الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ روى الغزالي في الإحياء (1ـ3ـ44)
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من أيام العمل فيهن أفضل وأحب إلى الله عز وجل من أيام العشر من ذي الحجة. إن صوم يومٍ منه يعدل صيام سنة ، وقيام ليلة منه تعدل قيام ليلة القدر ، قيل: ولا الجهاد في سبيل الله.؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل ، إلا من عُقر جواده، وأُهريق دمه)).
وعليه انتشر بين العامة والصوفية منهم خاصة ، ممن يرجعون إلى الإحياء ، سنةُ صوم وقيام ليل العشر من ذي الحجة.
وللحق فإن كثيراً من أتباع الصوفية من الطيبين المغررين، هم أهل تدين وهمة على التعبد ، ونحن بهذا نريد أن نحافظ على هذه الهمم ، وتوجيهها ، فأقول وبالله التوفيق:
أولاً ـ إن هذا اللفظ من الحديث الذي جاء به الغزالي رحمه الله في كتابه ، ليس بثابت ، وصوابه: ((ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر. فقالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله.؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)). رواه أبو داود والترمذي وغيرهما ، وأصله عند البخاري.
وعليه فإن تحديد سنية الصيام والقيام وبيان الأجر عليها ، لا يصح.
ثانياً ـ إن الصيام والصلاة النافلتين ، والصدقة وغيرها من أعمال التطوع تدخل ضمن العمل الصالح ، فلا مانع من أن يتحرى الإنسان أيام العشر بها ، ولكن من غير أن يعتقد سنيتها ، أو أن ينسب هذا إلى الشارع صلى الله عليه وسلم ، فيكون بهذا قد أحدث وأدخل المشروع بغيره ، والله أعلم.
اضف تعليق!
اكتب تعليقك
تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.