شبهة تسمية قبر أحد الصالحين بـ"الترياق المجرب"

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد؛ شبهة ما قاله بعضُ أهل العلم عن قبر أحد الصالحين "الترياق المجرب"، فإن هذا وإن كان يحمل معنى أشمل من الاستشفاء، ولكن لفظ الترياق يوحي بطلب الاستشفاء، ومما نُقل في هذا المعنى ما رُوي عن الإمام "إبراهيم الحربي"ـ رحمه الله ـ أنه قال عن قبر "معروف الكرخي": (قبر معروف الترياق المجرب).

الرد:

أولًا: أن المنقول عن الإمام إبراهيم الحربي ـ رحمه الله ـ يحتاج إلى ثبوت صحة نسبة ذلك إليه.

ثانيًا: على فرض صحة النقل فليس بحجة حتى يقابل الدلائل الصريحة في كتاب الله تعالى وسُنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وكذلك فعل الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين لهم بإحسان، فلم يكن الذهاب إلى القبور والتبرك بأصحابها من سننهم، وهم أفقه الناس وأعلمهم بحدود ما أنزل الله تعالى على رسوله صلى الله عليه وسلم.

ثالثًا: قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: »قد نُقل عن بعضهم أنه قال: قبر معروف الترياق المجرب،...قلنا: الذي ذكرنا كراهته لم ينقل في استحبابه فيما علمناه شيء ثابت عن القرون الثلاثة التي أثنى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث قال: »خير أمتي القرن الذي بُعِثتُ فيه، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم«، مع شدة المقتضى عندهم لذلك لو كان فيه فضيلة، فعدم أمرهم وفعلهم لذلك مع قوة المقتضي لو كان فيه فضل يوجب القطع بأن لا فضل فيه.

وأما من بعد هؤلاء فأكثر ما يفرض أن الأمة اختلفت، فصار كثير من العلماء والصديقين إلى فعل ذلك، وصار بعضهم إلى النهي عن ذلك، فإنه لا يمكن أن يُقال اجتمعت الأمة على استحسان ذلك«⁽[1]⁾.

 الهوامش