العلامة محمد حامد الفقي

العلامة محمد حامد الفقي






قال الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله: عندما رأيته يدرس في مكة عند باب علي قلت هذا ضالتي وكانت حلقته أول حلقة أجلس فيها في الحرم وكان ذلك عام 1367 هـ.
وقال الشيخ أبو تراب الظاهري رحمه الله: كان رحمه الله إذا صعد المنبر لخطبة الجمعة يقول بأعلى صوته: كفرت بالطاغوت... كفرت بالبدوي... كفرت بكذا... ولقد كان يجتمع في حلقته في المسجد الحرام خلق كثير يجتمعون حوله ما بين قاعد وقائم.
وأما قصته تلك فيحكيها الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله وهو أحد تلاميذه فيقول، قلت للشيخ: يا شيخ أنا عندي سؤال؟
فقال: ما هو سؤالك يا ولدي؟
فقلتُ لهُ: كيفَ صرتَ موحداً وأنت درست في الأزهر؟ (وأنا أريدُ أن أستفيد والناس يسمعون)
فقال الشيخ: والله إن سؤالك وجيه.
قال: أنا درست في جـامعة الأزهر، ودرست عقيدة المتكلمين التي يدرِّسونَها، وأخذت شهادة الليسانس ... وذهبت إلى بلدي لكي يفرحون بنجاحي ...
وفي الطريق مررتُ على فلاّح يفلح الأرض، ولما وصلت عندَه... قال: يا ولدي اجلس على الدكّة... وكان عندهُ دكة إذا انتهى من العمل يجلس عليها، وجلستُ على الدكة وهو يشتغل، ووجدت بجانبي على طرفِ الدكة كتــاب، فأخذت الكتـاب ونظرت إليه ... فإذا هو كتـاب ((اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية)) لابن القيم؛ فأخذت الكتــاب أتسلى به، ولما رآني أخذت الكتــاب وبدأت أقرأ فيه... تأخر عني ... حتى قدّر من الوقت الذي آخذ فيه فكرة عن الكتــاب.
وبعد فترة من الوقت وهو يعمل في حقلِهِ وأنا أقرأ في الكتاب جاء الفلاّح وقال:
السلام عليكم يا ولدي، كيف حالك؟ ومن أين جئت؟ فأجبتهُ عن سؤالهِ.
فقال لي: والله أنت شاطر، لأنك تدرجت في طلبِ العلم حتى توصلت إلى هذه المرحلة؛ ولكن يا ولدي أنا عندي وصية.
فقلتُ: ما هي؟
قال الفلاّح: أنت عندك شهادة تعيشك في كل الدنيا في أوربا في أمريكا، في أيِّ مكان.
ولكنها ما علمتك الشيء الذي يجب أن تتعلمه أولاً.
قلتُ: ما هو؟!
قال: ما علمتك التوحيد!
قُلتُ لهُ: التوحيــد!!
قال الفلاّح: توحيـــد السلــــف.
قلتُ لهُ: وما هو توحيد السلــف؟!!
قال لهُ: انظر كيف عرف الفلاّح الذي أمامَك توحيـد السلـف.
هذه هي الكتب:
كتــاب "السنـــة" للإمام أحمد الكبير.
وكتـاب "السنــة" للإمام أحمد الصغير.
وكتـاب "التوحيد" لابن خزيمة.
وكتـاب "خلق أفعال العباد" للبخاري.
وكتـاب "اعتقاد أهل السنة" للحافظ اللالكائي.
وعدَّ لهُ كثيراً من كتب التوحيد.
وذكر الفلاّح كتب التوحيد للمتأخرين.
وبعد ذلك كتب شيخ الإســلام ابن تيمية وابن القِّيم.
وقال لهُ: أنــا أدلك على هذه الكتب إذا وصلت إلى قريتك ورأوك وفرحوا بنجاحك... لا تتأخر ارجع رأساً إلى القاهرة... فإذا وصلت القاهرة... ادخل (دار الكتب المصرية) ستجد كل هذه الكتب التي ذكرتُها كلها فيها... ولكنها مكدّسٌ عليها الغبار... وأنا أريدك تنفض ما عليها من الغبار وتنشرها. 
ثم إنني استوقفت الشيخ وسألتُهُ: كيــف عرف الفلاّح كل ذلك؟!
قال الشيخ حامد: لقد عرفَهُ من أُستاذِهِ (الرمال)... هل تسمعون بـ (الرمال)؟
قلتُ لهُ: أنا لا أعرف (الرمَّال) هذا... ما هي قصتُهُ؟
قال: (الرمَّال) كان يفتش عن كتب سلفه... ولما وجد ما وجد منها... بدأ بجمع العمال والكنّاسين... وقام يُدرّس لهم... وكان لا يُسمح لهُ أن يُدرسَ علانيــة... وكان من جُملَتِهم هذا الفلاّح... وهذا الفلاّح يصلح أن يكون إماماً من الأئمة... ولكنهُ هناك في الفلاحة... فمن الذي يصلح أن يتعلم؟!
ولكن ما زال الخيرُ موجوداً في كُلّ بلدٍ حتى تقوم الساعـة[1]
تصوفه:
لماذا أقسو على الصوفية؟!
هذه الأسطر القادمة...
هي بيان من الشيخ موجز عن خلاصة ما وصل إليه عن الصوفية وتصوفهم..
الشيخ الذي كان يوماً من الأيام مع هؤلاء الضلال الجهال...
نزع غشاوة الظلمة بنور الاتباع قامعاً ظلمات الابتداع...
فهو هنا ناصحاً وموجهاً ومعلماً ومحذراً...
وأيضاً فهو يبرر أن كان قد أحسوا منه شدة...
فإنه قد عاش وضاق طعم المرارة...
فأراد أن لا يذوقها غيره...
فإلى كلماتهِ وتوجيهاته رحمه الله:
إن هذه الطرق الصوفية المنتشرة في الناس اليوم تروج الكفر والوثنية والدجل وتعمل جاهدة لتأليه الدجالين واعتصار دمــاء الجماهير لتتضخم جيوب شيوخها أولياء الشيطان وتنشر في الناس ظلمات الجاهلية الأولى وتحارب الله ورسوله و تهيئ الأمة الإسلامية بهذه الجاهلية العمياء وهذه التقاليد الخرافية وهذه الغباوة البهيمية لتكون لقمة سهلة الهضم للأعداء،هذه الطرق الصوفية هي المعول الذي هدم به اليهود والفرس صرح الإسلام،هذه الطرق الصوفية هي اليد الأثيمة التي مزقت رقعة الدولة الإسلامية،وشيوخ الطرق الصوفية هم الذين يمكنون المستعمرين في مراكش وتونس والجزائر والهند وفي السودان وفي مصر وفي كل مكان من البلاد الإسلامية وهم سماسرة المستعمر وخدمه المخلصون في خدمته إذلال المسلمين واستغلالهم.
      ولقد كُنتُ واحداً منهم وعرفت دخائل أمورهم وخبايا زواياهم وسيء مكرهم وخبث قصدهم، فالحمد لله الذي أنقذني وهداني إلى الإسلام الحق الذي بعث الله به رسله ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور، وإني بكيدهم وكفرهم ووثنيتهم أعرف، ولذلك أنا أشد حرباً عليهم ولا أزال حرباً عليهم ما بقي فيَّ عرق ينبض بالحياة مُستعيناً بربي وحده، متأسياً بالرسولِ الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم صابراً على كل ما يكيد به أعــداء أنفسهم من حزبِ الشيطان، أعداء الرحمن مؤمناً بأن العاقبة للمتقين وأن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
مُقتطف من جُملة أحاديث للمُهتدي إلى مُعتقدِ أهل السنة والجماعة بعد تركه لضلالات المبتدعة أصحاب الطُرق الصوفية..
 
الهوامش:

[1] المجموع للشيخ حماد الأنصـاري (1/294-297)

المرفقات

المرفق نوع المرفق تنزيل
العلامة محمد حامد الفقي.doc doc
العلامة محمد حامد الفقي.pdf pdf

التعليقات

اضف تعليق!

اكتب تعليقك

تأكد من إدخال جميع المعلومات المطلوبة.

;

التصنيفات


أعلى