي في الإنسان الكامل، وغيرهم فكلّهم زنادقة يصرحون بوحدة الوجود، فاالله عندهم وحده هو الحقيقي، وما العالم إلاّ مجموع من التجلّيات، أو الصدورات التي ليس لها أيّة حقيقة ثابتة، ولا جوهر متميز، وتسمّى وحدة الوجود الروحيّة.

الاتجاه الثاني: التصوف الرهباني: القائم على الرياضات، والمجاهدات، والخلوات، والأحوال والمقامات، والذكر بطريق الرقص والتمايل والطرب، والسياحة في الأرض، وتجد أصحاب هذا الاتجاه يهتمون بذكر الخوارق والكرامات لمن يسمونهم بالأقطاب والأولياء، وهذا تجده واضحاً عند مطالعة الطبقات الكبّرى للشعراني، والجامع في كرامات الأولياء للنبهاني وغيرها، وهم يتفقون مع أصحاب الاتجاه الأول في عقيدة وحدة الوجود، لكن لاتكاد تجد عندهم المصطلحات الفلسفيّة كما عند أصحاب الاتجاه الأول، وهناك عقيدة شركية عند أصحاب التصوف الرهباني وهي عقيدة التفويض، ويقصدون بها: أنّ الله فوض تدبير وتصريف العالم إلى من يسمونهم بالأقطاب والأولياء، وأوضح مثالٍ على ذلك/ مافي عقائد فرقة البريلوية (غلاة الصوفيّة القبوريّة في شبه القارّة الهنديّة) من "أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم نائب مطلق عن الله في تصريف الكون، وأنّه خزانة السرّ وموضع نفوذ الأمر، فلا ينفذ أمر إلاّ منه، ولا ينقل خير إلاّ عنه، وأنه خليفة الله الأعظم، ومتصرّف في الأرض والسماء"[4]، ومن أخصّ عقائد البّيلوية أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم حيّ حاضر ناظر.

فهو حاضر عندهم في كلّ مكانٍ، وناظر فلم يحدث شيء في العالم إلاّ ويراه ويشاهده، وأنه يعلم أحوال جميع الموجودات والمخلوقات، ولاتخفى عليه خافية، كما يقوله أحمد رضا بريلوي مؤسّس الفرقة(نعوذ بالله من هذا الشرك الذي لم يصل إليه أبوجهل وكفارالعرب)[5].

وغالب الطرق الصوفية الموجودة الآن في العالم الإسلامي هي من هذا الاتجاه؛كالشاذليّة والقادرية والتيجانيّة والرفاعية وغيرها، وقد تكون هناك عقائد مشتركة بين هذا الاتجاه والأول كعقيدة وحدة الوجود والحلول وغيرها.

 

أقول: وهناك طرح صوفي روحاني فلسفيّ باطني معاصر خطير جدا يقوم بترويجه " محمدالدحيم " عبر ما يسمّى ب"الأمسيات الروحيّة"، ودورات "وعي الحبّ الإلهي"، و"التفكيرالجديد"، و"قوة الوجود" وغيرها!

وهذا الضلال والانحراف العقديّ الذي يدعو إليه: "محمدالدحيم" يقوم على إحياء التصوف الفلسفي الروحاني بإبراز آراء زنادقة الصوفية المتقدمين كجلال الدين الرومي وابن عربي، والغربييّن المعاصرين أصحاب الإلحاد الروحاني الباطني كـ(ديباك تشوبراواكهارت تولي) مع تغليف هذا الطرح بعبارات: "السلام الداخلي والحبّ الإلهي"، والذي يرى الدحيم أنه أيّ الحبّ الإلهي طريق الوصول إلى الله، ففي تغريدةٍ له في حسابه على تويتر بتاريخ (2 ذي القعدة 1437 ه) يقول الدحيم: "أحبّك ربّي، فالحبّ طريقي إليك، وبالحبّ عرفتك وتجلّت لي أسرار لطيفك ولذّة قربك"، وهذا صريح في إسقاط مقام العبوديّة لله جلّ وعلا، وسيأتي توضيحه لاحقاً بإذن الله.

وفي تغريدةٍ أخرى بتاريخ (11 ذي القعدة 1437 ه) يقول: "أرسل إلى عقلك من خلال التأمّل والأوراد:أنّ قوّة (الحبّ والجمال والسلام) تأتي بالوفرة والسعة والبّكة والسكون وتذهب الجدل والقلق والخوف...".

وأكّد على أنّ الحبّ هوالطريق إلى الله كمافي تغريدةٍ له بتاريخ (28 رمضان/ 1437 ه) حيث يقول: "الجمال الوجداني يكون بالحبّ الكلّي المطلق، حيث ينقلك الحبّ إلى الحبّ، ويتجلّى النور طريقاً لك".

أقول: ونظريّة الحبّ الإلهي نشأت في الفكر الهندوسي الوثني القديم، وبخاصّةٍ في الأمثال الأخلاقيّة التي يتضمنها الكورال، والكورال مجموعة شعريّة مؤلّفة من ( 1330) مقطعاً شعريا مكتوبةً بلغة (التامول) أو التاميل، منسوبةً لأحد شعرائهم ، وخلاصة القصيدة /أن الشاعر يمجد فيها "المحبة الأرضيّة"، وفي بعض المقاطع الشعريّة كناية عن حبٍّ تتحد فيه النفس بالله (عقيدة وحدة الوجود)[6].

وهذا غاندي يرى"أنّه ليس ثمّة إله غيرالحقيقة..، وأنّ الوسيلة الوحيدة لإدراك الحقيقة هي الأهيمسا (الحب)... وأنّ رؤية الحقيقة كاملة لايمكن أن تتمّ إلاّ بعد تحقيق الأهيمسا (الحب) تحقيقاً كاملاً"[7].

أقول: وقد تأثّر التصوف في نظرية (الحب الإلهي) بالمصدر النصراني، فقد ذكر الصوفي المكّي في قوت القلوب [ 2 / 110 - 111 ] والغزالي في إماتة علوم الدين [ 4 / 295 ]قصة مفادها:

"أن المسيح عليه السلام مرّ بثلاثةٍ قد نحلت أجسامهم واصفرّت وجوههم، فقال:"ما أتى بكم إلى هنا؟ فأجابوا: "خوفاً من النّار"، فردّ عليهم: "إنكم لتخافون شيئاً مخلوقاً، وخليق بالله أن يخلّص من يخشاه"، ثمّ مرّ بثلاثةٍ آخرين أشدّ ضعفاً من الأولين وأكثرا صفراراً، وسألهم ماسأل السابقين فأجابوا:"شوقاً إلى الجنّة"،فردّ عليهم: "رغبتم في شئٍ مخلوق وجدير بالله أن يمنّ على من يرجوه". وأخيراً مرّ بثلاثةٍ في غاية النحول والاصفرار وسألهم ماسأل الفريقين فأجابوا: "محبة في الله"فهتف المسيح: "أنتم أقرب الناس إلى الله".

وهذه القصة لاشكّ أنّها كذب على المسيح عليه السلام؛ لأنّ الله سبحانه حكى عن المسيح قوله: {وقال المسيح يابني إسرائيل اعبدوا الله ربّي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنّة ومأواه النّار وماللظالمين من أنصار} [المائدة: 72 ] ففيه التصريح بالعبوديّة لله جلّ وعلا، لكنّ الشاهد من تلك القصّة هو إيراد الصوفيّة لها في دعوى أنّ الوصول إلى الله بالحب كما ظهر ذلك عند متصوفة البصرة؛ كرابعة العدوية، وحيّان الجريري، وحبيب العجمي، وهؤلاء حكم عليهم الإمام أبوداود صاحب السنن بـ"الزنادقة" كما في ميزان الاعتدال للذهبي [ 2 / 62 ] فرابعة العدوية جاء عنها أنها قالت: "ماعبدتك رغبةً في جنّتك، ولاخوفاً من نارك، ولكن عبدتك عشقاً لذاتك".

وكماجاء عن عتبة الغلام أنه قال: "سيدي يخاطب الله إن تعذبني فإنيّ أحبك،وإن تعف عنّي فإنيّ أحبّك" كما في حلية الأولياء لأبي نعيم [ 6 / 235].

وقال ذو النون المصري كمافي طبقات الصوفية للسلمي [ص 23 ]: "أدنى منازل الأنس، أن يلقى في النّار،فلايغيب همّه عن مأموله".

ويحكى أنه وجد مكتوباً على جبهة ذي النون المصري بعد موته: "هذا حبيب الله، مات في حبّ الله، قتيل الله". كما في كشف المحجوب للهجويري [ص 312 ].

قلت: وهذا ماعليه محمد الدحيم؛ فقد رأيت له عدّة مقابلات في قنوات، ومنها لقاؤه مع عبد الله المديفر في برنامج "في الصميم"في رمضان/ 1436 ه، حيث انتقد الغاية التي من أجلها وجد الخلق، وهي العبوديّة، وأنه لاينبغي أن يكون هذا هو السؤال الأول (لماذاأكون؟)، وإنما السؤال الأول هو"من أكون"؟ زاعماً أنّ تقديم الإجابة على سؤال من أكون سيؤهّله إلى أن يكشف بنفسه عن إجابة سؤالٍ لماذا أكون دون أن يخضع لوصاية أحد، وقد صرّح بذلك بقوله: "علاقة الإنسان بربّه يجب أن تتجاوز مفهوم العبوديّة"، وقد ذكر هذا في الدورة التي أقامها بعنوان:"قوة الوجود"في مدينة الخبّفي السعوديّة بتاريخ 21 23 أكتوبر/ 2014 م فقال مسقطاً مقام العبوديّة لله جلّ وعلا (نعوذبالله من هذا الضلال المبين): "يجب أن تتجاوز العلاقة بيننا وبين الله علاقة الخالق بالمخلوق، والرازق بالمرزوق، يجب أن أتجاوز ذلك بأكثر؛ لأن أصل إلى أن أقول: أنا روح الله، أناخليفة الله، أناأعبّ عن الله، هنا ترتقي أخلاقك وقيمتك ويصبح عندك عظمة".

وفي دورة (التفكيرالجديد) التي عقدها الدحيم في مكتبة الملك عبدالعزيز /فرع خريص بتاريخ 3/2/1436 ه انتقد السؤال عن الغاية من الخلق قائلاً: "أول سؤالٍ يجب أن نفكّر في الإجابة عليه هو: (من أكون؟) وليس (لماذا أكون؟)؛ لأنّ هذا بزعم الدحيم "سيكشف لك قدرتك على التواصل مع عالمك اللاّمدرك"، وشكّك في كون الغاية من الخلق هي: "العبادة" قائلاً: "أمّا الواعي الذي دعا له النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالفهم عبدالله بن عباس فيقول:"إلاّ ليعبدون" أي: إلاّ ليعرفون، إنّها حالة عرفانيّة، العبادة حالة عرفانيّة".

قلت: وهذا تحريف من الدحيم لتفسير ابن عباس للآية، فقد فسّره بتفسيرٍ صوفيّ بحت وهي حالة العرفان عندهم في الوصول إلى الله جلّ وعلا، والذي جاء عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما في تفسير قوله تعالى: "إلاّ ليعبدون": إلاّ ليقرّوا بعبادتي طوعاً أوكرهاً"[8] وهذا صريح في أنّ ابن عباسٍ رضي الله عنهما يرى أن الغاية من الخلق هي العبادة.

وفي دورةٍ أقامها (محمدالدحيم) بعنوان: "أمسية وعي الحب الإلهي" (قراءة في رواية قواعد العشق الأربعون عن مولاناجلال الدين الرومي) في يوم الأربعاء ( 15 أكتوبر 2014) صرّح فيها بمايلي:

-            تمجيد وإحياء تراث جلال الدين الرومي، وهو أحد زنادقة الصوفية القائلين بوحدة الوجود، وبوحدة الأديان، ومّما قاله الرومي:

مسلم أنا ولكنّي نصرانيّ وبرهمي وزرادشتي   ليس لي سوى معبدٍ واحد مسجد أوكنيسةٍ أو بيت أصنام.

يقول الرومي في تقرير وحدة الوجود صحّة عبارة الحلاج المشهورة "أناالحق"؛ لأنّه لاوجود في الحقيقة إلاّللحق والبقيّة عدم. "من يقول" أناعبدالحق" يثبت وجودين اثنين، أحدهما نفسه، والآخر الله، أمّا من يقول: "أناالحق" فقد نفى نفسه..، يعني "أناعدم" هوالكلّ، لاوجود إلاّلله، أنا بكليّتي عدم، أنا لست شيئاً.."[9].

ثمّ قرّر الرومي من خلال عقيدة وحدة الوجود القول بوحدة الأديان وهي بإيجاز: أنّ الأديان كلّها سواء وصحيحة (التي أصلها سماوي؛كاليهودية والنصرانيّة، أو ذات أصلٍ وضعي بشري (فلا تفضيل لدينٍ على دين، ولا لملّةٍ على أخرى في الانفراد بالحق، فالكلّ مهتدٍ سائرٍ على الطريق المستقيم، فهم كلّهم يعبدون الله مهما توجّهوا، بل إنّ كفر الكافر، ومعصية العاصي هي عين إيمان المؤمن، وطاعة المطيع، فكلّ الأديان ليست إلاّطرقاً توصل إلى غايةٍ واحدةٍ هي الله جلّ وعلا (نعوذبالله من هذا الكفرالصريح).

يقول الرومي مقرّراً وحدة الأديان معلّقاً على عبارة الحلاج "أنا الحق": "وهذه هي "أنا الحق"بلغةٍ أخرى ورمزٍ آخر وبرغم أنّ كلمات الأولياء العظماء تظهر في مئات الصور المختلفة، كيف يمكن أن يكون ثمّة كلمتان، والحق واحد، والطريق واحد؟ برغم أنّهافي الصورة تبدو متضادّة، هي في المعنى واحدة.

والاختلاف يكون في الصورة، أمّا في المعنى فهي جميعاً متحدة. وهذا مثل ما إذا أمر أمير بأن تنسج خيمة، فإنّ واحداً يضفر الحبل، وآخر يسوّي الوتد، وثالثاً ينسج الغطاء، ورابعاً: يخيط، وخامساً: يفتق، وسادساً: يطرّز بالإبرة، وبرغم أنّ هذه الصور مختلفة مختلفة ومتفرقة من جهة الظاهر،فإنّهم مجتمعون من جهة المعنى ويعملون عملاً واحداً.

عندما تنظر إلى المسألة ترى الخلق جميعاً يؤدّون العبوديّة للحق، الفاسق والصالح، والعاصي والمطيع، والشيطان، والملك". كتاب"فيه مافيه"للرومي [ص 86 ].

فكلام الرومي صريح في تقرير صحّة وحدة الأديان، وأنّ الخلق جميعاً يؤدّون العبوديّة؛ الفاسق والصالح، والمطيع والشيطان، والملك.

أقول: وقد صرّح الدحيم في كلامٍ له قريبٍ جداً من كلام غلاة الصوفية بتقرير "وحدة الأديان" ففي مقالٍ له في صحيفة مكّة بعنوان: "البعد الروحي في العلاقات الإنسانيّة" بتاريخ 1جمادى الأولى 1436 ه فبّراير - 2015 م قال فيه: "فالطريق إلى الله بعدد أنفاس البشر، وكلّ الطرق ستكون جميلة ما لم يكن فيها عدوان وظلم وتعدٍّ على المقدسات والإنسان ومقدراته والأوطان ومكتساباتها. فمساحة الخيرتتسع، ومساحة الشرّ تضيق وتختنق"، فقوله: "الطريق إلى الله بعدد أنفاس البشر" هي بعينها عبارة جلال الدين الرومي في تقرير "وحدة الأديان"، وهو ما ذكره الصوفي أبو سعيد بن أبي الخير بقوله: "كلّ الأديان السماوية تعترف أنّ المعبود إله واحد لا شريك له، وهو الهدف الأعلى الواجب الوجود.

فهو الأحد من جميع الوجوه، ومن مختلف وجهات النظر ..والثنائيّة والتعددية مستحيلة لله تعالى. فمهما كان المسافرون كثيرين، وطرائقهم عديدة للوصول إلى معرفة الله سبحانه؛ فإنّ الفروق والاختلافات بينهم ستضيق حتى تتلاشى نهائيّا؛ لأنّ الهدف لهم جميعا واحد". كما في كتاب "أسرارالتوحيد في مقامات الشيخ أبي سعيد" [ص 31].

ثانيا: من الانحرافات العقديّة لدى محمد الدحيم ترويجه لعددٍ من مصادر التلقي عند الصوفيّة؛ كالإلهام، ودعوى أنّ الطريق إلى الله هوالحبّ الإلهي، والتجلّي، ومايتبع ذلك من بدع الصوفية؛كالتأمّل والصمت، وترديد الأوراد الأربعينيّة، ففي مدوّنته التي سمّاها "النجاح الروحي" ذكر قانون التفكير، وهذا بتاريخ الأربعاء 6 مارس 2013 م قال فيه: "ومن خلال الحدس والإلهام وقوّة الفراسة نحن نتصل بطاقة ذكاءٍ هائلةٍ".

وفي تغريدةٍ له على حسابه بتويتر يقول: "إذا كنت لاتحتفي بالرّوحانيّة في داخلك، فإنّ الإلهام لايتواصل معك". ويقول: "أرسل إلى عقلك من خلال التأمّل والأوراد: أنّ قوّة (الحبّ والجمال والسلام) تأتي بالوفرة والسعة والبّكة والسكون. وتذهب الجدل والقلق والخوف...".

وفي كلامٍ له صريح على طريقة غلاة الصوفية: كتب الدحيم في مقالٍ له بصحيفة مكّة، الخميس 20 جمادى الآخرة 1436 ه- 9أبريل 2015 م قال فيه: "إنّ الإنسان يتعرّض دائماً لأسئلةٍ وخواطر من داخله لايجد لها جواباً في معارفه الفكريّة ومناهجه الدراسيّة...، ثمّ يقول مبيناً كيف يصل الإنسان إلى الإجابة لأسئلته التي لازمته طويلاً:"يتحرّك الإنسان في حياته الروحية اللاّ محدودة من خلال الحدس والإلهام ليصل إلى أبعد مّما يفكر فيه أويشعربه!

إلى فضاء الإلهام الواسع الذي يتحدث بلغة السماء وعالم الملكوت... ويواصل بذكر ما هو مطلوب منّا، فيقول: "وكلّ ما هو مطلوب أن نصدّق وعينا ونثق بحدسنا الذي كثيراً ماكان يرسل إلينا الرسائل الواعية التي يدركها العقل المحجوب بأفكاره المحدودة... كلّ ذلك؛لأنّ الحدس والإلهام لغة سمائيّة لم تتعرّف عليها الاخفاقات والمتجسدات من خلال الألم والحزن..، ثمّ يؤكد على أهميّة الحدس والإلهام قائلاً: "بل هي التي تحمل الآفاق المفتوحة والأسرار المذهلة للتشافي الروحي في البدن والفكر والنفس؛ ليتحرّك اتجاه البوصلة إلى الشمال الصحيح في فهم التكوين الإنساني بقيادة الروح لمكوّناته البدنيّة والفكريّة والنفسيّة".

فهنا الدحيم يصرّح بالدعوة إلى الإلهام والحدس الصوفيّ. فالحدس: هومعرفة مباشرة من الذات العليا، أوعملية عقليّة تمكّن الإنسان من الوصول إلى طبيعته الباطنيّة الأبديّة، ويرتفع إدراك الإنسان في التصوف من خلال الممارسات والرياضات الروحيّة؛ كالتأمّل والتفكر والأوراد؛ لأنّ الممارسة بزعمهم تصفّي النفس،وتنقّي أحجبة الروح، فتتفتّح البصيرة الروحيةٍ للإنسان ويحدث الوجد، والوجد من مصادر التلقي عند المتصوفة،ومعناه عندهم: "رفع الحجاب ومشاهدة الرقيب، وحضور الفهم، وملاحظة الغيب،ومحادثة السرّ، وإيناس المفقود؛ وهو فناؤك من حيث أنت". [اللمع للطوسي ص 302].

وهي بعينها عقيدة وحدة الوجود، أنّ هذا الكون بعينه هوالله جلّ وعلا، فلا يوجد اثنيّنيّة، (لاخالق ولامخلوق) بل الكلّ هوالله (نعوذ بالله من هذا الضلال).

وهذا كثير في كلامهم عن "الوجد"، فمن ذلك قول الشبلي في مفهوم "الوجد" في أبياتٍ له:

الوجد عندي جحود              مالم يكن عن شهود

وشاهد الحقّ عندي               يفني شهود الوجود

نقله عنه الكلاباذي في كتابه: "التعرّف لمذهب أهل التصوف" ص 135 .

قلت: والإلهام الذي يذكره "الدحيم"هومن مصادر التلقي عند الصوفية، وهوعندهم: "إيقاع شئٍ في القلب؛ يثلج له الصدر، ويطمئنّ، ويسكن؛ من غير استدلالٍ بآيةٍ، ولا نظرٍ في حجّةٍ؛ يخصّ به الله جلّ وعلا بعض أصفيائه"، ويسمونه: "العلم اللدنيّ"، وهذا مايعنيه الصوفيّة بقولهم: "حدثني قلبي عن ربّي".

قال أبو المواهب الشاذلي ردّا على من أنكر قول القائل: حدثني قلبي عن ربّ: "لاإنكار؛ لأنّ المراد: أخبّني قلبي عن ربّي من طريق الإلهام؛ الذي هووحي الأولياء...". الطبقات الكبّرى للشعراني (2/68).

ويقرّر إبراهيم الدسوقي التسليم لإلهامات من يسمّيهم بـ: "الأولياء " فيقول: "عليكم بتصديق القوم في كلّ مايدّعون؛ فقد أفلح المصدّقون، وخاب المستهزؤون؛ فإنّ الله تعالى يقذف في سرّ خواصّ عباده، ما لا يطّلع عليه ملك مقرّب، ولا نبيّ مرسل...، فما للعاقل إلاّ التسليم؛ وإلاّ فاتوه وفاتهم، وحرم فوائدهم، وخسر الدارين". الطبقات الكبّرى للشعراني (1 / 173).

فالدحيم يدعو بكلّ صراحةٍ إلى التصوف الغالي الذي يقرّر وحدة الأديان والإلهام والحدس، وأنّ الطريق في الوصول إلى الله هو الحب الإلهي لا العبودية.

ففي أمسيةٍ أقامها عن "وعي الحبّ الإلهي" بتاريخ 15 أكتوبر 2014 م هوّن بصراحةٍ خطيرة من إفراد الله بالعبادة ودعا إلى سلوك التصوف من خلال التجربة الذاتية فقال: "الفرق ليس في حبّ الإله... أو تعدد الآلهة...، لكنّ المشكلة أنّه لايكون حبّاً إلاّ من خلال التجربة الذاتية...، وسلوك الطريق... هي تجربة روحانيّة يدخلها الإنسان إلى حيث يريده الحبّ".

أقول: وكلامه صريح بأنّ الحصول على محبة الإله أيّا كان، واحد أو متعدّد هو سلوك الطريق الصوفي من خلال التجربة الذاتية، وهذه مشابهة صريحة للقائلين بوحدة الأديان.

وقد صرّح الدحيم بأنّه معلم روحي يتلقّى من مصادره العلياوأوراده وطريقته كما في برنامج: "في الصميم" الذي عرض على قناة روتانا خليجية بتاريخ 7 / 9 / 1436 ه مع المديفر، حيث يقول الدحيم: "إذا جاءك الإلهام هل تقاومه؟ إذا استلمت رسائله فأنت فأنت بقيادة روحك".

وهذه الرسائل التي تأتيه لاشكّ أنها وارد شيطاني كماكانت تأتي أسلافه من الحلاج والشبلي وابن سبعين والتلمساني والرومي وابن عربي والجيلي وغيرهم من غلاة الصوفية.

وعندما سئل الدحيم في لقائه مع المديفر: هل أنت مدرّب أومعلّم؟ قال: "المعلّم يتلقّى من المصادر، المعلم الروحي يتلقّى من مصادره العليا، وأوراده، وطريقته، وعمقه، المعلّم الروحي يتصل بمصادر إلهاميّة وحدسيّة..."، وهو يرى نفسه معلماً روحيّاً، وهذا عين قول غلاة الصوفيّة: "حدثني قلبي عن ربّي". كما سبق ذكرذلك.

ثالثا: من الانحرافات العقديّة للدحيم: ثناؤه وتمجيده لمنظّري الإلحاد الروحاني؛ كديباك تشوبرا (الهندوسي الملحد)، فقد سئل الدحيم عن ديباك تشوبرا الذي يقول: "إنّني أنا الله"فقال:" أتفق معه في الجانب الروحي كثيرا وطرحه علمي"؟! كمافي لقائه مع المديفرفي برنامج: "في الصميم"، والسؤال الذي يوجّه للدحيم: ما الجانب الروحي الذي تتفق فيه مع هذا الملحد الهندوسي؟ ثمّ يواصل كلامه عن ديباك قائلاً:"استطاع أن يصل إلى حقائق". فما الحقائق التي وصل إليها هذا الملحد؟ تأليهه لذاته!!!

وفي مقالٍ كتبه الدحيم بصحيفة مكّة عن "المعرفة الرّوحيّة" بتاريخ 20 جمادى الآخرة عام 1436 ه مقرّراً فيه أنّ الحدس والإلهام هي التي تحمل الآفاق المفتوحة والأسرار المذهلة للتشافي الروحي في البدن والفكر والنفس قائلاً: "لقد حان الوقت في منطقتنا العربية للاهتمام بالوعي الروحيّ في التعليم. هذا الوعي الذي سوف يقضي على المادّية الجافّة في العلوم في وقتٍ أخذ العلم نفسه في إثبات الحقائق الروحيّة...، وكنت قرأت كتابين هامّين في هذا المجال، أحدهما: (الإثبات العلمي لحقيقة الظواهر الروحيّة) تأليف: البّفيسور الدكتور(دين رادين)، والكتاب الآخر هو (حرب وجهات النظر العلم مقابل الروحانيّة)، وهو حوار بين رؤيةٍ روحيّة يطرحها الدكتور (ديباك تشوبرا) ورؤيةٍ علميةٍ يطرحها الدكتور/ (ليونارد فيلوديناو)...".

إضافةً إلى ذلك/ فالدحيم يدعو لقراءة كتب زنادقة الصوفية، ففي لقائه مع المديفر في برنامج: "في الصميم" سأله المديفر قائلاً: "جلال الدين الرومي، ابن عربي، عندهم تجلّيات روحيّة ويتناقلها الناس بين فترةٍ وأخرى، أنت شايف إنه إعادة التراث عندهم صالحة اليوم، وتتفق مع هذه المدارس الحديثة؟

فأجاب الدحيم بقوله: "الحقيقة، فيه تجربة يجب أن تذكر جوابا لسؤالك هذا، وهو أنّه هذا المحتوى الثقافي قبل أن نصدر عليه حكما أو نتخذ منه موقفًا، لماذا لا تتمّ إعادة قراءته من جديد كما ذكرت؟ ثمّ نخرج منه بشئٍ، وعلينا أن نحاول أن نكتشفه من خلال مكتشفات العلم الحديث، وقد فعل هذه التجربة التي أشرت لها د.أحمد الصادقي من علماء المغرب له كتاب اسمه: "إشكاليّة العقل والوجود". وهي رسالته للدكتوراه، (إشكاليّة العقل والوجود عند فمنولوجيا الغياب عند ابن عربي، وناقش القضية من جميع أبعادها،أمّا أنّ الإنسان يجتزء نصّ معين ثمّ يحاكم فيه ابن عربّ...، هذه المدارس وأنت ذكرت منها /مدرسة ابن عربّ والرومي، أنا أقول وكلامي واضح جدا: ينبغي ونحن الآن في زمن "العلميّة"، وزمن الجامعات والبحث العلمي، والأكاديمي المطوّر، ماعاد نحن في زمن نصف صفحة واكتب عليها ردّ، يجب أن تخضع لدراسات علميّة كماذكرت لك نموذج د./أحمد الصادقي".

فالدحيم يسخر من ردود أئمة أهل السنة على ابن عربّ والرومي بأنهم يقرأون نصف صفحةٍ ثمّ يردّون،فهم عند الدحيم لم يعرفو امراد غلاة الصوفية في دعواهم نفي الإثنينيّة وأن الوجود واحد، مع أنّ عقيدة وحدة الوجود التي يقول بهازنادقة الصوفية لم يختصّ بفهم مرادهم منها أئمّة أهل السنة، بل حتى المستشرقين في دراساتهم وأبحاثهم عن التصوف جزموا بصحّة نسبتها لهم.

وأذكر مثالا على ذلك بالمستشرق الإنجليزي (رينولد نيكولسون) وهو من القلائل المعتنين بالدراسات التحليلية عن الصوفية، وهذا ظاهر في كتابه (في التصوف الإسلامي وتاريخه) الذي ترجمه للعربية د/أبو العلا عفيفي أستاذ الفلسفة بجامعة الإسكندرية.

يقول نيكلسون في (ص 88): "ومن لوازم مذهبهم في وحدة الوجودأيضا: قولهم بصحّة جميع العقائد الدينيّة أيّا كانت؛ فإنّ الحق كما يقول ابن عربّ: لاتحصره عقيدة دون أخرى".

وقال أيضا في كتابه: "الصوفية في الإسلام" (ص 87): "وهذه المذاهب منطقيّ اً تلغي كلّ قانونٍ دينيّ أو أخلاقي، وليس عند خيال العارف مثوبات أوعقوباتٍ ربانيّة، ولا مقاييس للحسن أو القبيح، وعنده أنّ كلمة الله المكتوبة، قد نسختها كشفه اللطيف المباشر.

يقول أبو الحسن الخرقاني: "لا أقول إنّ الجنّة والنارغير موجودتين، ولكنّي أقول: ليستا عندي شيئاً؛ لأنّ الله خلقهما جميعاً، وليس لمخلوقٍ مكان حيث أكون. ومن هناكانت جميع أشكال الأديان متساوية، وليس الإسلام بأفضل من الوثنيّة".

فهو يقرر أن وحدة الوجود هي إحدى طرق الصوفية لوحدة الأديان، فماذا سيقول الدحيم بعد ذلك وهو يلمز أئمة أهل السنة بأنهم يقرأون نصف صفحةٍ ثمّ يردون؟!!!

والبقاعي جمع كثيراً من كلام العلماء في تكفير ابن عربي في كتابٍ سمّاه: "تنبيه الغبي إلى تكفيرابن عربي".

وقال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء:"ومن أردإ تواليفه كتاب "الفصوص" فإن كان لا كفر فيه، فما في الدنيا كفر،نسأل الله العفو والنجاة، فواغوثاه بالله".

رابعا: من الانحرافات العقدية الخطيرة التي وقع فيها محمد الدحيم: الدعوة إلى إعادة قراءة النصوص، وإلغاء فهم السلف لها، وهم (الصحابة رضي الله عنهم) لها، وأنّ نصوص الكتاب والسنة قابلة للتأويل الفلسفي، وهي ماتسمّى بـ (القراءة التأويلية للنصّ) عبر مايسمّى بـ "الهرمنيوطيقا".

فالروحانية الحديثة جذورها راجعة في التعامل مع النصّ إلى الفلسفات الشرقيّة وخاصة "الهندوسية"، ومن أشهر ملاحدة الروحانييّن الذي سلك هذا المسلك"ديباك تشوبرا"، وهو الذي يقول عنه الدحيم: "أتفق معه في الجانب الروحي كثيراً، وطرحه علمي". كما في لقائه مع المديفر.

يقول ديباك تشوبرا في كتابه: "يسوع الثالث" سالكاً التأويل لنصوص الإنجيل: "يمكن لأيّ أحدٍ أن يقدم تفسيراً جديداً للعهد الجديد. للأسف هذا النص العظيم مبهم ومشكل إلى حدٍّ يؤيّد أيّ أطروحةٍ حول معناه"، فمن المعاني التي قدّمها كتأويلاتٍ روحانيّة لنصوص الإنجيل مايلي:

-            أنّ "المصدر"في داخل كلّ واحدٍ من الناس ولاحاجة لواسطة "النبوة".

-            ذاتية الوحي والإلهام الغنوصي،أي:إمكانيّة تحصيل "الوحي"لكلّ أحد.

-            أنّ المعجزات الخارقة تتحقق بمجرد تحويرالوعي وسلوك الطريق الروحاني".

من بحث/ المنهج التأويلي في التعامل مع النص الروحانيّة الحديثةأنموذج اً (ص 13-14) للدكتوره هيفاء الرشيد جزاها الله خيراً .

وقد سلك الدحيم هذا المنهج في إسقاط حجيّة فهم السلف وهم (الصحابة رضي الله عنهم) للنصوص، ففي مقاله بصحيفة مكة تحت عنوان: "قراءة النص الديني" بتاريخ 26 رمضان 1435 ه - 23 يوليو 2014 م يقول: "القراءة للنصّ الديني من دون إحاطة التراث بالقارئ تمنحه فضاءً فكرياً تتمثّل في الوعي الوجداني الذي لايمكن وصفه بأكثرمن إشاراتٍ أو رموز على صعيد الذهن، وهو على صعيد السلوك ليس أكثر إبداعاً من كونه تجربة، كلّ ذلك حين يتمثّل في تركيبٍ، أو تراكيب جديدةٍ للمعنى، أو في الدخول إلى فضاءات ضلال المعنى، وذلك أقوى وأنقى وأتقى".

فالدحيم يرى التجرد من التفسيرات للنص فيما يسمّيه: "التراث" ويزعم أنّ هذا يمنح القارئ فضاءً فكريّاً يتمثّل في الوعي الوجداني، وبعد إسقاط الفهم السلفي للنصّ يأتي الدحيم ليقرّر أنّ النص الشرعي واسع؛ليفتح الفوضى في قراءة النصّ وأنّ النص مفتوح لجميع المعاني فيقول: "وهذا؛ لأنّ طبيعة النص الديني واسعة وغير قابلةٍ للتأطير أو الحدّ أو النهائيّة، وكلّما كان القارئ متوافقا مع طبيعة النص الذي يقرأه،أعطاه النص،فمابالك بالطاقة التي تصلك وأنت تقرأ النص المقدس".

ثمّ يؤكّد على إسقاط الفهم السلفي للنص وأنّه هو الأزمة في ذلك فيقول: "وقد تمثّلت أزمة الفهم التديّني للنص الديني في الخلود إلى استدلالاتٍ تأريخية تحوّلت بفعل التلقّي اللاواعي في أفضل التعابير إلى ت وجيهٍ معياري وتفسيرٍ نهائي لنصٍّ غيرقابلٍ لفكرة النهائية،الأمرالذي أدّى إلى تكوين بدهياتٍ فهميةٍ يتمّ استحضارها للحكم والمحاكمة على ومع أيّ رؤيةٍ أو تفسيرٍ يخالف تلك "البدهيات"، التي غالباً ماتقدّم بالوصف الذي يضفي عليها المهابة ويمنحهاالسلطة، كالوصف بـ "العقيدة" أو الإجماع"، "أو المنهج".

فهو يرى بأنّ فهم النصّ بفهم السلف وهم الصحابة يؤدّي إلى محاكمة من يخالف هذا الفهم بأنه خالف العقيدة أوالمنهج، ثمّ يعودللتأكيد على التخلّي عن الفهم السلفي للنصّ قائلاً: "المقصود هنا الحديث عن قراءة النصّ الديني فلابدّ من إعادة مشهد القراءة والخلاص من سيطرة الأطر المحدودة والأدوات المنتهية، وفتح المجال والحال أمام قدرات النفس وآفاتها والعقل وإدراكاته...".

فالدحيم يحتقر الفهم السلفي للنص ويسمّيه ساخراً منه بـ"الأطر المحدودة والأدوات المنتهية".

أقول: حجيّة الفهم السلفي للنص هوالذي دلّ عليه حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه

قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:"عليكم بسنّتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدييّن من بعدي تمسّ كوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ... الحديث" رواه الإمام أحمدوأهل السنن بسندٍ صحيح.

ولا شكّ أن الصحابة رضي الله عنهم هم أعلم الناس بمراد الله ورسوله؛ لأنهم عايشوا نزول الوحي؛ ولدقّة فهمهم للغة العربية، ولتورّعهم عن الخوض في مسائل الشريعة بدون علمٍ.

لكنّ الدحيم يريد فهم النص على طريقة المتصوفة الروحانيين عن طريق الذوق والكشوف العرفانيّة، وهذا في الحقيقة من تناقضاته، فهو يريدنا أن نتخلّى عن فهم الصحابة بدعوى أنهم بشر، فماذا يسمّي "التأويلات الإشراقيّة التي يدعولها، اليس مصدرها البشر؟! بل أراذلهم ملاحدة روحانييّن كديباك تشوبرا، وزنادقة الصوفية، بل يحثّنا على قراءة كتبهم وأن لانقرأ نصف صفحةٍ ثمّ نردّ عليها! متهكماً بأئمّة السلف عامله الله بعدله.

فقد كتب الدحيم مقالا في صحيفة مكة بعنوان: "كيف نقرأ الدين"؟ بتاريخ 26 / 5 / 1435 ه صرّح فيه بالتأويل الإشراقي على طريقة الحقيقة فقال: "إنّ التديّن الذي يصلح للحياة وللكونيّة وللعطاء المستمرّ هو التدين الذي نقرؤه من وحي الرسالة، ومن توجيه النص المقدس كما هو، لا كما يريده فهم البشر، المنتج تحت أيّ ضغطٍ ولمصلحة أيّ أحدٍ.

فجماليّة الدين أنّه لايخلق ولايبلى، بل هوجديد متجدد. وهذه الخاصية. الجدة والتجدد ترهق كسالى الذهن التقليدي ومن خلالهم تتأزّم فكرة "التدين"، ثمّ يشير الدحيم للتأويل الباطني الصوفي قائلاً:" لكنّ حتميّة النور الإلهي تتجلّى إشراقاتها على طريق الحقيقة".

فالقضية عند الدحيم للوصول للحقيقة بالإشراقات الباطنية، وهذا طرح صوفي غالٍ، فمن خلال ذاتك تتواصل مع الإلهام، كما ذكر ذلك عن نفسه.

وفي مقالٍ له آخر بعنوان: "الفلسفة وفهم القرآن "بصحيفة مكة بتاريخ 6 / 5 / 1435 ه- 7 مارس 2014 م يقدّم الدحيم فهماً جديداً لقراءة النص الشرعي وهو"التأويل الفلسفي"

 

فيقول: "تأريخ الفكرالإسلامي يؤكّد وجود الصلة الوثيقة بين الفيلسوف والفهم القرآني، فالخطاب الفلسفي ليس متنافراً معه، إذ إنّ التشارك هوفي منطقة الفهم المتجدد للنص".

فالدحيم هنايرى أنّ النص الشرعي متجدد"الفهم"، وهذا حقيقته /فتح باب التلاعب بالنصوص وتأويلها لكلّ منحرفٍ وجاهلٍ، وصاحب اعتقادٍفاسد، فالكلّ يفهم النص بمايراه.

ثمّ يواصل الدحيم إسقاط وإلغاء الفهم السلفي للنصّ قائلاً: "هذا النصّ القرآني العظيم الذي يجب أن يكون كماهي طبيعته، متدفّق المعاني غيرمحدودٍ بمحاولاتٍ فهميةٍ تاريخيّة".

ويصرّح الدحيم بأنّ دور الفيلسوف في فهم النص القرآني يستلزم تأويله على غير ظاهره، وضرب مثالا على ذلك بابن رشد، ثمّ قال: "إذ تقتضي الفلسفة ضرورة التأويل لفهم القرآن، والذي أصبح منقصة في الفهم وانحرافا عقائديّا عند البعض".

فالتلاعب بمفهوم النص القرآني عن طريق التأويل الفلسفي أصل مهم عند هذا الرجل لينشر فهمه الصوفي الباطني للنصوص، وقد دعا إلى هذا بقوله: "وها أنا أستكمل الحديث بالإشارة إلى مشروعٍ تأويليٍّ له تجربته وفاعليّته وحضوره العلمي عالميّا، وهو ما اصطلح عليه بـ "الهرمنيوطيقا"، وهذا الكلام في مقاله المنشور في صحيفة مكة بتاريخ 13 جمادى الأولى1435 ه الموافق - 14 مارس 2014 م.

والسؤال هنا :ما هو مشروع محمد الدحيم التأويلي الجديد؟

والجواب: هو ماذكره بقوله: "الهرمنيوطيقا"، ولعلّي أوضّح للقارئ الكريم المراد بهذا المصطلح فأقول: مصطلح "الهرمنيوطيقا": منهج تأويلي (تحريفي) جديد نشأ في الغرب، وهو قائم على إفراغ النص من معناه واستبداله بفهمٍ آخر لا علاقة له بالنص مطلقاً، وهو منهج خطير يضع أصول الإيمان والعقيدة من أصل وجودها وتفصيلاتها تحت تصرّف العقل، والواقع، والذوق، والكشف الباطني، وغيرذلك، تفهم بالطريقة التي يريدها كلّ صاحب ضلالٍ وانحراف، يزيد وينقص، يلغي ويعتمد، ويلحد في النص الشرعي بالطريقة التي يريد، فهي تؤدّي وهناخطورتها البالغة إلى فهمٍ جديدٍ لأصول الإيمان والعقيدة، غير الذي يفهمه جميع المسلمين في عصورهم المتقدمة والمعاصرة عبّر التاريخ، فهي في حقيقتها (زندقة) لضرب الاعتماد على فهم الصحابة رضي الله عنهم للنصوص الشرعية من كتاب الله وسنة النبي صلّى الله عليه وسلّم.

والقراءة الهرمنيوطيقا للنص جذورها موجودة عند غلاة الصوفية كابن عربي وابن سبعين والحلاج وجلال الدين الرومي.

يقول العفيف الأخضر وهومن غلاة الليبّالييّن العرب في كتابه: "إصلاح الإسلام (ص60): القراءة الهرمنيوطيقية تمرّ بثلاث درجات: تبدأبالمعنى الحرفي؛ لتبّهن على أنّه غير مقنعٍ غالباً، متنقلةً إلى روح النصّ، أي: إلى معانيه المفهومة، وأخيراً إلى الدرجة الثالثة القراءة المجازية للنص، حيث يتجاور عالم مؤلّف النص مع عالم قارئ النص، في حوارٍ قوامه الإيحاء والاحتمال والترجيح.

والقراءة الهرمنيوطيقيّة مارسها في الإسلام المتصوفة، تفسيرابن عربي هو أحد نماذجها الأكثر نضجاً، تأويله هو في الواقع إعادة إنتاج النصّ القرآني، كما برهن على ذلك في تفسيره الصغير"ا.ه.

فالهرمنيوطيقا /قبّوإماتة القراءة الظاهرية للنص بتحريفها إلى قرآءاتٍ متعددة كلُّ بحسب فهمه للنص؛لأنّ الأصل عندنا أهل السنة إجراء النصوص على ظاهرها المعهود في اللسان العربّ الذي جاء به القرآن.

يقول الدحيم في تقرير مشروعه التأويلي الجديد في مقالٍ كتبه بصحيفة مكة، الجمعة 13 / 5 / 1435 ه الموافق - 14 مارس 2014 م بعنوان: "نحومشروعٍ تأويلي جديد": "فالهرمنيوطيقا تحتلّ اليوم الصدارة في ميدان الأبحاث المنهجيّة والنفسيّة والاجتماعية والتاريخيّة والإنسانية. والمكتبة العالمية تشهد زخماً من الأبحاث والدراسات الفلسفية حول الهرمنيوطيقاكما تشهد المكتبة العربية القليل من ذلك، مابين مترجم منقولٍ وأقلّ منه ماتمّ تأليفه ودراسته، وهذا القليل هو ما يبعث الأمل لإنتاجٍ أكثر وأعمق ومشاركةٍ فهميّةٍ تفتح آفاق المعنى في ظلّ سقوط مفهوم العقل الكلاسيكي القديم وأدواته، ولما يتشكّل العقل الجديد وآليّاته.

ويواصل قائلاً: "الهرمنيوطيقا مغامرة في دروب المعرفة الإنسانيّة، هي مغامرة بمعنى كونها اكتشافاً في بحر النص، اكتشاف لايعني التيه والضلال والحيرة".

فالدحيم هنايرى أنّ مشروعه "التأويلي الجديد" يعتمد على مشاركة الفيلسوف في التلاعب بالنص على المنهج الإشراقي الباطني القائم على الذوق والكشف العرفاني.

ويصرّح في نفس المقال أنّ "الهرمنيوطيقا" اكتشاف في لذّة النص،فيقول:"لكنّه اكتشاف لمايسمّيه (رولان بارت) بـ "لذّة النص" وبذلك سمّى كتابه الذي ترجمه الناقد منذر عياشي الذي يقول عن لذّة النص: "اللذّة تأتي هكذا، إنّها حضور من غيرسؤالٍ، ووجود يعمّ كلّ شئٍ دون أن يتموضع في شئٍ.

وليس شيء أقتل للذّة من سؤالٍ يستفسر عن موضوعها.

اللذّة ليست موضوعاً.إنماهي.وإنها لتكتشف دائماً من غيرسؤالٍ.

فماذا يعني الدحيم بهذا الكلام الغامض بلذّة النص هنا ؟!!

إنّه "الإلهام والحدس"عند الصوفية: وهو الوارد الذي يرد على النفس فتطمئنّ له من غير استدلالٍ بآيةٍ ولانظرٍ في حجّةٍ، ومتى يكون هذا؟

يواصل الدحيم نقله عن منذر عياشي المترجم للكتاب توضيحه لذلك قائلاً: "فلايدركها إلاّ من تحرّر من نفسه جسداً ودخل في نفسه نصّاً"!، قلت: فهذه صوفية باطنية صريحة قائمة على التجربة الذاتية الروحية.

ثمّ قال الدحيم مؤيداً ذلك: "وهو وعي بجماليّة النص التي يفتقدها الكثير من التفاسير التي كتبت حول القرآن!! والجمالية أساس في مخرجات الهرمنيوطيقا".

فهو يرى أن التفاسير السلفية للقرآن تفتقد الوعي بجماليّة النص القرآني والسبب بزعمه أنها لم تأخذ بالهرمنيوطيقا القائمة على التجربة الذاتية الروحية من خلال الذوق والإلهام والحدس للنص القرآني.

فهو يدعو بكلّ صراحةٍ إلى فهمٍ تأويلي إشراقي صوفي باطني قائم على الإلهام والذوق لكي نصل للحقيقة بزعمه.

أقول: ومن أخطر الأمور في إلغاءالفهم السلفي للنص ودعوة الدحيم إلى إعادة قراءة النصوص (إلغاء وإبطال الفهم الصحيح للإسلام الذي جاء به محمد صلّى الله عليه وسلّم).

فالقراءة الجديدة للنص الشرعي بما أنها قراءة محرّفة للنص باحتمالاتٍ كثيرةٍ غير متناهية، وهي كذلك شأن شخصي فردي لكلّ أحدٍ يقوم به أيّاً كان، وبما أننا الآن في زمنٍ تغيرت ظروفه تغيّرا كبيراً عمّا كان عليه الأمر من قبل؛ فإنّ هذه القرآءة ستكون قرآءةً ناسخةً للدين الصحيح الذي تناقلته الأمّة خلفاً عن سلف من عهد الرسول صلّى الله عليه وسلّم إلى وقتنا الآن، وسينشأ عن هذه القرآءة دين جديد يخالف دين الإسلام الذي جاء به محمد صلّى الله عليه وسلّم.

فلاحول ولاقوة إلاّ بالله من هذا الضلال.

وفي ختام هذا الرد على هذا الرجل الصوفي الباطني: أحذّر إخواني وأخواتي من حضور الدورات التي يقيمها محمد الدحيم ومايروج لها بأسماء برّاقة كالأمسيات الروحية والتفكير الجديد وقوة الوعي والحب، فهي من خلال استعراضي لجملةٍ منها مشتملة على طرح صوفي باطني خطير يريد منه نشر وبعث التصوف الروحي وبثّه للأمة وإبعادهم عن عقيدة ومنهج سلف الأمة الذين أثنى الله عليهم بقوله جلّ وعلا: {والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسانٍ رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدّ لهم جناتٍ تجري تحتها الأنهار...}[التوبة 101 ].

وقول النبي صلّى الله عليه وسلّم كمافي الصحيحين من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه: "خير الناس قرني ثمّ الذين يلونهم ثمّ الذين يلونهم".

وقوله صلى الله عليه وسلم كما في حديث الافتراق المروي من طريق جماعةٍ من الصحابة حين سأله الصحابة رضي الله عنهم عن الفرقة الناجية فقال: "من كان على مثل ماأنا عليه اليوم وأصحابي"رواه الإمام أحمد وأهل السنن بسندٍ صحيح،وصحّح إسناده شيخ الإسلام ابن تيمية كما في شرحه لحديث الافتراق في الجزء الثالث من مجموع الفتاوى.

هذا وأسأل الله تعالى أن يثبتنا على عقيدة أهل السنة في هذه الحياة،وأن يميتنا عليها غير مغيرين ولا مبدلين، ويجعلنا من المدافعين عنها ويرزقنا الإخلاص في ذلك.إنه على كل شئٍ قدير.

وصلّى الله وسلّم على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه وسلّم.

كتبه/ د.أيمن بن سعود العنقري

الأستاذ المساعد بقسم العقيدة بجامعة الإمام

في 2 / 2 / 1438 ه



[1] اللمع [ص 249 ]

[2] الطبقات الكبّرى [ص 2 / 68 ]

[3] المعجم الفلسفي لجميل صليبا[ 1 / 195]

[4] البّيلوية عقائد وتاريخ لإحسان إلهي ظهير [ص 68 - 69 ]

[5] البّيلوية لإحسان إلهي ظهير [ص 106 – 112]

[6] كتاب"فكر الهند"لمؤلّفه /ألبير شويترز [ص 171 – 173]

[7] كتاب/قصة تجاربي مع الحقيقة، المهاتما غاندي [ص 576 ].

[8] أخرجه ابن جريرفي تفسيره ( 13 /ج 27 / 12 )

[9] كتاب "فيه مافيه" للرومي [ص 83 ].

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
خطورة التصوف الروحاني الباطني في عقائده وتعامله مع النصوص.doc doc
خطورة التصوف الروحاني الباطني في عقائده وتعامله مع النصوص.pdf pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى